احذر .. لحيتك قد تقصيك
ليس عنواناً لأحد الأفلام الكوميدية السخيفة، أو لرواية مملّة مجهولة الأبطال، بل هو للأسف الشديد عنوان قصّة حقيقية، أبطالها رئيس المكتب الجامعي لكرة السلّة، علي البنزرتي، ولاعب المنتخب الوطني، أحمد بن سعيد، هذا الأخير غادر تربّص المنتخب قائلا إنّه تمّ إقصاؤه بسبب طول لحيته، في حين ردّ رئيس جامعة السلّة بالنفي، كما عادة المسؤولين في بلدنا تونس.
لنفترض جدلاً أنّ ما قاله البنزرتي هو الصواب، لماذا لا يسمح للاعب أحمد بن سعيد بالعودة من جديد إلى صفوف المنتخب، خصوصاً أن تقمّص الزي الوطني يبقى حلماً لكلّ الرياضيين، سنصدّق ما قاله رئيس الجامعة في هذه الحالة فقط، وإلى ذاك الحين، سنعتبر أنّ اللاعب لم يقل زيفاً، في حقّ البنزرتي، ولم يرمه بما ليس فيه، بل صرخ من فرط الغبن الذي أحسّ به، إذ كيف تقصى عن تمثيل وطنك بسبب شكلك الذي يبقى في النهاية شأناً شخصياً لا دخل لأحد فيه.
مازلت لا أعلم، تحديداً، لماذا تسبب اللحية أرقاً نفسياً لبعض المسؤولين في تونس، ألم يتجاوزوا ذلك الحاجز النفسي الذي اجتهد النظام المقبور لدسّه في قلوبهم؟ ومتى كان تقييم الناس من خلال أشكالهم؟ ألم يكن من الأجدر تقييمهم من خلال ما يقدّمونه لهذا الوطن. شاهدنا كثيراً الشخصيات السياسية والرياضية والفنية العالمية بلحاهم الكثّة، ومع ذلك لم ينزعج أحد، فمثلا لاعب المنتخب الفرنسي السابق، إيريك كانتونا، ورئيس الوزراء الهندي السابق، مانمموهان سينج، كانا ملتحيين، ولم تمنعهما لحيتاهما من خدمة بلديهما وتمثيلهما، أمّا في تونس، فوزير التعليم العالي الحالي، توفيق جيلاسي، ملتح، وكذلك وزير التشغيل السابق، سعيد العايدي، كان كثّ اللحية، فهل يقدر أحد على التشكيك فيهما؟
أعتقد أنّ ما تعرّض له اللاعب أحمد بن سعيد نوع من العنصرية، وتحقير الذات البشرية، لذلك أدعوه إلى أن يتقدّم بقضيّة لجبر الضرر وطلب اعتذار رسمي، للحدّ من هذه الممارسات المعادية لحقوق الإنسان، وحتّى لا تتحوّل مثل هذه الخزعبلات سنّة سيئة، ابتدعها رئيس جامعة السلّة. ومؤكّد، إذا لم يقع التصدّي لها، فسيتلقّفها مسؤولون ما ازالوا يحنّون لسياسة المخلوع في إجبار التونسيين على اتخاذ شكل معيّن.
وليعلم كلّ من رئيس جامعة السلة، علي البنزرتي، واللاعب أحمد بن سعيد، أن أحد التونسيين المقيمين في الولايات المتحدة، واسمه علي أبو بكر، قضت لفائدته، أخيراً، محكمة ديترويت في ولاية ميتشيغان بتعويضٍ، قدره 1.2 مليون دولار، نتيجة تمييز مورس ضدّه بسبب لحيته الطويلة، فلا تتردد يا أحمد في الدفاع عن حقّك، سواء أمام القضاء التونسي أو حتى أمام الهيئات الدولية المختصّة في مكافحة مثل هذه الجرائم المعادية لحقوق الإنسان، أمّا بالنسبة إلى رئيس الجامعة، فلا أظنّ أن ميزانية جامعتك قادرة على تحمّل تعويضٍ بمبلغ كهذا. لذلك لا تتردد في الاعتذار وإعادة اللاعب إلى صفوف المنتخب، فتونس بحاجةٍ إلى كلّ أبنائها سواء بلحاهم، أو بدونها.
