إلى الأستاذ وحيد حامد مع التحية

إلى الأستاذ وحيد حامد مع التحية

22 ديسمبر 2019
+ الخط -
قد لا يصل هذا الكلام ولا يُسلّم للأستاذ وحيد حامد، لكنه ينبغي أن يُقال كما أتصور: 

قرأت حواراً في غاية الأهمية أجراه الكاتب الكبير أستاذنا وحيد حامد مع الأستاذة نسمة تليمة في صحيفة (الأهالي)، سألته فيه لماذا توقف عن الكتابة للسينما مؤخراً فقال لها في ما اعتبره الكثيرون مفاجأة غير متوقعة: "لم أتوقف عن الكتابة، انتهيت منذ فترة من كتابة فيلمين، لكن هذه الأيام الأفلام تذهب إلى الرقابة ولا تعود، وهذا ليس معي فقط مع كل الناس، هاسكت هاعمل ايه يعني.؟".

ذكرني ما قاله الأستاذ وحيد حامد، بمداخلة تلفزيونية تطوع بها مع عمرو أديب في برنامج (القاهرة اليوم) في صيف سنة 2014، وبالتحديد بعد ليلة من قرار منع مسلسل (أهل اسكندرية) الذي قمت بتأليفه، وأخرجه المخرج الكبير الأستاذ خيري بشارة، وكان قد تم الإعلان عن عرض المسلسل في شهر رمضان في كل من قناتي المحور والحياة، بل وتم نزول إعلانات له في الشوارع تؤكد عرضه عليهما، بالإضافة إلى قيام تلفزيون الكويت وقنوات تلفزيونية بالتعاقد على عرضه، لكن ذلك كله تغير فجأة، واختفى المسلسل فجأة دون الاعتذار للمشاهدين الذين تم الإعلان لهم عن عرضه، ولم يتم حتى من باب التمويه الإعلان عن عرضه بعد رمضان، بسبب ازدحام السباق الرمضاني. 

في تلك المداخلة الغريبة، شكك الأستاذ وحيد حامد في الأخبار التي تحدثت عن منع المسلسل، وشكك فيما قلته عن منع المسلسل بقرار من جهات أمنية، وهي معلومة كنت قد عرفتها وقيل لي إن المنعم تم بالتحديد عقاباً لي على موقفي من نظام السيسي وما كتبته ضد مذبحة رابعة، وهي المعلومات التي وصلتني وأذعتها ولم أقم بإخفائها، برغم أن الذين أبلغوني بها نصحوني أن أخفيها لكي لا يعتبر الأمر تحدياً مني قد لا تُحمد عقباه، لكنني شعرت أن صمتي سيكون إسهاماً مني في قتل المسلسل، ولم أكن أملك سوى الحديث عما جرى، أياً كانت النتيجة.


كان الأستاذ وحيد منفعلاً في رده وقال بمنتهى الاطمئنان إن مصر تجاوزت عصر المنع والحجر على الفكر والرأي، وأنه لا ينبغي أن نساهم في نشر إشاعات ولو بحسن نية، ثم قال إنه إذا اتضح أن المسلسل تم منعه، فسيظهر على الهواء وسيعتذر عن كلامه ويتضامن معي ضد قرار المنع، وهو ما جعل الكثيرين يتعاملون مع حديثي عن المنع بوصفه مبالغة، بل وتجرأ بعضهم واعتبر أنني أقوم بذلك دعاية للمسلسل ستفيده حين يُعرض بعد رمضان، وأذكر أنني حين عاتبت أحد الذين كتبوا ذلك، قال لي إنه لا يعقل أن يكون هناك منع بقرار أمني، ويظهر وحيد حامد ويقوم بتكذيب ذلك، وهو لا يمتلك مصلحة فيه، وقد اندهشت حين قال لي أحد الزملاء في الإعداد أنهم لم يتصلوا بالأستاذ وحيد لطلب رأيه، بل هو الذي بادر بالاتصال، وقد حاولت الاتصال بالأستاذ وحيد بعدها لأوضح له الصورة الغائبة عنه، لكنه لم يرد علي، فتركت له رسالة ولم أتلق أي رد على غير العادة، فقد كانت علاقتي به دائما من أجمل ما يكون، ولا أذكر أنه تأخر علي في الرد حين أترك له رسالة مكتوبة أو صوتية، لكن ذلك لم يحدث هذه المرة للأسف. 

