اختتام اجتماع فيينا لشركاء الاتفاق النووي دون خطط عملية

اختتام اجتماع فيينا لشركاء الاتفاق النووي دون خطط عملية

01 سبتمبر 2020
الاتفاق لا يسير وفق الأهواء الإيرانية (تويتر)
+ الخط -

انتهى مساء اليوم الثلاثاء الاجتماع الدوري السادس عشر للجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا، بمشاركة نواب وزراء الخارجية والمديرين السياسيين للدول الأعضاء بالاتفاق، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى مساعدة منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا ماريا شميت.
وفيما لم يصدر بعد بيان عقب الاجتماع، إلا أن ثمة معطيات تشير إلى أن نتائجه ضعيفة ولم ترقَ إلى مستوى التحديات الجسام التي يواجهها الاتفاق النووي هذه الأيام، إذ تؤكّد مضامين تغريدات عبر "تويتر" لمشاركين في الجلسة أن نتائجها لم تخرج عن إطار التأكيد على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي، من دون أن تكون هناك خطط عملية في هذا الاتجاه. وهي السمفونية القديمة نفسها التي يعزف عليها شركاء الاتفاق النووي منذ أكثر من عامين بعد الانسحاب الأميركي منه، إذ لطالما أكدوا طيلة هذه الفترة  أهمية الاتفاق والحفاظ عليه، لكن ما حصل عملياً هو تطورات مغايرة عكست انسدادا في الأفق لإنقاذ هذا الاتفاق. ووصلت هذه التطورات أخيرا إلى مرحلة تسعى فيها الإدارة الأميركية إلى تدمير الاتفاق النووي بالكامل عبر تفعيل آلية "فض النزاع" بمجلس الأمن الدولي، وقد تقدمت أخيرا بشأن ذلك بطلب للمجلس.

 

وبعيد اجتماع فيينا، كتب مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر"، أن اجتماع اليوم للجنة المشتركة للاتفاق النووي أظهر عزم أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة على "التزامهم بها والحفاظ عليها"، مؤكدا أن شركاء الخطة سيبذلون قصارى جهودهم في هذا الصدد.

 

من جهتها، أكدت هيلغا ماريا شميت، التي نابت عن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في اجتماع اليوم، في تغريدة، أن "جلسة اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة قد انتهت الآن برئاستي. النقطة المهمة التي شاهدتها أن جميع الأعضاء رغم التحديات الموجودة عازمون على الحفاظ على الخطة والبحث عن حلول لضمان تنفيذها بشكل كامل".

 

وبعيد الاجتماع، قال رئيس الوفد الإيراني المشارك في اجتماع فيينا، عباس عراقجي، إن موضوع تفعيل واشنطن آلية "فض النزاع" كان محور مباحثات شركاء الاتفاق النووي اليوم، معتبرا خطوة الولايات المتحدة الأميركية "تطوراً مهماً جداً".
وأضاف أن أعضاء اللجنة المشتركة "أكدوا مرة أخرى أنهم لا يعترفون بأميركا عضوا في الاتفاق النووي وأنها لا يحق لها استخدام الآليات المنصوص عليها في الاتفاق والقرار الـ2231".
وأوضح أن شركاء الاتفاق النووي ناقشوا مختلف أبعاد القضية، رافضين السياسات الأحادية الأميركية، ومؤكدين خلال الاجتماع أن خطوة الإدارة الأميركية "غير شرعية وغير مؤثرة" لانسحابها من الاتفاق عام 2018.
وفي معرض رده على سؤال للتلفزيون الإيراني عما إذا ناقش المشاركون خططا عملية لمواجهة الإجراء الأميركي، اكتفى عراقجي بالقول إنه قد "نوقشت أفكار وأجريت مشاورات ونقاشات"، من دون الكشف عنها.
كذلك كشف المسؤول الإيراني عن وجود خلافات مستمرة في اللجنة المشتركة حول تنفيذ الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن الأطراف الأخرى تطالب إيران بتنفيذ كامل للاتفاق والعودة عن خطواتها النووية التي قلصت بموجبها تعهداتها النووية في خمس مراحل. وفي المقابل أكد أن طهران أيضا بدورها تطالب الشركاء الأوروبيين بتنفيذ التزاماتهم تجاه الاتفاق النووي.
غير أن عراقجي أكد أنه تم الاتفاق على عدم الخوض في هذه الخلافات خلال اجتماع اليوم والتركيز على محوره الرئيسي، أي طلب واشنطن من مجلس الأمن تفعيل آلية فض النزاع.
وعلى صعيد آخر، التقى عراقجي بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في فيينا، إذ قال عراقجي إن الطرفين أكدا أهمية التعاون الثنائي، مشيرا إلى أنه تم الحديث عن الاتفاق الأخير بين طهران والوكالة الدولية، الذي تم التوصل إليه خلال زيارة غروسي إلى إيران الأسبوع الماضي.
وأضاف أن هذا الاتفاق يمثّل "دليل الطرفين لحل الخلافات الموجودة والعودة إلى علاقات عادية وطبيعية"، لافتا إلى أن شركاء الاتفاق النووي قد أشادوا خلال اجتماع اللجنة المشتركة بهذا الاتفاق وموقف طهران.
وبدوره، أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى لقائه مع عراقجي في تغريدة عبر "تويتر"، قائلا: "جيد أني التقيت مع نائب وزير الخارجية الإيراني بعد زيارتي لطهران. يجب أن يستمر عملنا".

 

يشار إلى أن اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اليوم كان جلسة عادية، وكان يفترض أن تُعقد كل ثلاثة أشهر مرة واحدة، بموجب الاتفاق النووي، إلا أن ظروف تفشي كورونا في العالم أخرتها لثلاثة أشهر، بحسب نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في حديثه للتلفزيون الإيراني، اليوم الثلاثاء، من فيينا.
وقبيل انعقاده، أوضح عراقجي أن أجندة الاجتماع تناقش "قضايا مرتبطة بتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة في البعدين: النووي والعقوبات".

 

غير أن ما منح الاجتماع أهمية خاصة، بحسب المسؤول الإيراني، أن توقيته جاء على وقع مساعي الإدارة الأميركية في مجلس الأمن الدولي لإعادة القرارات الأممية الملغاة بموجب القرار الـ2231، لكن نتائج الاجتماع المتواضعة، بحسب ما أعلن عنه بعض المشاركين في تغريداتهم، تشي بأن هذا المعطى لم يجعل اجتماع اليوم مختلفا عن الاجتماعات السابقة.
وتسعى واشنطن إلى إعادة تلك القرارات من خلال تفعيل آلية "فض النزاع" المنصوص عليها في الاتفاق النووي لحل الخلافات، ما من شأنه أن يدق المسمار الأخير في نعش الاتفاق المترنح أساسا منذ الانسحاب الأميركي منه في مايو/ أيار 2018، وما تبعه من إعادة فرض العقوبات على إيران، وقيام الأخيرة بإنهاء القيود العملياتية المفروضة على برنامجها النووي.