إيدير.. عودة المغني إلى بلاده

إيدير.. عودة المغني إلى بلاده

04 يناير 2018
(من حفل سابق)
+ الخط -
يعود الفنان الجزائري إيدير (1949) إلى بلاده ليقدّم حفلين موسيقيين مساء اليوم وغداً بعد غياب طال لأكثر من 39 سنة، نتيجة مواقفه المعارضة لتهميش الثقافة الأمازيغية التي التزم بها في مشروعه الموسيقي، من قبل جميع السلطات المتعافبة منذ الاستقلال عام 1962.

أعلن صاحب "الجزائر في قلبي" (1994) في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن رجوعه إلى الغناء يأتي عقب التغيرات الأخيرة المتمثّلة بالاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية في دستور البلاد، مؤكداً أن هذه "الخطوة المهمة في بداية الاعتراف بها كلغة وطنية تمثل جزءاً مهماً من تاريخ وهوية البلاد".

عودة لا يمكن فصلها عن تأويلاتها السياسية، حيث ظلّ حميد شريت الملقّب بـ"إيدير" غير مرحّب به طوال العقود الماضية رغم انتشار أغانيه بشكل واسع في المناطق القبائلية، ما فسّره البعض برغبة حقيقية لدى الحكومة الجزائرية بالانفتاح على المكوّن الأمازيغي عبر التصالح مع أحد أبرز فنانيه في القرن العشرين.

يحيي صاحب "هويات" (1999) حفلين في "المركب الأولمبي محمد بوضياف" في الجزائر العاصمة، يرافقه ثلاثون موسيقياً، وعدد من الفنانين الفرنسيين مثل جيرار لينورمون وماكسيم لو فورستييه الذين شاركوا معه في أداء بعض أغاني ألبومه الأخير "هنا وهناك" الصادر العام الماضي.

ولد إيدير في قرية آيت لحسين قرب تيزي وزو لوالدة وجدة تؤلّفان الأشعار الشعبية، ويأتي الناس من القرى المجاروة للاستماع إليهما، وهي مؤثرات ساهمت في كتابته لمعظم أغانيه التي يقدّمها منذ عام 1973 حين غنّى في الإذاعة الأمازيغية في العاصمة.

بعد ذلك بثلاث سنوات، سجّل أغنيته "أفافا إينوفا" التي جلبت له شهرة كبيرة، وهي وتخلد أسطورة أمازيغية لفتاة تدعى "غريبا"، تظلّ طيلة اليوم في الغابة تجمع الثمار من أجل أبيها العجوز وإخوتها الصغار، فإذا حلّ المساء، تعود إلى بيت أبيها وهي متعبة، تطرق الباب فيحتار الشيخ إينوفا في فتح الباب خوفاً من وحش الغابة، ليتفق مع ابنته غريبا على أن ترج أساورها ليتأكد من هويتها، وتدخل البيت وترتمي في أحضان والدها تنشد أغنيتها.

في 1979 أعاد إيدير التجربة بكتابته لأغاني ألبومه الثاني "أياراش إناغ" (إلى أبنائي)، ليدخل بعدها في صدام مباشر مع السلطة بفعل مواقفه المعلنة ضد تهميش الأمازيغية، وينتقل إلى باريس ليقيم فيها، ومن هناك سيصدر ألبومات عدة؛ من بينها: "الباحثون عن الضوء" (1993)، و"فرنسا الألوان" (2007).

يُذكر أن سيقوم بجولة فنية في الجزائر بدءاً من أيار/ مايو المقبل تشمل مدن عنابة وبجاية وباتنة وقسنطينة وتلمسان ومدن أخرى.

دلالات

المساهمون