بعد أقل من عشرة أيام من مكالمة الأستاذ وحيد مع عمرو أديب، ظهر رئيس الوزراء وقتها المهندس إبراهيم محلب على الهواء مع وائل الإبراشي، وقال بصريح العبارة إن الحكومة منعت مسلسل (أهل إسكندرية) من العرض، لأنها رأت أن الوقت لا يتحمل تقديم عمل فيه إساءة للأجهزة الأمنية التي تقدم تضحيات في مواجهة الإرهاب، مع أن المسلسل تدور أحداثه فيما قبل ثورة يناير. كان من أوائل ما فعلته بعد سماع تصريحات إبراهيم محلب أن قمت بالاتصال بالصديق مروان حامد وحكيت له الموضوع، لأنه لم يكن قد تابعه كما قال لي، ورجوته أن يوصل تطورات ما جرى إلى والده الأستاذ وحيد، ليس لأني أطلب أن يحقق وعده بالاعتذار، فمقامه عندي أكبر من ذلك، ومحبتي له لن تتأثر بأي مواقف كهذه، لكني أتمنى أن يبادر بالاتصال بعمرو أديب ويقول له إنه بعد أن تأكد منع المسلسل بعد ما قاله إبراهيم محلب فإنه لا بد من أن يدعو الفنانين والكتّاب والمهتمين بالحريات إلى اتخاذ موقف ضد منع المسلسل، اتساقاً مع مواقف الأستاذ وحيد المشرفة فيما يخص حرية الفن ورفض الرقابة، ووعدني مروان مشكوراً بإبلاغ الرسالة، مع أنه في العادة يطلب ممن يقول له كلاماً كهذا إنه ليس مسئولاً عن أي شيء يخص والده، وأن من يريد أن يتواصل معه عليه أن يفعل ذلك بنفسه، لكن ربما منعته العِشرة والمودة من أن يقول لي ذلك، أو ربما شعر أن الموضوع مهم، لكني على أي حال لم أتلق رداً منه، ولم أسمع أي تعليق منشور أو مذاع للأستاذ وحيد فيما يخص الموضوع، ولذلك لم أتواصل معه ولا مع مروان ثانية حتى سافرت للعمل والإقامة خارج مصر في سبتمبر 2014. 

بعد عدة شهور من سفري، أرسل لي صديق حواراً مع الأستاذ وحيد حامد، أجرته مجلة (نصف الدنيا) قال فيه إنه وصلته معلومات أن جماعة الإخوان قامت بزرع خلايا نائمة لها في الوسط الفني عبر سنين طويلة، وهو كلام كنت قد قرأته له في حوارات سابقة منشورة على الإنترنت، لكنه لم يذكر في تلك الحوارات أسماء لأعضاء تلك الخلايا، أو ربما ذكرها ولم تنشرها الصحف التي نشرت كلامه، لكن مجلة نصف الدنيا نشرت اسمي على لسانه كنموذج للخلايا الإخوانية النائمة منذ سنين، وما أحزنني ألا يقول الأستاذ وحيد هذا الكلام كتحليل، وإنما أن يقوله بوصفه كمعلومات، دون أن يكشف عن طبيعة مصدر هذه المعلومات، لا أقصد أن يسميه، بل أن يقول مثلاً للقارئ إن من أبلغه بها مصدر أمني رفيع، أو أن هناك وثائق مثلا وقعت بين يديه تكشف ذلك، ليكون للمعلومات مصداقية أكبر، توقعت أيضاً أن يفسر الأستاذ وحيد بما أنه متأكد من تلك المعلومات، سر العداء الذي يكنه لي قيادات وأنصار جماعة الإخوان، وهو ما لا يخفى على أي متابع لهم، وما إذا كان ذلك العداء نوعاً من استمرار التمويه المطلوب لحبك الخطة التي أنا مشترك فيها، وهو ما كان ينبغي أن يسأله عنه من أجرى الحوار، خدمة للقارئ الذي يعرف أن أي كلمة ترد على لسان الأستاذ وحيد حامد لا بد أن يكون لها وزنها. 

