اشتعال جبهة عرسال اللبنانية: قتلى وجرحى ومخطوفون

02 اغسطس 2014   |  آخر تحديث: 03 أغسطس 2014 - 10:13 (توقيت القدس)
E0FAD405-4568-4D9F-A6A6-E28EFCD26CE1
+ الخط -
تطورت الأوضاع المتفجرة في بلدة عرسال، شرق لبنان، على الحدود اللبنانية ــ السورية،  بعد ظهر أمس السبت، حتى فجر الأحد، على خلفية اعتقال أحد حواجز الجيش اللبناني، القيادي الإسلامي السوري المعارِض، عماد جمعة، وهي الخطوة التي ردّت عليها "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، بمهاجمة القوى الأمنية اللبنانية، واختطاف عناصر من صفوفها.

وتواصلت المعارك ليلاً وفجراً، وقال مسؤول أمني لبناني لوكالة "رويترز" إنّ 11 متشدداً قتلوا في اشتباك مع الجيش اللبناني قرب الحدود السورية".

وقال الجيش اللبناني في بيانٍ، إنّ 8 من عناصره قتلوا خلال الاشتباكات مع المسلّحين في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية. وأوضح أنّ وحداته "تابعت طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلّحة والاشتباك معها"، مشيراً إلى أنّ "هذه الاشتباكات المستمرة منذ يوم أمس السبت، أسفرت عن سقوط 8 شهداء وعدد من الجرحى (لم يحددهم)".

وفي بيان سابق، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، أنّ وحداتها "ستكون حاسمة في ردها على اعتداء المجموعات المسلّحة السورية على القوى الأمنية وبلدة عرسال الحدودية وأهلها، إثر الهجوم الذي شنه مسلحون على مواقع الجيش والقوة الأمنية في المنطقة وخطف عدد من المواطنين والجنود على خلفية اعتقال أحد كبار قادة المجموعات المتطرفة". وشدد الجيش على أنه سيكون "حاسماً وحازماً في رده، ولن يسكت عن محاولات الغرباء عن أرضنا تحويل بلدنا ساحة للإجرام وعمليات الإرهاب والقتل والخطف"، مشيراً إلى أنّه "لن يسمح لأيّ طرفٍ أنّ ينقل المعركة من سورية إلى أرضه، ولن يسمح لأيّ مسلح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا أنّ يعبث بأمنّ لبنان وأنّ يمسَّ بسلامة العناصر من جيش وقوى الأمن".

ولفت إلى أنّ مجموعة من المسلّحين الغرباء من جنسيات مختلفة "هاجموا مواقع الجيش ومراكزه في منطقة عرسال، ما أدى الى وقوع عدد من الضحايا بين قتيلٍ وجريحٍ في صفوف العسكريين والمدنيين من أبناء البلدة الذين تضامنوا مع القوى العسكرية والأمنية ضد العناصر المسلّحة التي تواجدت في البلدة".

وأوضح أن "المجموعات المسلّحة، شنّت هجوماً مركزاً على منازل اللبنانيين من أهالي عرسال والمنطقة، التي يدافع عنها الجيش ويحمي أبناءها، وخطف المسلّحون عدداً من جنود الجيش وقوى الأمن الداخلي (لم يحدد عددهم)، وهم عزّل في منازلهم يمضون إجازاتهم بين أهلهم، وأخذوهم رهائن مطالبين بإطلاق أحد أخطر الموقوفين لدى الجيش". وكان الجيش قد أصدر بياناً قال فيه إنّ جمعة اعترف بانتمائه لـ"جبهة النصرة"، وإنه سلّمه للمراجع القضائية المختصة.

وكان مسلّحون قد سيطروا، يوم السبت، على عدد من المراكز الحدودية التابعة للجيش، إضافةً إلى مقر فصيلة الدرك التابعة لقوى الأمن الداخلي في عرسال. ونُشرت صور تُظهر احتجاز مسلّحين لرجال أمن لبنانيين. وقد سقط عدد من القتلى والجرحى من أبناء عرسال والجيش، خلال محاولة الدفاع عن فصيلة الدرك. لكنّ مصادر حزبية أفادت بإطلاق سراح رجال الأمن.

