استقالة براين هوك... هل فشلت السياسة الأميركية تجاه إيران؟

استقالة براين هوك... هل فشلت السياسة الأميركية تجاه إيران؟

09 اغسطس 2020
إيران تعتبر رحيل هوك انتصاراً (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن طهران تحاول طرح استقالة المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، على أساس أنها تعكس فشل سياسات الولايات المتحدة تجاهها، وعلى وجه التحديد ما يتعلق بملفها النووي.
وفي تقرير أعده مراسلها للشؤون الإقليمية سيث فرانتسمان، أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إدراك إيران أن إليوث أبرامز، المبعوث الأميركي الخاص إلى فنزويلا، الذي سيحل محل هوك يتبنى مواقف أكثر تطرفاً منه بشأن أنماط التعاطي معها، وأن هذا سيجلب المزيد من الطاقة لموقعه الجديد، إلا أنها تدرك أيضاً أنها عانت كثيراً بسبب العقوبات والجهود التي نسقها هوك في إطار حملة "الضغط الأقصى"، التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وأشارت إلى أن إيران تحاول أيضاًً التدليل على فشل السياسات الأميركية تجاهها، بالترويج لشائعات مفادها أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في طريقه إلى مغادرة موقعه أيضاً. وحسب الصحيفة، فإن التلفزيون الإيراني يشير إلى أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحددة على الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتمديد العمل بقرار حظر السلاح على طهران تتواصل دون جدوى.
وتستمد إيران، التشجيع، حسب الصحيفة، من مسارعة العديد من مساعدي المرشح الديموقراطي للانتخابات الأميركي، جو بايدن، الذين اعتبروا استقالة هوك دليلاً على فشل سياسات إدارة ترامب تجاه إيران.

الخط الدعائي الإيراني يقوم على إبراز حقيقة أن العقوبات الأميركية لم تدفع طهران إلى وقف العمل في مرافق تخصيب اليورانيوم


واستناداً إلى الرواية التي يروجها الديمقراطيون في أعقاب استقالة هوك، كما تورد "جيروزاليم بوست"، تدلّ هذه الخطوة على فشل الولايات المتحدة في ردع إيران وعزلها، وعجز إدارة ترامب عن إقناع مجلس الأمن بتمديد قرار حظر تزويدها بالسلاح، الذي سينتهي في أكتوبر/ تشرين الأول القادم، علاوة على أن طهران لن تكون ملزمة بالقيود التي فرضها عليها الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العظمى في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة.
ولاحظت الصحيفة أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية حرصت على اقتباس استخلاص من صحيفة "نيويورك تايمز" بأن استقالة هوك جاءت بعد إمضائه عامين في موقعه دون أن يتمكن من تحقيق الأهداف الأميركية.
وحسب معد التقرير، فإن الخط الدعائي الإيراني يقوم على إبراز حقيقة أن العقوبات الأميركية لم تدفع طهران إلى وقف العمل في مرافق تخصيب اليورانيوم.
ولاحظت الصحيفة أن إيران تحاول إرسال رسالة إلى أصدقائها في الغرب، مفادها أن استقالة هوك تدل على صمودها في مواجهة الولايات المتحدة، إلى جانب أن طهران تحاول عرض المشكلة على أساس أنها أزمة مع إدارة ترامب، وأن التغيير الذي يمكن أن تؤدي إليه الانتخابات الأميركية القادمة يمكن أن يحدث تحولاً في العلاقة مع واشنطن.
وفي المقابل، وكما ترى الصحيفة، لا تحرص إيران فقط على التدليل على فشل السياسة الأميركية تجاهها، بل تحاول أيضاً التأثير في المواقف الأميركية منها عبر إبداء مواقف "معتدلة".
واستدركت الصحيفة بأن خروج هوك يضع طهران أمام معضلة، على اعتبار أنها لا يمكن أن تحتفي بحلول أبرامز الذي يُعَدّ أكثر تشدداً منه، ولا سيما أن الأخير يرتبط بعلاقات وثيقة بإسرائيل، إلى جانب أنه معروف بعمق معرفته بالأدوار التي تقوم بها إيران في المنطقة، فضلاً عن أن عمله مبعوثاً خاصاً لفنزويلا ساعده على التعرف إلى خفايا العلاقات الإيرانية الفنزويلية وأنشطة طهران لدعم النظام في كراكاس.
وتحاجج الصحيفة بأنّ من الصعب معرفة ما إذا كانت استقالة هوك وقدوم أبرامز دليلاً على فشل أو نجاح السياسات الأميركية تجاه إيران، على اعتبار أن إدارة ترامب لم تحدد معايير الفشل والنجاح في هذا المجال.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه كل من إيران وفنزويلا تهدف فقط إلى عزلهما والتسبب بالكثير من المتاعب لهما، وهو هدف تحقق بالفعل، أو كان الهدف دفع نظامي الحكم في طهران وكراكاس إلى ارتكاب الأخطاء.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران التي أمرت بشنّ عمليات على القوات الأميركية في العراق، لم تتوقع أن يقدم ترامب على إصدار تعليماته بتصفية قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بضربة جوية في العراق.
وخلصت الصحيفة إلى أنه بغضّ النظر عن محاولات إيران للتدليل على اعتدالها، فإنها ما زالت تحتكم إلى هدف واحد يتمثل بمحاولة تقليص النفوذ الأميركي في المنطقة، بغضّ النظر عن الهوية الحزبية للرئيس الذي يجلس في البيت الأبيض.
وترى الصحيفة أنه بغضّ النظر عن استقالة هوك، فإن أحداً ليس بوسعه أن يتوقع تحولات كبيرة في الموقف الأميركي من إيران، ما دام ترامب في الحكم.