إنريكي يبحث عن مجد"البرسا" المفقود في رحلة محفوفة بالمخاطر

22 مايو 2014
تجربة إنريكي ستكون محفوفة بالمخاطر مع البرسا
+ الخط -

بعد موسم صام فيه برشلونة عن حصد الألقاب التي اعتاد الظفر بها على مدار المواسم الماضية، بدأ خيراردو تاتا مارتينو حزم حقائبه بحثاً عن مغامرة جديدة داخل أو خارج إسبانيا، ولكن بعيداً عن النادي الكتالوني الذي لم يحقق فيه نجاحاً يذكر رغم الفرص التي أتيحت له على مدار الموسم في مختلف البطولات.


وبعد أيام من خسارة الدوري الإسباني في جولته الأخيرة، يقرر برشلونة قبول استقالة مارتينو التي اعلنها خلال مؤتمر مباراة البرسا أمام أتلتيكو، وليعلن بعدها الفريق الكتالوني بداية رحلة "استعادة الألقاب" بقائد جديد، وهو المدير الفني لويس إنريكي، ليعود مجدداً إلى النادي بعد رحلة تدريبية مر خلالها بمحطتي روما الإيطالي وسلتا فيجو.


ولم يكن إنريكي مجرد لاعب عادي مر على النادي الكتالوني ولمع في فترة ازدهار، ولكنه أحب البرسا وشكّل جزءاً من تاريخ النادي والكرة الإسبانية، خصوصاً بعدما قص شريط اللاعبين "الراحلين من الريال إلى برشلونة" لتعتبره جماهير الميرينجي "الخائن الأكبر".


وبدأ مدرب البرسا مسيرته في ريال مدريد بعد تألقه مع فريق سبورتنج خيخون في مركز لاعب الوسط المهاجم، إلا أنه بعد انتقاله في موسم 1991-1992 تم تغيير مركزه إلى لاعب ارتكاز ومدافع، وهو ما لم يرق للاعب، ولكنه استمر لمدة خمس سنوات، وفاز مع الفريق بالدوري والكأس وكأس السوبر المحليين.


وبعد تلك الفترة دخل برشلونة في مفاوضات مع إنريكي، الذي لم يتردد في الرحيل عن الريال من أجل العودة إلى مكانه خلف المهاجمين، الذي لطالما فضل اللعب فيه، وبالفعل تحصل الصفقة، ويصبح اللاعب أول "المغضوب عليهم" بعد انتقاله إلى الغريم الأزلي.


وفي البرسا بدأ إنريكي صناعة التاريخ محققاً مع الفريق معظم البطولات وعلى رأسها الدوري والكأس المحليان، وكأس السوبر وكأس الكؤوس الأوروبية، ليصبح لاعب الوسط أحد هدافي الفريق والحارس الأمين والمدافع الأول عن قميص النادي، ويحفر اسمه ضمن أهم لاعبي البرسا.


وبعد الاعتزال، كان برشلونة هو وجهته الأولى في مسيرته التدريبية، بعدما عيّنه الفريق مديراً فنياً للفريق الثاني بديلاً لبيب جوارديولا المدير الفني الحالي لبايرن ميونخ، بعد تقديمه نتائج جيدة، قرر خوض تجربة تدريبية خارج حدود إسبانيا، وكان نادي روما الإيطالي هو وجهته الأولى الذي تولى تدريبه في 2011.


وكان "النجاح الخافت الأقرب إلى الفشل" هو العنوان الأبرز لمسيرة إنريكي مع "ذئاب" روما، حيث لم يحقق أياً من الأهداف المنتظرة منه، ليرحل بنهاية الموسم ويبقى لعام كامل من دون فريق لتدريبه.


وتولى بعدها المدير الفني قيادة فريق سلتا فيجو في عام 2013، وقدم أداءً بالنسبة إلى قدرات الفريق وإمكاناته الاقتصادية، وقاده إلى المركز الثامن في الدوري الإسباني، ليكون الخيار الأول للإدارة الكتالونية بعد رحيل تاتا مارتينو.


وسيكون الموسم الأول للاعب برشلونة السابق، بمثابة اختبار صعب، إذا اجتازه إنريكي سيفتح له أبواب مجد، وسيعيد النادي الكتالوني إلى مكانه الطبيعي بين كبار فرق أوروبا، وفي حالة فشله ستكون نهايته بالخروج من الباب الخلفي للفريق نفسه الذي شهد أمجاده.


ولعل السيرة الذاتية للويس إنريكي كمدرب قد تقلق جماهير برشلونة، خصوصاً أنه فشل في محطته مع الفريق الكبير الوحيد الذي تولى تدريبه، فكانت أهم النقاط على أجندة إدارة روما، هي المنافسة على لقب الدوري أو على الأقل احتلال مركز مؤهل للبطولات الأوروبية، بعدما بقي في المركز السابع.


وقد يكون أحد أسباب فشل إنريكي مع روما محاولته تطبيق كرة قدم هجومية بحتة في دوري "الكتاناتشو" الدفاعي، وهو ما كبّده تلقّي 54 هدفاً ليكون سابع أسوأ دفاع في ذلك العام.


وفشلت خطة "تيكي تاكا" إنريكي على الأراضي الإيطالية، لكنها أثبتت نجاحها "بحدود" مع سلتا فيجو، لا سيما أنه لم يحقق سوى انتصار وحيد على "كبار" الليجا، وكان في الجولة قبل الأخيرة تغلّب على ريال مدريد بهدفين نظيفين.


وتشير التوقعات إلى أن سبب اختيار إدارة البرسا للويس إنريكي هو موالاته لطريقة هجومية تشبه للتيكي تاكا إلى حد كبير، وعلى الجانب الآخر يجيد توظيف اللاعبين في أكثر من طريقة خططية، وهو ما يعول عليه برشلونة في الفترة المقبلة، بعد إجراء التعاقدات اللازمة لـ"إحياء" الفريق.