استنفار لمواكبة "الحرب": سقطات إعلامية ونصائح لتفادي الفضائح

استنفار لمواكبة "الحرب": سقطات إعلامية ونصائح لتفادي الفضائح

23 مارس 2016
انعكست حالة الهلع في الإعلام الأوروبي (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -
"هلعٌ عامّ" ساد صباح أمس الثلاثاء، بعد دقائق على التفجيرات التي استهدفت العاصمة البلجيكيّة، بروكسل. مواقع التواصل الاجتماعي كانت المنصّة الأولى لإطلاق الأخبار والصور ومقاطع الفيديو من أماكن الحدث، بينما كان التفاعل مع الاعتداءات أعلى نسبياً من الهجمات الأخرى في باريس وغيرها. الإعلام العالمي من جهته، ركّز بشكل كثيف على أحداث بروكسل، فهيمنت التغطيات المباشرة من مكان الحدث على الشاشات حول العالم، لتطغى على أيّ حدث آخر.

وفور شيوع خبر استهداف مطار بروكسل وعدة محطات مترو في العاصمة بتفجيرات متنقلة، أعادت وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية تحديث صفحاتها الأولى ومواقعها الإلكترونية حيث خصصتها لمتابعة التطوارت الحاصلة لحظة بلحظة. صحيفة "لو موند" الفرنسيّة خصصت صفحتها الأولى على الموقع لنقل التطورات، فعنونت "هجوم مطار بروكسل، يرجح أن يكون تفجيراً انتحارياً". واختارت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية صورة لمطار بروكسل مع عنوان "بروكسل: هولاند يدعو إلى "الوحدة" ضد التهديد الإرهابي". أما قناة "فرانس 24"، فنشرت فيديو وثق اللحظات الأولية للهجوم على مطار بروكسل. وبدوره، خصص موقع "هافينغتون بوست" صفحته الأولى لنشر صورة خروج المسافرين من مطار بروكسل عقب الاعتداء وجاء في العنوان الرئيسي "بروكسل تحت الاعتداءات". شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية شاركت مع متابعيها فيديو يظهر اللحظات الأولية التي أعقبت استهداف محطة ميترو "مالبيك" خلال إجلاء ركاب المترو وتأمين خروجهم. واهتمت وسائل الإعلام الأميركية بشكل كبير بالحدث، فخصصت قناتا "سي إن إن" و"فوكس نيوز" شاشتيهما للنقل المباشر الذي أعقب الهجمات.

سقطات بالجملة
لكنّ الجزء الأكبر من الاهتمام بالتغطيات المتعلقة باعتداءات بروكسل أمس، كان يتمحور حول الشائعات والأكاذيب التي كانت جزءاً من التغطية الإعلاميّة، ومن منشورات مواقع التواصل. هكذا، نشر مستخدمون ووسائل إعلام كان بينها تلفزيون "يورونيوز" وصحيفة La Libre Belgique بالإضافة إلى "ديلي مايل" وغيرها شريط فيديو، التُقط في روسيا في يناير/كانون الثاني عام 2011، على أنه لحظة التفجير في مطار بروكسل من قناة لمحطة CCTV. واستمرت قناة "يورونيوز" ببث الشريط لمدة نصف ساعة بشكل مباشر، قبل أن تعيد سحب تداوله. كما انتشرت صور من تفجيرات إسبانيا عام 2004، على أنها لتفجيرات محطة المترو. ونشرت وسائل إعلام بلجيكية خبراً عن إخلاء القصر الملكي في قلب العاصمة بروكسل، الأمر الذي نفاه القصر الملكي بعد ذلك.


على إثر ذلك، نشر موقع "LaTeleLibre" ستّة نصائح تساعد المستخدمين والناشطين ووسائل الإعلام على تفادي الوقوع في الخطأ وإعادة نشر الأخبار الكاذبة وجاء فيها: "تأكدوا من تاريخ الصور ومقاطع الفيديو قبل إعادة نشرها، اختاروا مصادركم بعناية، وتابعوا وسائل الإعلام المحلية والعالمية قبل إعادة تداول الصور والأخبار غير المؤكدة".