على أية حال، تعاملت مع ما قاله الأستاذ وحيد بوصفه من جملة "الأحزان العادية"، وتمنيت أن تتيح له الأيام فرصة رؤية الحقيقة سريعاً، لكن ذلك تأخر للأسف، ولم يحدث إلا بعد أن بدأ صدامه بالنظام بشكل مفاجئ، بعد أن قام بكتابة فيلم عن بطولات السيسي في 30 يونيو وما تلاه، من إخراج محمد سامي وبطولة أحمد السقا وأحمد رزق ونخبة من كبار الممثلين، ثم عرفنا أن السيسي قرر فجأة أن يمنع ذلك الفيلم من العرض برغم المبالغ الضخمة التي أنفقت عليه والتي كان الجميع يتفاخر بها، وحتى الآن لا يعرف أحد لماذا غضب السيسي من الفيلم وقرر منعه، برغم أن الجميع لم يعتقدوا أنهم فعلوا شيئا في الفيلم يغضب السلطة، وبعدها بفترة بدأت بعض وسائل إعلام السيسي تتطاول على الأستاذ وحيد بعد أزمة مستشفى سرطان الأطفال التي أثارها في عدة مقالات مشككاً في إدارة المستشفى وما تقوم به في ملف جمع التبرعات، وهو ما أثار ضجة كبيرة بسبب حساسية الموضوع، قبل أن يتوقف النشر فجأة، وقد قال الأستاذ وحيد في حواره مع (الأهالي) إن صحيفة (المصري اليوم) هي التي رفضت مواصلة النشر، وأنه قرر إغلاق الموضوع وعدم التحدث فيه نهائياً دون أن يقدم أسباباً لذلك، ربما لأن القارئ الحصيف يستطيع أن يتخيل تلك الأسباب.

 في إطار السقف المتاح حالياً في مصر، وهو سقف شديد الانخفاض كما تعلم، قال الأستاذ وحيد في حواره مع نسمة تليمة كلاماً مهماً عن انتشار النفاق والفساد الآن وعن دور المثقف الذي يجب أن يعارض ولا يقترب من النظام، وحين سئل عن تقييمه للمشهد الحالي قال: "لا يمكنني أن أقيم المشهد، لأنني مرتبك، لكن أريد أن أقول أن الحرية تحتها أشياء كثيرة مهمة، باختصار أعطني حريتي أطلق يدي، وان اختلفنا الاختلاف ظاهرة صحية، أنا مثلا مشكلتي النفاق، مساحة النفاق عريضة جدا، والرأي الآخر يجب أن يحترم، حتى لو كان معارضا، ويمكن أن يتم كل شيء بالحوار لمصلحة البلد، يجب أن ننسي الذات أو الشخصنة، ومن يريد أن ينظر نظرة موضوعية لما فيه مصلحة للوطن عليه أن يقدم عليه وألا يتأخر"، وهو كلام مهم للغاية مهما تصور البعض أن توقيته متأخر، لأن الأستاذ وحيد كان في من أهم الأصوات التي دعمت النظام ليس نفاقاً ولا طلباً لمصلحة في ظني الشخصي، ولكن لأنها تصورت أن نظام السيسي أنقذ مصر من الإخوان. 

