إيمان عميرة.. فن فلسطيني صديق للبيئة

إيمان عميرة.. فن فلسطيني صديق للبيئة

07 مارس 2015
عميرة تقدم نموذجا مختلفا للمرأة الفلسطينية (العربي الجديد)
+ الخط -
أرادت الفنانة الفلسطينية، إيمان عميرة، أن تكون نموذجاً ناجحاً للمرأة في المجتمع الفلسطيني، وتكسر من خلال فنها التشكيلي كل القواعد والمفاهيم المفروضة على النساء خلال روتين عملهن اليومي.

وتعيش عميرة (37 عاماً) مع عائلتها في منزل تحيط به الزهور في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، واستطاعت أعمالها الفنية الصديقة للبيئة أن تشكّل نموذجاً خلاباً للطبيعة من خلال بعض الأزهار ونبات الصبار المتنوع، ولتصبح ذات ذوق فني وضع لها قدماً في الكثير من المعارض الفنية التي تعنى بالفن والزراعة في رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية الأخرى.

وفي بداية حياتها، حصلت على دبلوم في الفنون التشكيلية من معهد الفنون الفلسطينية في رام الله، وبعد تخرّجها واظبت على التدريس في نفس المعهد لمدة عامين، ثم بدأت بعدها في رحلة البحث عن تطوير الذات، والتوجّه نحو الحياة العملية تحت إطار المشاريع الخاصة، فقامت بعقد الكثير من الدورات التعليمية في الفن الياباني لتشكيل الورق الذي لاقى إقبالاً كبيراً واهتماماً ملحوظاً من قِبل الأطفال الصغار، كونه فناً جديداً على المجتمع الفلسطيني، إضافة إلى أنه بحاجة إلى وقت طويل، وهذا ما لا يمكن تعليمه في الحصص الفنية بالمدارس.

وتحترف عميرة، فن لفّ الورق الياباني بأشكاله كافة، ووصلت إلى مرحلة تعليم عدد من المدرسين، لا سيما في الجولان السوري المحتل، والذي يهتم كثيراً بنوعية هذا الفن، إضافة إلى تعليمه بشكل سلسل إلى الأطفال الصغار الذين أصبحوا في مجال اهتمامها بشكل أساسي، كونها أصبحت متخصصة في تعليم ذلك الفن للصغار.

أدوار مختلفة للمرأة

وتقول الفنانة التشكيلية إيمان عميرة لـ "العربي الجديد" إن حياتها تطورت كثيراً بعد توجّهها نحو العمل الخاص، بعيداً عن الحياة الوظيفية التي قد تقيّد المرأة في مجال عملها وتضع عليها أعباء كثيرة تثقل كاهلها وتقتل وقتها، واستطاعت أن تفتتح مشروعاً خاصاً بها، وهو مشتل للزهور تطغى عليه نبتة الصبار ليكون مصدر رزقها.

وأشارت إلى أن مشروع المشتل الخاص بها هو صديق للبيئة، إذ تقوم بتحويل مخلّفات البيئة الصناعية إلى أشكال فنية طبيعية جميلة تمكن الاستفادة منها، فالقوارير مثلاً يمكن أن تصبح مكاناً لزراعة الورود، وأضافت أنها تحول ما يمكنه أن يلوث البيئة إلى مكان آخر تدبّ فيه الحياة.





وتهدف عميرة من خلال مشتلها الخاص الذي هو جزء من منزلها، في بادئ

الأمر، إلى إيجاد شيء مفيد لملء وقت الفراغ، إضافة إلى نشر ثقافة جديدة صديقة للبيئة في المجتمع الفلسطيني، وتوعية الناس ولفت أنظارهم نحو موضوع البيئة المهمل بشكل كبير، ولتكون نموذجاً مهماً للمرأة الفلسطينية التي تستطيع الاعتماد على نفسها من خلال أفكارها لتجلب لها ولعائلتها مصدر رزق.

وتقول إن المرأة يجب عليها البحث عن نفسها في داخلها، وألا تبقى مقيّدة بالوظيفة وروتين العمل، وهي التي يمكن أن تفكر وتعمل وتخرج بمشاريع خاصة تكسب من خلالها وقتها، وتكسب أيضاً شيئاً خاصاً بها وتفيد من خلالها نفسها وعائلتها.

وللفنانة عميرة طفلان؛ ديالا (14 عاماً) ورثت فكرة الفن عنها، بل وتقوم بإعطاء دروس فنية للأطفال وتنوي في المستقبل التخصّص في الفنون الجميلة.

وقصي (11 عاماً)، وهو يميل كثيراً إلى الزراعة، واكتسب الفكرة من والدته وسيتخصّص في المستقبل بعلم الزراعة والبيطرة.

المساهمون