وليست الشائعات السقطة الوحيدة للإعلام في تغطيته أمس، حيث سرقت قناة Life news الروسية رسماً كاريكاتورياً يعود لبلانتو، الرسام في "لو موند" الفرنسية، والذي يُظهر شخصاً يلبس العلم الفرنسي وآخر يلبس العلم البلجيكي، في إشارة إلى أنّ "المصيبة واحدة"، لتبدل القناة العلم الفرنسي بالعلم الروسي. وسائل إعلام قررت أيضاً نشر صور الضحايا، كما فعل موقعا "بازفيد" و"USA Today"، الذي تداول عبر "تويتر" وعلى موقعه الإلكتروني أخبار الهجوم مرفقا كل خبر بصورة واضحة عن وجوه الضحايا والدماء.

كُل ذلك، دفع النيابة العامة البلجيكيّة إلى طلب منع التغطية الإعلامية للتحقيقات حول التفجيرات. وطالبت النيابة العامة البلجيكية وسائل الإعلام بالامتناع عن نقل ومشاركة وبث أخبار التحقيقات المتعلقة بهجمات بروكسل بعد تداول الإعلام عدة أخبار وُصفت بالكاذبة ما تسبب بنوبات هلع متزايدة لدى المتابعين.

اقرأ أيضاً: ليس كل ما تقرأه عن تفجيرات بروكسل.. حقيقياً

هلع مواقع التواصل
ولعلّ تبدّل جميع التعابير والوسوم الأكثر تداولاً عالمياً على "تويتر" في غضون دقائق، لتتحوّل اللائحة إلى أخبار عاجلة من بروكسل، أبرز دليل على الاهتمام الكبير باعتداءات بروكسل. وانطلق التغريد على وسمي "#Brussels" و"#Bruxelles" منذ اللحظات الأولى بعد تأكيد خبر حصول تفجيريْن في صالة المغادرة بمطار بروكسل، حيث وصل الوسمان إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً بسرعة.

أما وسما "#STIB" و"#MIVB" فاستُخدما لتداول المعلومات بعد انتشار أخبار عديدة عن تفجيرين جديدين حصلا في محطة ميترو "مالبيك" ومحطة "شومان" في العاصمة. واستخدم الناشطون شبكات التواصل وتحديدا "تويتر" للتحذير من التوجه إلى مناطق معينة أو لتأكيد المعلومات حول تهديدات محتملة وإقفال شوارع قريبة من مقرات الاتحاد الأوروبي والبرلمان. هذا بالإضافة إلى وسمي "#TerörYenilecekMilletKazanacak"، و"#NoAlTerrorismo" وكلمات "Bélgica"، Belçika"، و"Brüksel Havalimanı'nda"، و"Brukseli".

حملة التضامن الواسعة، شملها أيضاً نشر وسوم مماثلة لتلك التي انتشرت إثر اعتداءات باريس أواخر العام الماضي، كـ #JeSuisBruxelles و#PrayForBelgium و"#brusselsattack". ونشر مستخدمون صوراً تُظهر علم بلجيكا على شكل قلب وعلامة السلام. وأعرب مغردون عن غضبهم من التفجيرات وتضامنهم الكبير مع الضحايا وبلجيكا بعد التفجيرات، التي أشاروا إلى تشابهها مع اعتداءات باريس.

وبينما بدأت تنتشر صور تُظهر بعض الجرحى خارج المطار وهم مضرّجون بالدماء، أطلق
مستخدمون حملةً لمنع إعادة نشر تلك الصور، احتراماً لمشاعر الضحايا وأهاليهم الذين لم يطمئنوا إليهم بعد.

مواقع التواصل، خصوصاً "تويتر"، كانت منصّة لشجب الاعتداءات من قبل فنانين وسياسيين وإعلاميين وغيرهم، في وقت كان مغردون مناصرون لتنظيم "داعش" يشيدون بالتفجيرات.

نشاط الصحافيين كان ملحوظاً أيضاً على مواقع التواصل، فنشروا الأخبار على حساباتهم وحذّروا المستخدمين من الوقوع في فخّ الإشاعات. وعمد الصحافي ستيفن داكراين، في تلفزيون VRT News البلجيكي إلى نقل ما يحصل في مطار بروكسل بشكل مباشر عبر حسابه على "تويتر"، عبر تغطيات ورسائل بالفيديو من هناك.


اقرأ أيضاً: من هما المتهمان بهجمات بروكسل؟