Skip to main content
احتدام المعارك شمالي درعا وقيادة مشتركة لـ"الجبهة الجنوبية"
عدنان علي
تستهدف المعارضة محيط مدينة الصنمين (ابراهيم حريري/الأناضول)

تحتدم المعارك في الريف الشمالي الغربي من محافظة درعا بين "كتائب المعارضة" من جهة، وقوات النظام السوري من جهة ثانية، في إطار ما أطلقت عليه قوات المعارضة "معركة صدى إدلب"، والتي تستهدف السيطرة على حاجز الفقيع وحاجز مزرعة أبو فاروق ومعمل السيديات ومعمل الكنسروة وتل الكتيبة ومزرعة تل الكتيبة وحاجز التطوير والقاعدة المهجورة، بحسب مصدر عسكري في المعارضة.

اقرأ أيضاً: المعارك السورية ميدانياً.. الجيوبولتيك و"الاقتراب غير المباشر"

وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه لـ"العربي الجديد"، إن كتائب المعارضة تمكنت بالفعل بعد ساعات من بدء المعركة من السيطرة على كلٍّ من حاجز الفقيع والكتيبة ومعمل الكنسروة بالكامل، مشيراً إلى أن الفرقة التاسعة التابعة للنظام قصفت البلدة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بالتزامن مع غارات الطيران الحربي، فيما أرسل النظام تعزيزات من اللواء 12  إلى الفوج  175 وحاجز البقعة.

ووسط تجدد المواجهات، إثر التعزيزات التي أرسلها النظام والقصف العنيف من قبل الأخير، اضطر مسلّحو المعارضة إلى التراجع، فيما تمكّنت قوات النظام من استعادة حاجز الفقيع. وتكمن أهمية السيطرة على هذا الحاجز في أنّه إحدى النقاط التي تمنع تقدم المعارضين نحو بلدة القنية، التي تتمركز فيها قوات النظام بالقرب من مدينة الصنمين، وعبر تحريره يمكن لمقاتلي المعارضة التقدّم وفتح طريق لبلدة محجة المحاصرة.

وتعتبر الأهداف التي حددتها قوات المعارضة في هذه المنطقة، أي محيط مدينة الصنمين، آخر معاقل الفرقة الخامسة في درعا، في الريف الشمالي الغربي. وقد تمكّن مقاتلو المعارضة، يوم أمس، من تدمير عدة آليات لقوات النظام في المنطقة، وسط دعوات للمؤازرة من الفصائل القريبة، فيما أشار نشطاء إلى أن عدداً من العائلات الموالية للنظام أخلت منازلها من بلدة قرفا، وتوجهت إلى منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق.

وفيما تترقب قوى المعارضة في محافظة درعا تطورات نوعية على مستوى الدعم الخارجي المقدم إليها، أعلن تحالف "الجبهة الجنوبية" تشكيل قيادة عسكرية مشتركة للتحالف، بحسب بيان مصوّر بث على موقع "يوتيوب".

وجاء في بيان الجبهة، الذي يقاتل في درعا والقنيطرة وفي مدينة دمشق وريفها، أنه تم الاتفاق على "انتخاب مجلس القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية"، والمؤلف من "سبعة قياديين، لما تقتضيه هذه المرحلة من التزام وتحمّل للمسؤولية".

وأوضح المتحدث باسم الجبهة، عصام الريّس، أنّ الجبهة "تضم أكثر من 35 ألف مقاتل، ستعمل جميعها تحت لواء القيادة المشتركة، وأن اختيار أعضاء مجلس القيادة تم بطريقة ديمقراطية، وبمشاركة أكثر من 30 فصيلاً دون إقصاء لأي منها".

وأوضح الريس أن عملية تشكيل القيادة المشتركة، تأتي لمواكبة المرحلة الهامة التي تمر بها الثورة السورية، "لذلك اقتضى علينا أن نكون على قدر المسؤولية، من خلال تشكيل القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية". وأضاف أنه تم انتخاب مجلس القيادة المشتركة، والمؤلف من سبعة قياديين بعد اجتماعات لكل قادة "الجبهة"، وهم "الرائد حسن إبراهيم، القائد أحمد العودة، العقيد الركن الطيار خالد النابلسي، القائد سامر محيي الدين الحبوش، النقيب سعيد نقرش، العقيد صابر سفر، والعقيد الركن بكور السليم" بحسب البيان.

وتشكلت "الجبهة الجنوبية" في مطلع العام الماضي، وكانت أبرز فصائلها جيش اليرموك وفرقة الحمزة، وتحالف صقور الجنوب والفيلق الأول وأسود الحرب والجيش الأول وفرقة فجر الإسلام وفرقة عامود حوران وفرقة رائد المصري، قبل أن تنضم إليها لاحقاً جميع فصائل الجيش الحر في المنطقة الجنوبية.  

وستكون القيادة المشتركة في "الجبهة الجنوبية" مسؤولة عن التخطيط والتنفيذ العسكري والإستراتيجي لـ35 ألف مقاتل من درعا والقنيطرة ودمشق وريفها، ليس بينهم مقاتلو "جبهة النصرة"، وستكون ولاية هذه القيادة لمدة ستة أشهر فقط.  

وكانت فصائل المعارضة قد عمدت خلال الأسابيع الماضية إلى التضييق على أنصار ومبايعي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق وقضت على العديد من تجمعاتهم، وصولاً إلى إعلان القنيطرة ودرعا خاليتين تماماً من تنظيم الدولة أو المبايعين له.