إيران تعترض لدى باكستان بعد استهداف مراكزها الأمنية

إيران تعترض لدى باكستان بعد استهداف مراكزها الأمنية

09 أكتوبر 2014
إيران تواجه صعوبة في تأمين حدودها (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -
قُتل شرطي إيراني وأصيب آخر، إثر هجوم على نقطة أمنية حدودية مع باكستان، صباح اليوم الخميس، نتيجة إلقاء قنبلة يدوية بالقرب منه. وتأتي هذه الحادثة غداة مقتل ثلاثة من رجال الشرطة الإيرانيين، ليل أمس الأربعاء، إثر اشتباك مع مجموعة من المسلحين في سروان، في إقليم سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي البلاد على الحدود مع باكستان.

وتتهم إيران مجموعة من الإرهابين، الذين سبق وهددوا حدودها الشرقية، إذ تتكرر حوادث مماثلة بين الفينة والأخرى. وقال قائد قوات الشرطة في محافظة سيستان بلوشستان، العميد حسين رحيمي، إنّه تم القبض على بعض الأفراد المشتبه بهم في حادثتي اليوم والأمس، فيما تستمر التحقيقات لإلقاء القبض على المزيد من المتورطين، بحسب قوله. وأوضح رحيمي أنّ "اشتباك ليل أمس وقع بعد إرسال طلب استغاثة من أهالي تلك المنطقة، بسبب دخول أفراد من هذه المجموعات، ما استدعى حشد الشرطة، قبل أن يتطور الاشتباك ويودي بحياة العناصر الثلاثة".
 

من جهته، قال قائد قوات الشرطة الإيرانية، الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم، إن إيران أبلغت الحكومة الباكستانية أن حدودها باتت تشكل تهديداً للأراضي الإيرانية، مشيراً إلى أن البلاد لن تقبل بتحوّل تلك المناطق إلى مرتع "للإرهابيين".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مقدم قوله، إنّ التهديدات للأراضي الإيرانية من الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان، والحدود الغربية مع العراق باتت متزايدة، مضيفاً أن قوات الأمن تسعى لتأمين الحدود، على الرغم من صعوبة الأمر، في وقت تتنامى فيه المجموعات الإرهابية حول إيران.

وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي، لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية، أنّ اللجنة سترسل وفداً خاصاً إلى سراوان لمتابعة التحقيقات عن كثب، بعد تكرار هذا النوع من الحوادث.

وكان البرلمان الإيراني قد ناقش أخيراً، بحسب نقوي، تقريراً قدمته قوات الأمن حول حادث مشابه وقع في سراوان أيضاً قبل مدة، أودى بحياة بعض الأفراد من تلك المجموعات، فيما فرّ من تبقى منهم إلى داخل الأراضي الباكستانية، وعلى أساسه طالبت إيران الحكومة الباكستانية باتخاذ خطوات عملية لمكافحة الأمر.

من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، اليوم الخميس، أنّ الحالة الأمنية في بلاده مستقرة، ولا تخضع لتحديات موسمية، مشيراً إلى أنه على الرغم من ظروف المنطقة المتوترة، لكنّ طهران تستطيع كما استطاعت في السابق مواجهة تحديات مماثلة.

ورأى أنّ الجميع، ولا سيما القوى الغربية، باتوا يدركون أن استقرار إيران يصب في مصلحة الجميع، وقال إنّ "طهران تستطيع أن تكون عاملاً مساعداً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وذكّر بالدور الإيراني في العراق، لافتاً إلى أنّه "يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار".

وشبّه لاريجاني التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي شكلته الولايات المتحدة الأميركية بأنه "استعراض لا أكثر"، مشيراً إلى أن أطرافه لا يريدون تحقيق الأمن عملياً. واعتبر أنّ الضربات الجوية ليست كافية للقضاء على الإرهاب من جذوره، لافتاً إلى أنّه "لدى إيران خطتها الخاصة لمكافحة الإرهاب وستطبقها مستقبلاً".

المساهمون