استنفار أمني لتأمين المنطقة الخضراء وتفتيش بمعاقل التيار الصدري
أكثم سيف الدين ــ بغداد





بعد الصدام الذي وقع يوم أمس، السبت، خلال تظاهرات "التيّار الصدري"، وما أعقبها من قصف للمنطقة الخضراء، اتخذت القوات الأمنية إجراءات مشدّدة في محيط المنطقة، ودفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة عند بواباتها، بينما تعمل على تفتيش مناطق ذات نفوذ لـ"التيار الصدري".

وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادة أدخلت قواتها في حالة التأهب القصوى لصدّ أي هجوم محتمل على المنطقة الخضراء"، مبينا أنّ "الإجراءات تضمنت غلق أغلب منافذ المنطقة الخضراء إلّا منفذا واحدا، بينما انتشرت قوات لواء بغداد عند هذا المدخل، بشكل كثيف جدّا، ونُشرت القطعات في محيط المنطقة الخضراء والقوات القريبة منها".

وأضاف أنّ "التوجيهات صدرت إلى القوات بنصب حواجز أمنية في كل الشوارع القريبة من المنطقة الخضراء، والقيام بتفتيش دقيق للسيارات والمارّة"، مشيرا إلى أنّ "قوات عسكرية تحرّكت نحو مناطق شرق بغداد (التابعة للصدر)".


وذكر أنّ "هذه القوات بدأت بعمليات تفتيش للداخلين والخارجين في مناطق شارع فلسطين والبلديات وحي جميلة وحي الصدر، مما تسبب بتضييق كبير على الأهالي وحالة من الازدحام المروري الكبير"، مشيرا إلى أنّ "هذه الإجراءات ستستمر، ولن تنتهي إلّا في حال صدور توجيهات جديدة لإنهائها أو تقليلها".

يأتي كل ذلك عقب الصدام الذي وقع بين المتظاهرين والقوات الأمنية وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، ومن ثم قُصفت المنطقة الخضراء بقذائف هاون.

في تلك الأثناء، تحدّث "التيار الصدري" عن "دخول جهات سياسية على الخط وقصفها المنطقة الخضراء، في محاولة لإسقاط حكومة العبادي".

وقال النائب عن التيار، حاكم الزاملي، في حديث متلفز، إنّ "القصف الذي تعرّضت له المنطقة الخضراء مساء أمس نفذته جهات سياسية ضبابية"، مبينا أنّ "ما وقع من أحداث في تظاهرات الأمس جاء لإحراج العبادي، إذ إنّ هناك جهات سياسية وأحزاباً نافذة، وقسم منها مشترك في العملية السياسية، لها تأثير وتحاول إسقاط الحكومة، هي من قامت بالقصف".

وأضاف النائب، وهو يترأس لجنة الأمن البرلمانية: "لن نستخدم أي صواريخ لإسقاط الحكومة، وكيف نقوم بذلك ونحن اليوم نمسك بسامراء وكربلاء وآمرلي وجرف الصخر وندافع عن العراق؟".

وكان رئيس الحكومة، حيدر العبادي، قد أمر بفتح تحقيق بما جرى من أعمال عنف خلال التظاهرات، وسقوط قتلى وجرحى.