اتفاقيات اليابانيين قبل الزواج: ما أوله شرط آخره رضا

اتفاقيات اليابانيين قبل الزواج: ما أوله شرط آخره رضا

13 مارس 2019
هل تصنع الحسابات الجيدة أزواجاً جيدين؟ (Getty)
+ الخط -
يبدو أن اليابانيين يستلهمون المثل الفرنسي الذي يقول "الحسابات الجيدة تصنع أصدقاء جيدين"، ليس في مجال الصداقة، بل في اتفاقيات رسمية، تسبق التوقيع على عقود الزواج.

تجد اتفاقية ما قبل الزواج، وهي ممارسة قديمة العهد إلى حد ما في العديد من الدول الغربية، موطئ قدم لها في اليابان، حيث يصر عدد متزايد من الناس على إعداد هذه الاتفاقية التي تسمى بالإنكليزية "Prenup" لضمان حمايتهم، إذا انتهى زواجهم بشكل سيئ.

في اليابان، اعتبر إضفاء طابع رسمي على تحديد ما ينبغي، وما لا ينبغي فعله في الحياة الزوجية، أمراً غير لائق.

ولكن مع وجود ما يصل إلى مائتي ألف حالة طلاق سنوياً، بدأ الأزواج اليابانيون بشكل متزايد يتوجهون إلى ترتيبات ما قبل دخول الحياة الزوجية، لضمان حقوقهم والتحوط تجاه أي شكوك، أو تغيرات في الشريك، وصولاً إلى الطلاق، والمظالم التي قد تلحق بهم.

فهذه مغنية البوب اليابانية سيلفا (43 عاماً) أبرمت اتفاقية قبل الزواج مع زوجها الحالي الذي يكبرها بعام واحد، (كلاهما طلّق مرة واحدة من قبل) في سند موثق في عام 2015. يسرد العقد 34 شرطاً، بما في ذلك شرط سيلفا بألا يتناول زوجها الشراب أكثر من مرتين في الأسبوع، كما أوردت صحيفة "The Japan Times".

كذلك تضمنت الاتفاقية شروطاً أخرى تنص على أن الزوجين يجب أن يقضيا دائماً ذكرى سنوية معاً، وأنه في حالة الطلاق يتم تعويض سيلفا بمبلغ مليون ين (حوالي 9000 دولار).

وقالت سيلفا: "لأن الأمور لم تُقرر بوضوح (في الزواج السابق) فقد وقعت في مشاكل عويصة، لذا صممت على السماح بالفشل مرة أخرى".



جاءت فكرة الحصول على المشورة القانونية قبل الزواج من سيلفا، التي أمضت حوالي ثلاث سنوات في الولايات المتحدة قبل عقد من الزمن. وقالت إنها تعرفت إلى الأشخاص الذين رتبوا اتفاقيات ما قبل الزواج، وكيف ساعدهم ذلك في بناء علاقات آمنة.

وقالت سيلفا إنها عندما طرحت في البداية الموضوع مع شريكها، فوجئ به، واستغرق الأمر حوالي 18 شهراً لإقناعه بكتابة الشروط.

ويشمل العقد بين الزوجين العديد من القضايا مثل تقاسم الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، وكذلك القواعد التي تحظر الغش والوقوع في الديون. كما تحدد الشروط المتعلقة بحضانة الأطفال ومدفوعات إعالة الطفل.

ومن البنود التي أدخلها زوج سيلفا، أن يتواصل الاثنان مع بعضهما بعضاً يومياً بشأن موعد وصولهما إلى المنزل، والرد على جميع الرسائل النصية فوراً.

ونظراً لأن كلا من سيلفا وزوجها يعملان، ينص العقد أيضاً على أن رعاية الزوجين أمر طوعي وليس بالإكراه.


قالت سيلفا وهي تضحك: "ستحتاج إلى الكثير من الأعصاب لمجرد التفكير في كسر هذا العقد"، مضيفة: "إننا نتحمل المسؤولية المتبادلة وأصبحنا زوجين يلتزمان بأقصى درجات الاحترام" المتبادل.

من جانبها، تقول كاتبة العدل يوريكو تادا إنها وثقت سبعين اتفاقية لما قبل الزواج منذ 2014، مفيدة بأن هذه الظاهرة تتسع تدريجياً، خاصة النساء بين عشرين وخمسين عاماً.

وتوضح أن العديد من النساء يشعرن بالقلق بشأن المشكلات المحتملة المتعلقة بعدم الثقة أو الديون، بينما يميل الرجال إلى الرغبة في عدم خروج ممتلكاتهم عن السيطرة.

ارتفاع معدلات الطلاق شجع على إبرام اتفاقيات ما قبل الزواج (Getty)


وقبل عدة سنوات رتبت ربة منزل في طوكيو في الثلاثينيات من عمرها اتفاقية بعد التشاور مع تادا حول أمورها المالية، وقالت: "لست متأكدة مما إذا كان شريكي قد تغير بعد إبرام العقد، إلا أن العقد منحني– نوعا ما- شعوراً بالأمان".

وتنصح كاتبة العدل تادا "باتخاذ مثل هذه الترتيبات لتحقيق زواج أفضل، من خلال مواجهة الواقع. هذه المواجهة الصريحة هي التي تخلق أفضل علاقة بين زوجين".

المساهمون