احتجاجات شعبية في جنوب وشرق ليبيا بسبب سوء الأوضاع المعيشية

احتجاجات شعبية في جنوب وشرق ليبيا بسبب سوء الأوضاع المعيشية

12 سبتمبر 2020
احتجاجات شعبية في مدينة بنغازي الليبية (فيسبوك)
+ الخط -

دفع سوء الأحوال المعيشية وانهيار مستوى الخدمات، مئات المواطنين الليبيين إلى التظاهر يومي الخميس والجمعة، في عدد من مدن الشرق والجنوب تنديداً بسوء أوضاعهم المعيشية.

وشهدت مدينتا بنغازي والبيضاء (شرق)، تظاهرات عبر فيها المئات عن غضبهم بإحراق الإطارات وغلق بعض الطرق الرئيسية، وعكست شعارات المتظاهرين، التي أظهرتها لقطات فيديو تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، مطالب بــ"محاسبة المسؤولين عن الفساد"، ومطالبة الحكومة في شرق ليبيا، بتحسين أوضاعهم المعيشية، في حين أظهرت صور أدخنة متصاعدة من داخل بعض الأحياء.

وقال عبد السلام البرغثي، عضو تنسيقية الاحتجاجات في بنغازي، إنّ الاحتجاجات خرجت من أحياء بنغازي إلى ساحاتها العامة، اليوم السبت، مشيراً إلى أن المتظاهرين كسروا حاجز الخوف بإغلاق الشارع الرئيسي في المدينة ليل الجمعة، في شكل يوحي بالتصعيد بعد مظاهرات الخميس، والتي لم تتجاوز الهتافات داخل الأحياء.

وأوضح البرغثي، لــ"العربي الجديد": "نكون الأن واجهة للحراك، والدعوة ستكون أكثر تصعيداً بالتجمع في الساحات العامة للحديث أمام الرأي العام".

وفي مدينة البيضاء، التي يقع فيها مقر الحكومة المنبثقة من مجلس النواب، نادى المتظاهرون لليوم الثاني على التوالي، بـ"إسقاط الحكومة"، وأكد البرغثي أنّ "الاحتجاجات في البيضاء أكثر نشاطاً، والمواطنون أقفلوا الطريق المؤدي إلى مقر الحكومة لعدة ساعات".

واتهم المتظاهرون في بنغازي حكومة مجلس النواب بالتسبب في أزمة انقطاع الكهرباء، وغياب السيولة النقدية، وتردي الخدمات، بعد ساعات من إعلان رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، عن مخاطبته الحكومة بضرورة الاجتماع للنظر في مطالب المحتجين.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وإزاء استمرار الاحتجاجات، دعا صالح إلى ضرورة "ضبط النفس"، معتبراً أن إنشاء حكومة موحدة في البلاد هو "السبيل الوحيد لتوفير خدمات المواطن"، ملقياً باللائمة على الانقسام الحكومي، وعلى حكومة "الوفاق" في طرابلس، التي تصر على البقاء في الواجهة من دون مصادقة من مجلس النواب، على حد قوله.

#بنغازي احتجاجات وإغلاق الطرق الليلة في مناطق بمدينة #بنغازي إحتجاجًا على تردي الوضع المعيشي والفساد وانقطاع الكهرباء

Posted by ‎ابوالفرسان ابوالفرسان‎ on Friday, 11 September 2020

لكن البرغثي عبّر عن رفض الشارع لتبرير القادة السياسيين لتردي الوضع المعيشي بالانقسامات الحكومية، مشيراً إلى أنّ حكومة الشرق تمتلك موارد مالية كبيرة يتم تبديدها بسبب فساد المسؤولين، لافتاً إلى توسع دائرة الاحتجاجات لتطاول مدناً مثل شحات المجاورة للبيضاء، ومدينة طبرق، في أقصى الشرق.

وفي الجنوب، تتواصل في مدينة سبها، مظاهرات معيشية بدأت، في 28 أغسطس/آب، تحت شعار "ثورة الفقراء"، وهدد حراك شعبي في منطقة البوانيس (جنوب)، في بيان، مساء الجمعة، بقفل الطريق الرئيسي المؤدي إلى مناطق الجنوب في غضون يومين إذا لم تستجب السلطات لمطالب المحتجين.


وعبر بيان الحراك عن "استياء المواطنين من تردي الأوضاع المعيشية والخدمية"، ومطالبة السلطات بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الأزمات الراهنة من نقص في الوقود، وانعدام الكهرباء، مما أثر سلبياً على الظروف المعيشية، ونقص في الغذاء والدواء، وزيادة انتشار التهريب، وسلطة النفوذ، والسوق السوداء، وعدم وجود السيولة بالمصارف، وانقطاع الكهرباء لأيام متواصلة".

وشهدت العاصمة طرابلس ومدن في الغرب، احتجاجات متقطعة منذ 23 أغسطس/ آب الماضي، وأطلق مسلحون النار على المتظاهرين، ما دفع حكومة "الوفاق" إلى حث الأجهزة الأمنية على القبض على مطلقي النار ومحاسبتهم، بالتزامن مع إصدار قرارات قالت إنها "ستمهد الطريق أمام إصلاحات في أزمة الكهرباء، والسيولة النقدية".

المساهمون