استياء برلماني من رفض ألمانيا استقبال مهاجري "لايف لاين"

اتهم نواب من حزبي الخضر واليسار الحكومة الاتحادية الألمانية بالفشل في التعامل مع قضية سفينة إنقاذ اللاجئين "لايف لاين" التي أقلت أكثر من 230 لاجئاً، والتي رست الأربعاء، في مالطا، بعد ستة أيام من رفض الموانئ الأوروبية استقبالها.

وأكد حزب الخضر في اجتماع برلماني مساء أمس، بحضور وزير الداخلية، هورست زيهوفر، أن "رفض استقبال اللاجئين يعرض حياتهم للخطر، ويثبت مجددا أن زيهوفر غير مهتم بالحل الأوروبي".

وانتقد الحزب الليبرالي الحر سياسة اللجوء، وقال إن "أوروبا تخسر إرثها الإنساني"، كما استنكر حزب اليسار الوضع، وقال نائبه: "يتحدثون عن القيم الأوروبية وحقوق الإنسان بينما يتم نقل الجثث بعيدا عن أوروبا".

في المقابل، دافع زيهوفر عن سياسته أمام البرلمان الألماني "البوندستاغ"، وقال إنه لا يريد أن يكون قرار استقبال اللاجئين "سابقة"، وإن "قرار استقبالهم لا يجب أن يقرره المهربون وإنما الحكومات المنتخبة ديمقراطيا"، داعيا إلى إقامة مناطق حماية في بلدان ثالثة، ومكافحة أسباب الهجرة.

وفي تصريح تلفزيوني، دافع رئيس كتلة الاجتماعي المسيحي في البوندستاغ، ألكسندر دوبرندت، عن موقف زعيم حزبه الوزير زيهوفر، مؤكدا أن "مصير السفينة ليس من اختصاص أو صلاحيات الحكومة الاتحادية. لن نخلق لأنفسنا صلاحيات جديدة لإرضاء الذين يعملون كامتداد للمهربين"، في إشارة إلى سفن الإنقاذ الأوروبية في البحر المتوسط.

وأعربت الحكومة الألمانية، في وقت سابق الثلاثاء، عن قلقها من وضع السفينة، وأعلن المتحدث باسمها، شتيفن زايبرت، أن "الحكومة تسعى لإيجاد حل، ودراسة طلبات المتواجدين على متن السفينة، وإذا ما كان هناك إمكانية لاستقبال أعداد منهم، علما أن عددا من الدول بينها البرتغال وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا، أبدت استعدادها لاستقبالهم.

ووافقت عدد من الولايات الألمانية على استقبال المهاجرين عبر سفينة الإنقاذ الألمانية "لايف لاين"، منها ولايات سكسونيا السفلى وبرلين وبراندنبورغ وراينلند بفالس وشليسفيغ هولشتاين.

وانتقدت الأمم المتحدة اليوم الخميس، سياسة اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وأشارت إلى أن الاتحاد يبدو مشلولا سياسيا بعد ما صدر من مواقف وتصرفات بحق سفينة الإنقاذ الألمانية، حيث كان الناس الأبرياء يعانون، وبينهم نساء وأطفال.

وطالبت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة في بيان، قمة الاتحاد الأوروبي المقرر أن تبدأ أعمالها اليوم في بروكسل، بسرعة إيجاد حل مشترك من أجل منع مزيد من الوفيات في البحر، وأن تضمن الدول الأعضاء في الاتحاد الحفاظ على حق اللجوء.