استدارة جونسون

استدارة جونسون

09 سبتمبر 2016
استدارة جونسون تظهر بوضوح في الملف السوري(ليون نايل/Getty)
+ الخط -
استدارة لافتة كانت لوزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، يوم الأربعاء، عندما تراجع مُبتعداً عن مواقفه السابقة من الأزمة السورية، مُعتبراً أن "رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، أمر ضروري لحسم الصراع في سورية، وأن معاناة الشعب السوري لن تنتهي مع استمرار الأسد في السلطة". وزير الدبلوماسية البريطانية الجديد استدار كذلك مُنتقداً مواقف روسيا و"سلوكها غير المبرر في دعم الأسد، واستخدام قوتها العسكرية لتفادي هزيمته وإبقائه في السلطة".

يأتي التطور في موقف رئيس الدبلوماسية البريطانية مغايراً لتصريحات سابقة، أطلقها عندما كان عمدة للعاصمة لندن، إذ دعا في مقال بصحيفة "ذا تلغراف" قبيل تعيينه وزيراً للخارجية، القوى الغربية للتعاون مع الأسد والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للوصول إلى حل بشأن الصراع السوري وهزيمة "داعش". وأشاد برئيس النظام السوري في مقال صحافي، نشره في مارس/آذار الماضي، بعنوان "برافو للأسد"، لإنقاذه مدينة تدمر الأثرية من "داعش". كما أشاد جونسون بدعم الرئيس بوتين لحليفه الأسد في معركة دحر "داعش" من تدمر.

استدارة جونسون في الملف السوري، لن تكون الأخيرة، إذ عليه التحلي بالكثير من "الانضباط" لتصحيح مواقفه السابقة المُثيرة للجدل، والتي غالباً ما كان يُفجرها في مقال أسبوعي في صحيفة "ذا تلغراف"، وكان أشدها ما قاله في أبريل/ نيسان الماضي، مُنتقداً تدخل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مسألة الاستفتاء البريطاني، إذ كتب، بتعبير لا يخلو من العنصرية، أن "التراث الكيني في شخصية أوباما عزز مشاعره المعادية لبريطانيا"، وأن "الرئيس نصف الكيني يكن كراهية للإمبراطورية البريطانية". ولم تنج المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، من جونسون عندما وصفها بـ"ممرضة سادية في مستشفى للأمراض العقلية". كما هاجم جونسون قادة الاتحاد الأوروبي، وقال إن مساعيهم لبناء "دولة أوروبا الكبرى" لا تختلف عن مساعي هتلر ونابليون بونابرت لتوحيد أوروبا.

ومع أن دولاً كبرى ودوائر سياسية دولية فوجئت، إلى حد الصدمة، بتعيين جونسون على رأس الخارجية البريطانية في حكومة تيريزا ماي الجديدة، إلا أن جونسون باشر بالفعل التخلص من "مشاغباته". وقد ظهر ذلك على الأقل بتصفيف شعره، في إشارة واضحة لتخليه عن فوضى "الشعر المنكوش"، والالتزام بقواعد الدبلوماسية البريطانية وتقاليدها العريقة.