استخدام الغاز المُسال يتضاعف في وقود السفن

استخدام الغاز المُسال يتضاعف في وقود السفن

17 سبتمبر 2020
تلوث البحار يرتفع في الصين وهونغ كونغ
+ الخط -

 

توقع مسؤول كبير في شركة بتروناس الماليزية ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال إلى أكثر من الضعف في وقود السفن بحلول عام 2030. ودخل قانون عالمي حول تلوث البحار حيّز التنفيذ في بداية العام الجاري 2020، ويحدد نسبة الكبريت في وقود السفن، كذلك يحدّ من استخدام أنواع الوقود الملوثة للبحار، وعلى رأسها النفط. ومن المتوقع أن يقود هذا القانون إلى زيادة استخدام الغاز الطبيعي المسال في وقود السفن التجارية خلال السنوات المقبلة. وحسب نشرة "مارين لينك" العالمية، قال الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الماليزية بتروناس، محمد راف محمد رملي، إن نحو 400 سفينة تعمل حالياً بوقود السفن من بين 8 آلاف سفينة مسجلة في أنحاء العالم، لكن هذا الطلب سيرتفع مع مرور السنوات. 
ولاحظ مسؤول الطاقة الماليزي أن الضغوط تتزايد على شركات السفن في أوروبا وسنغافورة وعدد من الموانئ الآسيوية باستخدام السفن للوقود النظيف. ويُقدَّر الطلب العالمي على الوقود البحري الذي يهيمن عليه النفط في الوقت الراهن بنحو 300 مليون طن سنوياً، أو ما يعادل نحو 5.2 ملايين برميل يومياً خلال العام الجاري 2020.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب على زيت الوقود في قطاع السفن. يُذكَر أن حرب الحاويات النفطية التي اندلعت العام الماضي في مضيق هرمز أسهمت في تعزيز ميناء سنغافورة وبعض الموانئ الصغيرة في آسيا. وكانت شركات الشحن البحري قد قلصت من الوقت الذي تقضيه سفنها في الموانئ العربية، بعدما أدت هجمات على ناقلات نفط إلى رفع تكلفة التأمين وتقليص مشتريات وقود السفن من الفجيرة، أكبر مركز لتموين السفن في دولة الإمارات.

إلى ذلك، قالت أوني اينيمو، مديرة الرابطة الدولية لتموين السفن، في مؤتمر أمس الأربعاء، إنّ من المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على وقود السفن 17 بالمئة بسبب تأثير جائحة كورونا بالتجارة العالمية، ما يمهد لمزيد من التآزر بين موردي هذا النوع من الوقود. وقلصت البنوك تمويل تجارة السلع الأولية بعد أزمة فيروس كورونا، ما أدى إلى تخلف بعض دور التجارة عن سداد ديون، وأضحت الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم الأكثر انكشافاً مالياً، مقارنة بما كانت عليه من قدرة سابقة على تلبية خدمة ديونها. وحسب رويترز، قالت اينيمو، إن الشركات تواجه طلباً منخفضاً من الوقود وسط بيئة تتراجع فيها الهوامش الربحية وتتوافر فيها الإمدادات وسط قيود في الحصول على رأس مال. وأضافت في مؤتمر بلاتس للبترول في آسيا والمحيط الهادي لعام 2020 الذي نُظم عبر الإنترنت، إنه "يتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على وقود السفن كثيراً في 2020، حتى وإن تماسك جيداً في شهري إبريل/نيسان ومايو/ أيار الماضيين". وأضافت أن بعض الشركات قد تضطر إلى الخروج من السوق. وتابعت بأن أعضاء الرابطة توقعوا تراجعاً للطلب العالمي بين 7 و17 بالمئة في العام الجاري. ووفق مديرة الرابطة الدولية لتموين السفن، فإن معظم أسواق تموين السفن شهدت هبوطاً كبيراً في يونيو/ حزيران وبنسبة كبيرة للبعض منها، لتسجل انكماشاً سنوياً بين 30 و40 بالمئة، لكن سنغافورة كانت بين الأقل تضرراً. وشهدت سنغافورة، وهي أكبر مركز لتموين السفن في العالم، نمواً سنوياً لمبيعات وقود السفن خلال العام الجاري، باستثناء شهري مايو ويونيو، حين سجلت انكماشاً بنسبة اثنين بالمئة فقط في كل منهما، بحسب البيانات الرسمية التي كشفت عنها سنغافورة. 
وتراجع الطلب على تموين السفن بسبب تفشي جائحة كورونا الذي أدى إلى تباطؤ أنشطة الشحن البحري ومنع بعض السلطات رسوّ السفن في موانئها، خوفاً من الجائحة.

يذكر أن ازدهار صناعة الشحن البحري في آسيا أدى إلى تفاقم تلوث الهواء في الصين ودول أخرى في شرق آسيا، ما يسبّب وفاة الآلاف سنوياً، في منطقة تضم ثمانية من أكبر عشرة موانئ للحاويات في العالم. وزادت حركة مرور السفن لأكثر من المثلَين قبالة شرق آسيا منذ 2005. ويصل بعض التلوث من المازوت الذي تستخدمه السفن إلى الداخل، ويؤثر مباشرةً بالحياة البحرية التي تُعَدّ من الثروات الغذائية الرئيسية في الدول الآسيوية.

المساهمون