لنفترض جدلاً أنّ ما قاله البنزرتي هو الصواب، لماذا لا يسمح للاعب أحمد بن سعيد بالعودة من جديد إلى صفوف المنتخب، خصوصاً أن تقمّص الزي الوطني يبقى حلماً لكلّ الرياضيين، سنصدّق ما قاله رئيس الجامعة في هذه الحالة فقط، وإلى ذاك الحين، سنعتبر أنّ اللاعب لم يقل زيفاً، في حقّ البنزرتي، ولم يرمه بما ليس فيه، بل صرخ من فرط الغبن الذي أحسّ به، إذ كيف تقصى عن تمثيل وطنك بسبب شكلك الذي يبقى في النهاية شأناً شخصياً لا دخل لأحد فيه.
مازلت لا أعلم، تحديداً، لماذا تسبب اللحية أرقاً نفسياً لبعض المسؤولين في تونس، ألم يتجاوزوا ذلك الحاجز النفسي الذي اجتهد النظام المقبور لدسّه في قلوبهم؟ ومتى كان تقييم الناس من خلال أشكالهم؟ ألم يكن من الأجدر تقييمهم من خلال ما يقدّمونه لهذا الوطن. شاهدنا كثيراً الشخصيات السياسية والرياضية والفنية العالمية بلحاهم الكثّة، ومع ذلك لم ينزعج أحد، فمثلا لاعب المنتخب الفرنسي السابق، إيريك كانتونا، ورئيس الوزراء الهندي السابق، مانمموهان سينج، كانا ملتحيين، ولم تمنعهما لحيتاهما من خدمة بلديهما وتمثيلهما، أمّا في تونس، فوزير التعليم العالي الحالي، توفيق جيلاسي، ملتح، وكذلك وزير التشغيل السابق، سعيد العايدي، كان كثّ اللحية، فهل يقدر أحد على التشكيك فيهما؟
أعتقد أنّ ما تعرّض له اللاعب أحمد بن سعيد نوع من العنصرية، وتحقير الذات البشرية، لذلك أدعوه إلى أن يتقدّم بقضيّة لجبر الضرر وطلب اعتذار رسمي، للحدّ من هذه الممارسات المعادية لحقوق الإنسان، وحتّى لا تتحوّل مثل هذه الخزعبلات سنّة سيئة، ابتدعها رئيس جامعة السلّة. ومؤكّد، إذا لم يقع التصدّي لها، فسيتلقّفها مسؤولون ما ازالوا يحنّون لسياسة المخلوع في إجبار التونسيين على اتخاذ شكل معيّن.
وليعلم كلّ من رئيس جامعة السلة، علي البنزرتي، واللاعب أحمد بن سعيد، أن أحد التونسيين المقيمين في الولايات المتحدة، واسمه علي أبو بكر، قضت لفائدته، أخيراً، محكمة ديترويت في ولاية ميتشيغان بتعويضٍ، قدره 1.2 مليون دولار، نتيجة تمييز مورس ضدّه بسبب لحيته الطويلة، فلا تتردد يا أحمد في الدفاع عن حقّك، سواء أمام القضاء التونسي أو حتى أمام الهيئات الدولية المختصّة في مكافحة مثل هذه الجرائم المعادية لحقوق الإنسان، أمّا بالنسبة إلى رئيس الجامعة، فلا أظنّ أن ميزانية جامعتك قادرة على تحمّل تعويضٍ بمبلغ كهذا. لذلك لا تتردد في الاعتذار وإعادة اللاعب إلى صفوف المنتخب، فتونس بحاجةٍ إلى كلّ أبنائها سواء بلحاهم، أو بدونها.