احتقان في بن قردان التونسية لاستمرار غلق معبر راس جدير الحدودي

28 اغسطس 2018
إغلاق معبر راس جدير الحدودي بين تونس وليبيا (فيسبوك)
+ الخط -
يسود مدينة بن قردان التونسية على الحدود مع ليبيا، حالة من الهدوء الحذر بعد احتقان كبير عرفته ليلة أمس، عقب مواجهات بين محتجين وقوات الأمن نتيجة تواصل غلق معبر "راس جدير" من الجانب الليبي.


وقام عشرات من شباب المدينة بحرق العجلات المطاطية في مفترق شارع المغرب العربي الرئيسي، وقام بعضهم برشق عناصر الأمن بالحجارة، لترد الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

وتأتي هذه التحركات للمطالبة بإيجاد حلول جذرية لأزمة معبر "راس جدير"، ومطالبة الحكومة بالتدخل لإنهاء الأزمة المتجددة، وتسريع القرارات التنموية في المنطقة، واستئناف التجارة البينية بين تونس وليبيا بعد شلل تام في عبور الشاحنات استمر لأكثر من شهر ونصف الشهر.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، سفيان الزعق، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوضع حالياً تحت السيطرة، ويسود الهدوء المنطقة بعد أعمال "شغب" عرفتها الجهة أمس، وشملت رشق الأمن بالحجارة.

وبين الزعق أنه "لم يتم تسجيل أي إصابات، وأغلب المحتجين هم من التجار المحتجين على تواصل غلق المعبر وتوقف نشاطهم في نقل البضائع".

وأكد الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير، لـ"العربي الجديد"، أنه رغم هدوء الوضع حالياً، إلا أنه هدوء حذر، ولا يمكن التنبؤ بالتطورات التي قد تشهدها المنطقة مساء اليوم، مبيناً أنهم يعملون بالتنسيق مع السلطات الجهوية لإيجاد حلول للوضع وتهدئة المحتجين.

وأضاف عبد الكبير: "تتعامل الحكومة ببطء شديد مع الملف رغم أن المعبر مضى على إغلاقه نحو 40 يوماً. الوضع في ليبيا متأزم، والوضع الاقتصادي دقيق، واستمرار غلق المعبر الذي يمثل شرياناً حيوياً بين البلدين يعتبر من المؤشرات الخطيرة، خاصة في ظل غياب أي تحرك. كان على الحكومة التونسية الضغط والتحرك وإيجاد الحلول اللازمة منذ فترة".

وأوضح أنّ هناك حالة من الشلل في المعبر، حيث لا تمر سوى سيارات الإسعاف، "المطلوب تحرك السلطات التونسية للتسريع بإنهاء الأزمة، خاصة وأن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية متوقفة، ما يحدث في معبر راس جدير يلخص الوهن الذي تمر به الحكومة التي تبدو عاجزة عن الضغط على الأطراف الليبية، والسلطات الجهوية لا يمكنها اتخاذ أي قرار دون تدخل الحكومة".

وبين أنهم التقوا محافظ مدنين، الحبيب شواط، صباح اليوم، لبحث مستجدات الوضع، وهناك تفهم لضرورة التحرك والعمل على حل الأزمة، "التجار والشباب تحركوا سلمياً منذ حوالي شهر ونصف، ولكن عندما لاحظوا غياب تدخل الدولة صعّدوا من نسق الاحتجاجات. إذ لا بد من التعامل مع موضوع معبر راس جدير بجدية".