إيران تغري الغرب بنفط العراق

إيران تغري الغرب بنفط العراق

09 مايو 2015
من حقل نفط عراقي (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
تعد احتياطات النفط والغاز العراقي الهائلة، أهم طعم تقدمه إيران لشركات الطاقة الغربية المتعطشة لزيادة معدلات إنتاجها والحصول على أكبر عقود ممكنة في العراق الذي بات ضمناً يخضع للنفوذ الإيراني.
ومنذ بدء المفاوضات النووية، اجتمع رؤوساء شركات الطاقة الغربية مرتين مع مسؤولي الطاقة في إيران. وكان أهم هذه الاجتماعات في نيويورك، حين زيارة الرئيس حسن روحاني للأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وثانيها في فيينا، مع وزير النفط الإيراني على هامش اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وحسب ما رشح من هذه الاجتماعات أن طهران مستعدة لتقديم عقود جديدة تقترب من المشاركة في الإنتاج التي تطالب بها شركات النفط الغربية، وأن إيران ستفتح الطريق لهذه الشركات للاستثمار في الحقول العراقية المشتركة.
وفي مقابل هذه الإغراءات، طلبت إيران من هذه الشركات الضغط على حكوماتها لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني الذي يجري التفاوض عليه بين طهران والمجموعة الدولية (5+1)، التي تقودها أميركا.
ورغم أن الحظر الغربي على قطاع الطاقة الإيراني لم يفتح بعد، إلا أن ممثلي الشركات الغربية بدأوا يتوافدون على طهران وإجراء مفاوضات بشأن نوعية العقود التي ستمنحها إيران في مجال النفط والغاز وكيفية التعاون المستقبلي بين إيران والعراق في مجال تطوير صناعة النفط والغاز الطبيعي.
وهذه المفاوضات رغم أنها بدأت قبل عامين ومنذ اختيار حسن روحاني رئيساً لإيران، إلا أن وتيرتها تتزايد في الآونة الأخيرة لدرجة دفعت وزارة الخارجية الأميركية إلى القول إن "قطاع النفط الإيراني لم يفتح بعد أمام الاستثمارات الأميركية وأن أية شركة تتجاوز الحظر ستواجه فحصاً دقيقاً وستتعرض لعقوبات".
ومعلوم أن لدى إيران حقول مشتركة مع العراق. وحسب مصادر غربية، فإن حكومة طهران تستخدم هذه الحقول كمنصة أولية لتسويق كشوفات وتطوير النفط العراقي ضمن استراتيجية عقود مشتركة جرى التفاوض عليها منذ العام 2010. وهذه العقود المشتركة التي ستبدأ بحقول النفط المشتركة تعد طعماً سهل الهضم بالنسبة للشركات الغربية التي تتخوف من معارضة حكوماتها على التعاقد لتطوير حقول النفط والغاز العراقية من بوابة طهران.
ولا يخفي مسؤولو الطاقة العراقيون في الندوات المغلقة بالعواصم الغربية التنسيق الاستراتيجي بينهم وبين طهران في مجال الطاقة، كما باتت استراتيجية طهران واضحة تجاه محاصرة دول التعاون في مجال الطاقة كما تفعل في مجال السياسة وتمدّد النفوذ.

اقرأ أيضا: العراق أكبر المتضررين من زيادة صادرات النفط الإيرانية

المساهمون