إنجاب في مكان آخر

مع أو ضدّ إنجاب الأطفال؟ وإن كان سؤالاً مشروعاً ويُناقَش بين المتزوجين أو المقبلين على الزواج أو الناس بشكل عام، إلا أنّه ما زال مستغرَباً. كيف تكون حياة من دون أطفال؟ وماذا عن العائلة أساس الحياة؟ يقول البعض إنّ العالم بات مكتظّاً إلى درجة كبيرة ولم يعد يحتمل إنجاب المزيد. الأفضل في هذه الحالة تبنّي الأطفال. أكثر من ذلك، فإنّ العزوف عن إنجاب الأطفال مساعدة للكوكب ولهؤلاء الأطفال - المشاريع أنفسهم.

تقول أمهات في لحظات خوف أو تعب أو حقيقة إنّ قرار الإنجاب في حدّ ذاته جريمة في لبنان، ولن يكون كذلك في بلد مثل كندا أو السويد. بحسب دراسة أعدّتها مصلحة الأبحاث الزراعية في العام الماضي، فإنّ مياه لبنان بمعظمها ملوّثة بنسب متفاوتة جرثومياً وكيميائياً وبالمعادن الثقيلة. وقد وصلت نسبة التلوّث في بعض الشواطئ، لا سيّما المحاذية لمناطق صناعية أو ذات كثافة سكانية عالية، إلى مائة في المائة، منها بيروت وعكار وغيرهما.

كذلك أدرجت منظمة "غرينبيس" البيئية العالمية مدينة جونية اللبنانية (شرقي بيروت) في قائمة المدن الأكثر تلوّثاً في العالم، مع احتلالها المرتبة الخامسة عربياً والثالثة والعشرين عالمياً. وبعد، احتلّ لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، بحسب تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية في العام الماضي. وقد لفت التقرير إلى 242 مصاباً بالسرطان من بين كل مائة ألف لبناني، فيما سُجّلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في عام 2018، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض.

على المقلب الآخر، يرى البعض أنّ إنجاب الأطفال هو ما يفترض أن يفعله البشر والمخلوقات كافة. والأطفال هم من أعظم النعم. والقدرة على تربية طفل تجربة لا بدّ من أن يختبرها الإنسان بغضّ النظر عن الوضع الاجتماعي.