اتفاق الصخيرات... لقاء محتمل بين بوسهمين وعقيلة

اتفاق الصخيرات... لقاء محتمل بين بوسهمين وعقيلة

22 ديسمبر 2015
اتفاق الصخيرات ليس محطّ إجماع كل الفرقاء الليبيين (Getty)
+ الخط -

تحولت تونس في الأيام الأخيرة إلى عاصمة خلفية للتحركات الليبية والأممية، بعد توقيع اتفاق الصخيرات المغربية، واستقبل اليوم الثلاثاء رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد نظيره الليبي المكلف فائز السراج، والذي نزل ضيفاً أمس الإثنين على رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي.
وشهدت العاصمة تونس أمس الإثنين توقيع أربعة وعشرين ممثلاً عن البلديات (من بين أكثر من مائة بلدية) على وثيقة لدعم اتفاق الصخيرات الذي ترعاه الأمم المتحدة.

ووجه المبعوث الأممي إلى ‫ليبيا‬ مارتن كوبلر الدعوة لعمداء البلديات الذين لم يشاركوا في اللقاء للالتحاق بنظرائهم، مشيرا إلى أن الباب لا يزال مفتوحا للجميع، داعيا إياهم إلى إقناع بلدياتهم بالاتفاق الذي ترعاه البعثة وتم التوقيع عليه من أطراف ليبية الخميس الماضي بالصخيرات المغربية.

ولفت كويلر إلى أنه من المهم جداً أن تصبح البلديات جزءاً من الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه في الصخيرات، "لأن البلديات هي مكان وجود الناس والمكان الذي فيه حاجة ماسة للخدمات الأساسية"، بحسب قوله، مشدداً على أن الناس في حاجة إلى مياه نظيفة وكهرباء، وحكومة قوية قادرة على تقديم هذه الخدمات، ومعرباً عن سروره بتوقيع 24 من عمداء البلديات على الاتفاق، معتبراً أن هذا مؤشر جيد.

ودعا المبعوث الأممي إلى ضرورة أن يكون هناك انخراط قوي للبلديات في هذه العملية، وتبدو المواقف الليبية متباينة للغاية في خصوص اتفاق الصخيرات، على المستوى السياسي والمدني، فقد أعلن أعيان ومؤسسات المجتمع المدني بمدينة ‫القبة‬ في اجتماع مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح السبت رفضهم اتفاق ‫الصخيرات‬.


وقال مصدر صحافي من القبة لقناة النبأ الليبية، إن الاجتماع أفضى إلى التأكيد على دعم الحوار الليبي الليبي وتشكيل لجنة من مشايخ وحكماء المنطقة للتواصل مع المدن الليبية للاتفاق على موقف موحد رافض للاتفاق ومخرجاته.

وعلى صعيد آخر، يتردد أن ينتظم لقاء ثانٍ بين رئيسي البرلمان والمؤتمر الليبيين، نويري بوسهمين وعقيلة صالح، ورجحت الأنباء أن يكون اللقاء في غضون ساعات، بين اليوم والغد، متوقعة أن تستضيف سلطنة عُمان هذا اللقاء.

اقرأ أيضاً: وفد ليبي في مصر لطلب إقناع عقيلة صالح بالصخيرات

وقال عبد القادر الحويلي عضو اللجنة السياسية بالمؤتمر الوطني العام إن الأعضاء طالبوا في اجتماعهم مع رئاسة المؤتمر بإجراء جلسة منقولة مباشرة للتوضيح للرأي العام أن الأغلبية بالمؤتمر ضد ما حدث بالصخيرات ولسنا بأقلية كما يزعم الطرف الآخر. وأضاف الحويلي في تصريحات صحافية أن الاجتماع الذي عقد أمس الإثنين ناقش مع رئاسة المؤتمر الوضع الحالي والخطوات المقبلة وتقرر أن يعقد لقاء في نهاية هذا الأسبوع ما بين رئاسة المؤتمر ومجلس النواب واللجان.

وأشار الحويلي إلى صياغة رسالة مشتركة بين مؤتمر طرابلس وبرلمان طبرق توجه لمجلس الأمن اليوم، تطالب بعدم الاعتراف بهذه الحكومة، فليس من صالحه أن يعترف بها وهي غير مرحب بها بطرابلس، مشددا على ضرورة التوافق التام أولاً بين المؤتمر وبرلمان طبرق.

وبالفعل وجه الرئيسان عقيلة وبوسهمين رسالة موحدة إلى مجلس الأمن اعتبرا فيها "أن تجاهل رأي المؤتمر ومجلس النواب يخل جوهريا بمعنى التوافق الوطني الشامل ونتائجه".

وتم توجيه الرسالة التي تحمل توقيع بوسهمين وصالح، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء بالمجلس ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ‫ليبيا‬.

ولفت الرئيسان، في رسالتهما، إلى أن المظاهرات التي خرجت بالعاصمة ‫طرابلس‬ وكثير من المدن أكدت عدم الاتفاق على المجلس الرئاسي الذي لم يكن وليد توافق ليبي بل كان نتاج اجتهاد شخصي للمبعوث الأممي السابق برناردينو ليون"، حسب نص الرسالة.

وأضافت الرسالة أن غياب الاتفاق الوطني عن الحكومة المعلنة من قبل البعثة الأممية سيؤدي إلى تعقيدات "خطيرة" على المشهد الليبي.

وأوضحت الرسالة أن الرئيسين يسعيان إلى توسعة دائرة التوافق حول الاتفاق الليبي بما يكفل تنفيذه، ودعمه من الأطراف كافة، في إطار الحوار الذي ترعاه البعثة الأممية.

وأشارت الرسالة إلى أن حكومة التوافق "خاصة" يجب أن تنبثق من إرادة الشعب الليبي، لافتة إلى طلب الرئيسين من البعثة إعطاء فرصة للاتفاق الذي تم بينهما في اجتماع مالطا.

من جهة أخرى، استنكرت وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ الوطني قصف قوات حفتر لمدينتي ‫‏بنغازي‬ وإجدابيا‬ ودكها بالطيران أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

وأعلنت، في بيان صحافي لها أمس الإثنين بشأن الأحداث في مدينتي بنغازي وإجدابيا، أنها تسعى، وبكل جهدها، لوقف المجازر التي وصفتها بالبشعة والناجمة عن ذلك القصف.

ودعا بيان الوزارة المجتمع الدولي من خلال بعثته إلى تحمل مسؤولياته والعمل على إيقاف إطلاق النار وإحالة حفتر إلى العدالة الدولية.

وأكدت وزارة الدفاع أنها ستواجه، "بكل قوة"، المؤامرات التي تحاول نشر الفتنة في ربوع الوطن من خلال خلق بؤر توتر في محاولة لإفشال المساعي التي تحقق وحدته، حسب نص البيان.

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية ترفض إضافة أسماء جديدة إلى الوفد المفاوض