شهدت اليابان اليوم الثلاثاء، المراسم التقليدية المرافقة لتنحي الإمبراطور أكيهيتو عن العرش، بعد 30 عاماً في الحكم، وهو التخلي الأول عن العرش لإمبراطورٍ ياباني منذ أكثر من مئتي عام. وبعدما أعلن تنازله عن العرش لإلهة الشمس في القصر الإمبراطوري، صباحاً، قام أكيهيتو بالأمر ذاته خلال "طقس القصر"، وذلك بإعلان تنازله أمام أعضاء العائلة المالكة وكبار المسؤولين في الحكومة اليابانية، وذلك في أفخم قاعة من القصر الإمبراطوري، وهي "قاعة الصنوبر" (ماتسو-نو-ما)، التي تمّ إحضار "الكنوز المقدسة" إليها، بإطار عملية التنازل.
وشارك أكثر من 300 شخص في الاحتفال المسائي لتخلي أكيهيتو عن عرشه، على رأسهم أفراد من العائلة الإمبراطورية وأعضاء في الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية والسلطات المحلية، مع إلقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خطاباً قبل أن يتحدث أكيهيتو للمرة الأخيرة كإمبراطور، على أن يحتفظ بهذا اللقب حتى منتصف الليل، لحظة تغيير العهد الإمبراطوري، بحسب "فرانس برس".
وعند منتصف ليل الثلاثاء، سيخلف أكيهيتو ابنُه الأكبر ناروهيتو رسمياً، في مؤشر على الانتقال من عهد "هيسي" (استكمال السلام) إلى عهد "رايوا" (تناغم جميل)، على أن تجري احتفالات يوم غد الأربعاء على مرحلتين، لا تتضمن أي واحدة منهما كلمة للإمبراطور الجديد، على أن يلقي خطاباً في مراسم أخرى تُجرى بعد وقت قصير.
ولن يرتدي الإمبراطور وزوجته ماساكو قبل فصل الخريف ملابس تقليدية فاخرة. وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، سيُحتفل بالتتويج أمام 2500 شخص من اليابان والخارج، بينهم عدد كبير من رؤساء الدول، قبل مسيرة في وسط طوكيو.
من ذكريات الحرب إلى "تأثير" أوكسفورد
وكان إمبراطور اليابان أكيهيتو قد أعلن في وقت سابق اليوم تنازله عن العرش لإلهة الشمس في القصر الإمبراطوري.
وينهي تخلي أكيهيتو عن العرش ولاية استمرت ثلاثة عقود سعى خلالها إلى تخفيف ذكريات الحرب العالمية الثانية وتقريب الأسرة الإمبراطورية من الشعب. وهو كان عبر منذ أعوامه عن رغبته بالتخلي عن العرش بسبب تقدمه في العمر.
وأكيهيتو (85 عاماً) هو أول إمبراطور لليابان يتولى العرش في ظل دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي يُعرف الإمبراطور بأنه رمز للشعب دون سلطة سياسية. وتنازله عن العرش هو الأول منذ 200 عام.
والده الإمبراطور هيروهيتو الذي خاضت القوات اليابانية الحرب العالمية الثانية بأمر منه، يعتبر إلهاً حياً حتى بعد هزيمة اليابان عام 1945، عندما تخلى عن مكانته المقدسة.
Twitter Post
|
ولعب الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو، التي تزوجها منذ 60 عاماً، وهي أول امرأة من الشعب تتزوج وريثاً إمبراطورياً، دوراً نشطاً كرمز للمصالحة والسلامة والديمقراطية.
وخلال مراسم إعلانه تنازله عن العرش، ظهر أكيهيتو في لقطات فيديو نقلها التلفزيون الياباني وهو يرتدي ثوباً تقليدياً برتقالي اللون وغطاء للرأس أسود وهو يمشي ببطء فيما سار خلفه أحد أفراد الحاشية الملكية مرتدياً ثوباً أبيض حاملاً السلسلة، فيما حمل شخص آخر السيف.
وقال التلفزيون الياباني إن ولي العهد ناروهيتو سيجري مراسم مماثلة.
Twitter Post
|
ومن المرجح أن يواصل ناروهيتو الذي درس في جامعة أوكسفورد دوره النشط وسيعطي هو وزوجته ماساكو التي درست في جامعة هارفارد للإمبراطورية اليابانية مسحة عالمية، بحسب ما يتوقع المطلعون على شؤون الامبراطورية اليابانية.
(العربي الجديد)