اجتماعات أميركية وروسية مع المعارضة السورية لتحريك العملية السياسية

نشاط أميركي روسي نحو المعارضة السورية لتحريك العملية السياسية

02 سبتمبر 2020
معاذ الخطيب يطرح بدائل للجنة الدستورية(Getty)
+ الخط -

ينشط دبلوماسيون أميركيون من أجل تحريك مياه الحل السياسي الراكدة في سورية، حيث جرت في الآونة الأخيرة سلسلة لقاءات مع كيانات وشخصيات سورية معارضة، في واشنطن وإسطنبول والدوحة، في مقابل تحرك روسي لإقناع أطراف في المعارضة السورية بتقاسم السلطة مع نظام بشار الأسد، وهو ما يُواجه بالرفض حتى اللحظة، لإدراك المعارضة أن أي حلول وسط لن تجلب الاستقرار للبلاد التي باتت مهددة بالتقسيم. 
وقالت "حركة سورية الأم"، في بيان، أمس الثلاثاء، إن رئيسها معاذ الخطيب التقى في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، مشيرة إلى أنه "تم بحث العملية السياسية والبدائل والخيارات المطروحة وفق القرارات الدولية".

 وشددت الحركة المعارضة في بيانها على "رفض أي مشاريع انفصالية أو منفردة تمس وحدة سورية"، منوهةً إلى أن رئيسها وبعض أعضاء مكتبها السياسي طالبوا المسؤول الأميركي بـ"ضرورة السماح بالأدوية والأغذية للسوريين من دون قيد أو شرط".
 كما أشارت إلى أنه "تم التطرق إلى الاستحقاقات المقبلة"، موضحةً أن "الحركة ترى وجوب ربط الاستحقاقات الدستورية والانتخابية بموافقة السوريين على نتائج العملية السياسية والضمانات الدولية لها".
وأضافت، في بيانها، أن الحركة في ظل انسداد آفاق اللجنة الدستورية، تبرز الحاجة إلى بدائل أكثر انسجاماً مع القرارات الدولية (لاسيما القرار 2254) ومع حاجات العملية السياسية التفاوضية، وفق البيان.
وجاء اللقاء الأميركي مع الخطيب بعد أيام قليلة من لقاء وُصف بـ"العاصف" بين الائتلاف الوطني السوري ووفد أميركي برئاسة المبعوث الخاص إلى سورية، جويل رايبرون، في مدينة إسطنبول. 

وكانت كشفت مصادر في الائتلاف الوطني، لـ"العربي الجديد"، أن الجانب الأميركي أكد خلال الاجتماع أن هدف بلاده الحالي هو نظام الأسد، مطالباً بوجود إدارة موحدة للشمال الشرقي والغربي من البلاد، بين المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني وبين "قوات سورية الديمقراطية"(قسد) المسيطرة فعلياً على المنطقة، لـ"إلحاق الهزيمة بالأسد". 
وتعترض المعارضة السورية على الدعم الكبير الذي تقدمه واشنطن لقوات "قسد"، المتهمة من قبل الائتلاف الوطني بمحاولة سلخ منطقة "شرقي الفرات" عن سورية، غير أن الجانب الأميركي ينفي أي نيّة لدعم توجه كهذا. 
وكان رايبرون التقى، مطلع الشهر الفائت، في العاصمة الأميركية، مع رئيس الوزراء السوري السابق ورئيس هيئة المفاوضات التابعة للمعارضة السورية السابق، رياض حجاب، في سياق المحاولات لإيجاد حل سياسي "يرضي السوريين"، وفق المسؤول الأميركي. وكشف حساب السفارة الأميركية في دمشق، وقتها، أن المحادثات شملت الحديث عن الطريقة الأمثل لتطبيق عقوبات قيصر "وإنهاء معاناة الشعب السوري على يدي نظام الأسد"، على حد تعبيرها. 

وفي مقابل التحركات الأميركية، يتحرك الروس سياسياً وعلى أكثر من صعيد داخل المعارضة السورية، في مسعى، كما يبدو، لإحداث اختراق ما يمكن أن يؤدي إلى تحريك الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي. واستقبلت موسكو منذ أيام وفدا من مجلس سورية الديمقراطي (الجناح السياسي لقوات قسد)، في خطوة يبدو أن الهدف منها تعزيز الوجود الروسي في منطقة شرقي نهر الفرات. 
ودفعت موسكو المعارض السوري قدري جميل، الذي يدور في فلك السياسة الروسية، إلى توقيع "مذكرة تفاهم" مع هذا المجلس الذي يحاول المناورة السياسية ما بين موسكو وواشنطن. 
وكان نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، التقى، أواخر يونيو/حزيران الفائت، مع معاذ الخطيب في العاصمة القطرية الدوحة، حيث رشحت معلومات عن أن موسكو طرحت على الأخير تولي رئاسة حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات (وليست كاملة)، مع بقاء بشار الأسد في الرئاسة وحق ترشيح نفسه للرئاسة لمرة واحدة فقط. 
ومن المؤكد أن تيارات وتشكيلات المعارضة السورية لن توافق على حلول لا تلبي حاجة الشارع السوري المعارض إلى تغيير حقيقي يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة بعد أكثر من 9 سنوات من الحرب التي شنها على السوريين، وأدت إلى مقتل وهجرة ملايين السوريين، وعرّضت البلاد إلى تدخل إقليمي ودولي بات يهدد وحدتها.