احلم... فما زال هنالك متسع

احلم... فما زال هنالك متسع

22 ابريل 2019
+ الخط -
أنت لست وحيداً، فجميعُنا حولك.. ربما ليس لأحد منا القدرة على أن يُنزل السكينة على قلبك، لكننا سنبقى اليد التي تمسك بك في اللحظة التي تتخلى بها عن نفسك.. ما الذي يخيفك؟ هل هي وحدتك رغم كثرتهم حولك، أم الظلام الذي يحيط بك في ذروة النهار؟ أم ذلك البرد الذي يغزوك على الرغم من صيفك؛ أم تخاف أن تفيض بما أنت به ممتلئ؟

لا تخف فإنه لأمر طبيعي أن تعصف بك أيامك، وتهاجر عنك طيورك، وتتكاتف عليك الغربان حتى تكاد ضلوعك تلفظ قلبك من شدة الألم؛ ولكنك ما تلبث أن تجد نفسك محلقا بين الطيور، فتشعر حينها بأنك لن تحزن بعد ذلك قط. فكما خلق الإنسان في كبد، ستجد أن كل مرّ سيمر وبعدها سوف يعطيك ربك فترضى.


لا تخف من الانهيار، لكن يتوجب عليك أن تتعلم كيف تنهض أشد بأساً بعدها، ولا تكن كثير التذمر فهذا العالم يحتوي على القدر الكافي من المتذمرين والمكتئبين، الذين يبحثون عن أصغر فرصة ليعلنوا بها إلى العالم أجمع أنهم الأقل حظا والأكثر سخطا لمجرد أن فاتهم موعد القطار، لا يعلمون أن هنالك رحلة جديدة كانت تنتظرهم حين أنهكوا أنفسهم بالركض خلف المستحيل. لا يعلمون أنه حتى إن سقطت آخر حبة رمل، فالساعة لا تزال تنبض ولم تتوقف، لكن يتوجب عليهم فقط أن يعيدوا ضبطها.

لا تكن كمن بقي عالقا في يوم الأحد ونسي أن هنالك أسبوعا بأكمله بقي بانتظاره، فبعد كل شتاء شديد البرودة هنالك ربيع مزهر بكل ما تشتهي به القلوب، وستجد أمامك تلك الأمنية المفقودة تجلس منتظرة منك أن تحتضنها.

ولكن قبل ذلك عليك أن تسعى لكل ما تريد، ولا تبقى محدقا في سقف غرفتك، فهنالك حلم ينتظر منك أن تحققه وحياة عليك أن تنبض بداخلها، فلا تكن فيها كالميت على قيد الحياة، وأطلق العنان لغنائك حتى وإن كان صوتك قبيحا، وأرقص كأن لكل نغمة عليك حق يجب أن تقضيه، وانظر إلى مرآتك بكل حب، فأنت تستحق الأفضل دائما وازرع الورود بداخلك لتزهر في أيامك الباهتة، ولا تخلد للنوم قبل أن تتخلص من جموع أثقالك، ولا تفقد ثقتك بإحساسك، فتلك البوصلة التي بداخلك أقوى من تلك الجاذبية أسفل قدميك؛ وأرفق بقلبك فقد تجرع قبل ذلك الكثير.

اتبع أحلامك وجازف، وأخلق معجزتك بنفسك فأنت عظيم مهما كان حجم إنجازك، وتجرد من قلقك فهنالك من يقل للأمر كُن فيكون.. احلم فما زال هنالك متسع، فعلى قدرالحلم تتسع الحياة.