استقالة محررين من صحيفة روسية احتجاجاً على تزايد الرقابة

استقالة محررين كبار من صحيفة "فيدوموستي" الروسية احتجاجاً على تزايد الرقابة

16 يونيو 2020
قيود على الحريات الصحافية وضغوط من الكرملين (ستانيسلاف كراسيلنيكوف/TASS)
+ الخط -
استقال كبار المحررين في صحيفة أعمال رائدة في روسيا في شكل جماعي، أمس الإثنين، احتجاجاً على ما قالوا إنّها رقابة تحت إدارة جديدة مع وصول نزاع طويل الأمد بين الصحافيين والإدارة إلى ذروته.
و"فيدوموستي" Vedomosti واحدة من وسائل الإعلام المستقلة القليلة المتبقية في روسيا، حيث يتعرض الصحافيون لضغوط متزايدة بسبب القيود المفروضة على الحريات الصحافية وضغوط من الكرملين.
وأعلنت الصحيفة أنّ "جميع نواب رئيس التحرير الخمسة في "فيدوموستي" يغادرون الصحيفة، احتجاجا على تعيين أندريه شماروف رئيساً للتحرير".
وتأسست "فيدوموستي" في العام 1999، وشاركت في تأسيسها وامتلاكها شركة "إندبندنت ميديا" المملوكة لرجل الأعمال الهولندي ديرك ساوير، وصحيفة "فايننشيل تايمز" ومقرها لندن، وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وتغيّر وجه الصحيفة عدة مرات منذ صدور أول نسخة مطبوعة لها، حيث قدم نواب البرلمان تشريعات تحد من الملكية الأجنبية لوسائل الإعلام الروسية.
في مارس/آذار الماضي، فوجئ الصحافيون ومحررو الصحيفة بإعلان مالكها آنذاك دميان كودريافتسيف اعتزامه بيع الصحيفة.
وتم تعيين شماروف رئيساً للتحرير بالوكالة، في الشهر نفسه قبل إتمام البيع.

وبيعت الصحيفة في نهاية المطاف إلى إيفان يريومين، رئيس وكالة أنباء إقليمية غير معروفة تسمى فيدرال برس.
وندد صحافيو "فيدوموستي" بالرقابة تحت قيادة شماروف، قائلين إن تعيينه كان قرارا سياسيا. ويشكون من أنه تم منعهم من تغطية استطلاعات الرأي السلبية عن الرئيس فلاديمير بوتين، وأن شماروف تدخل في تغطية مسائل متعلقة بعملاق النفط روسنفت، الذي يديره حليف بوتين إيغور سيتشين.
وفي رسالة مفتوحة نشرها "ذا بيل"، وهو موقع إخباري مستقل باللغة الروسية، أكّد المحررون الخمسة أنهم سيغادرون مناصبهم بعد تأكيد تولي شماروف رئاسة التحرير. وذكروا: "بصفته رئيس التحرير بالإنابة، أدار غرفة الأخبار لما يقرب من ثلاثة أشهر وانتهك خلال تلك الفترة مرارا القواعد التحريرية والمبادئ التوجيهية المعتمدة في فيدوموستي". وتابعوا: "ليس لدينا خيار آخر سوى المغادرة".
واشتكى صحافيو فيدوموستي شماروف مرارًا إلى الإدارة، وطرحوا أخيرا مرشحًا بديلا لإدارة الصحيفة. وقالوا إن ما يقرب من 70 موظفا دعموا زميلا ليتولى منصب رئاسة التحرير، لكن المالكين مضوا قدما في تعيين شماروف.
وعمل المحررون المغادرون في الصحيفة لمدة 15 عاما. وخلص تحقيق أجرته عدة وكالات أنباء روسية في مايو/أيار، بما في ذلك فيدوموستي، إلى أن روسنفت استعادت السيطرة على الصحيفة من خلال الديون المستحقة على كودريافتسيف لبنك مملوك لعملاق النفط.

(فرانس برس)

المساهمون