وبحسب ما أفاد عدد من المسؤولين في البلدة لـ"العربي الجديد"، فإن جمعة أوقف، ظهر اليوم السبت، خلال إدخاله أحد الجرحى السوريين إلى عرسال، الذي أصيب خلال معارك جرود القلمون ضد حزب الله اللبناني، فأوقفه حاجز تابع للجيش، رغم أنّه عادة يتم إدخال الجرحى بشكلٍ روتيني. وعند توقيفه، تواصل رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، مع استخبارات الجيش اللبناني، التي وعدت بإطلاق سراح جمعة خلال ساعتين، إذ تبيّن أنه غير مطلوب بمذكرات توقيف لبنانيّة.

وبعد مرور فترة الساعتين، أصدر الجيش بياناً قال فيه إنّ جمعة اعترف بانتمائه لجبهة النصرة، وإنّ الجيش سلّمه للمراجع القضائية المختصة، ليبدأ عندها انتشار المسلّحين التابعين لجبهة النصرة.

وتدخّل عدد من الوسطاء، ليسمعوا من الجيش وعوداً بإطلاق سراحه، فيما قام عدد من المسلّحين بتوقيف آلية للجيش بداخلها عنصران واحتجازهما "حتى إطلاق جمعة" كما قال المسلحون للوسطاء.

ويتخوّف أبناء البلدة من انفجار الوضع، وخصوصاً أنّ المسلّحين انتشروا داخل البلدة، وهو ما يعني حصول كارثة إنسانية. ويبلغ عدد سكان عرسال 40 ألفاً، ويوجد فيها نحو 120 ألف لاجئ سوري.

كما يتخوّف عدد من المسؤولين الحزبيين من تدخل قوى حزبية لإشعال الوضع ليلاً بين المسلّحين والجيش اللبناني، وخصوصاً أنّ الوساطات لا تزال قائمة، لكنها تتعرض لعرقلة من بعض الأطراف والشخصيات الطامحة لمناصب سياسيّة.

يُذكر أنّ معارك تدور بين "حزب الله" ومسلّحي المعارضة في جرود القلمون (وهي جرود متواصلة مع جرد عرسال) منذ فترة، سقط فيها عشرات القتلى من الطرفين. ويواجه "حزب الله" صعوبة في حسم المعركة. كما أنّ عرسال تتهم بتأمين المواد الغذائية للمسلّحين ومساعدة الجرحى.

ذات صلة

الصورة
أشخاص بجوار تمثال الشهداء بحلب، 15 ديسمبر 2024 (Getty)

منوعات

تحطيم تمثال الشهداء في حلب الذي نحته عبد الرحمن مؤقت في الثمانينيات، أثار جدلاً واسعاً بين تبريرات رسمية ومخاوف شعبية من خلفيات أيديولوجية.
الصورة
سوريون عائدون إلى بلادهم من تركيا،27 ديسمبر 2024 (الأناضول)

مجتمع

تصدّر السوريون قائمة المغادرين من تركيا خلال العام الجاري، بنحو 273 ألف شخص، وفقاً لتصريحات رسمية أدلى بها مؤخراً نائب الرئيس التركي، جودت يلماظ.
الصورة
يستعد للامتحانات في مخيم جبالا ، 22 يونيو 2025(عامر السيد علي)

مجتمع

بدأ طلاب مخيمات إدلب السورية، على غرار طلاب باقي محافظات سورية، امتحانات شهادتي التعليم الأساسي العام والشرعي والثانوية المهنية، وهم يواجهون صعوبات كبيرة.
الصورة
نادي الصحافة خلال مؤتمر صحافي في واشنطن للافراج عن تايس، 2 مايو 2025(Getty)

منوعات

كشفت واشنطن بوست أن مسؤولاً مقرباً من رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الصحافي الأميركي أوستن تايس قتل عام 2013.
المساهمون