كانت هذه الفكرة بالتحديد مثاراً لنقاشات عديدة بيني وبين الأستاذ وحيد، لا أريد أن أختصرها فأخل بما جاء فيها، لكني ألخصها من جانبي بعبارة سبق أن اتخذتها عنواناً لمقال هي "خطورة مصر على الإخوان"، أذكر أن الأستاذ وحيد اتصل بي يوم أن صعد الشيخ يوسف القرضاوي على منصة ميدان التحرير ليخطب الجمعة، وكان غاضباً ومحبطاً جداً وقال لي إن البلد تم تسليمها للإخوان إلى الأبد مثل إيران بسبب الثورة وشبابها الذين وثقوا في الإخوان، وقلت له إني أختلف معه في ما يراه، وأن تلك الحركة تدل على غباء الإخوان وتسرعهم لإعلان نصر متوهم، وهو ما يؤكد قصر عمر حكمهم، وقد ذكرته بذلك حين بدأت الحركة في الشارع ضد الإخوان قبل 30 يونيو وبعدها، لكن آخر مكالمة بيننا كانت عاصفة، وكانت على ما أتذكر بعد أن قمت بالتوقيع في 13 يوليو على بيان ضد التخلي عن مطلب انتخابات رئاسية مبكرة، ومع أن المكالمة كانت قصيرة، إلا أن ما وصلني على لسانه عن طريق أصدقاء كأن أقسى وأعنف، وقد اعتبرت أنه كان متأثراً في غضبه مني، بالأجواء المشحونة وقتها، والتي دفعت بعض أساتذتي للهجوم علي بشكل عنيف ومحزن، أنا والذين وقعوا على البيان، وقد كنا أقلية ضئيلة جداً وسط جموع المطمئنين والمؤيدين، ولم أفهم بالضبط كيف يمكن أن يغفل هؤلاء الذين أحببتهم لدفاعهم عن الحرية أهمية أن يكون هناك رأي آخر، لا يتم تخوينه مهما كان الرأي الذي يعبر عنه.

 كنت وقتها ولا أزال أرى أن هناك حداً يجب الوقوف عنده في معارضة قيادات وأعضاء وأنصار جماعة الإخوان، وأن هناك فارقاً بين معاداة مشروعهم السياسي وأفكارهم ووجود جماعتهم السياسي والقانوني، وبين معاداتهم كأشخاص والمساهمة في شرعنة انتهاك حقوقهم كمواطنين وكبشر، وكنت أرى أن الاندفاع وراء منطق الحتمية الذي يروج له الجميع، هو اندفاع ضار ومهلك، لأنه في لحظات السيولة يمكن للمواقف الواضحة أن تساهم في التغيير، ولو بدفع من يخافون إعلان رأيهم للتحرر من ذلك الخوف، وهو ما كانت سلطة ما بعد 30 يونيو تخاف منه وتتحسب له، وهو ما دفعني لمحاولة الاتصال بالأستاذ وحيد ليغير موقفه مما حدث للمسلسل، لأن رأيه لو كان قد أعلنه كان سيشجع آخرين على رفض ما جرى للمسلسل، وسينعكس ذلك إيجاباً على الجميع مهما اختلفت آراءهم. 

لا أريد أن أصور نفسي بوصفي صاحب الأفكار المتماسكة، فقد كنت مثل الأستاذ وحيد ولا أزال وسأظل مرتبكاً، لأنني لا أفهم كيف يمكن أن يتماسك الإنسان تماماً ويمتلك يقيناً ثابتاً في صحة موقفه وهو يرى كل شيء حوله يتداعى، ولذلك كنت أستغرب في ذلك الوقت تأكيد كبار المثقفين على أن كل شيء يسير نحو الأفضل، وأنه يمكن لنا أن نغض النظر عن البطش بالإخوان، لأنه أمر مهم لبناء مصر جديدة، وهو ما لم أكن أتصوره، ولذلك اعتبر هؤلاء وقد عشت مع بعضهم عمراً طويلاً أنني من الإخوان أو من خلاياهم النائمة، في نفس الوقت الذي كنت ولا أزال أوصف فيه من قبل الإخوان بالانقلابي اللعين، ولست وحدي الذي تعرض لهذه المفارقة، بل تعرض لها كثيرون وجدوا أنفسهم لوحة تنشين سهلة يصب عليها أنصار السيسي وأنصار الإخوان غضبهم، دون أن يدرك أنصار السيسي وأنصار الإخوان أن ذلك الغضب لن يحل مشاكلهم، ولن يعفيهم من مواجهة تبعات قراراتهم، حتى لو اختفيت أنا وأمثالي من الوجود.

في أحد المقاطع المهمة من حواره مع صحيفة (الأهالي) يتحدث الأستاذ وحيد عن حالة التوقف عن الكتابة التي لم يحدد بشكل واضح ما إذا كانت إجبارية أو اختيارية، فتوصيفه لها يتغير في أكثر من موضع في الحوار، وهو دليل على أنه لم يفقد براعته المدهشة في التعامل مع الواقع المصري، لكنه في أحد المقاطع يقول في لحظة صفاء مهمة: "الكتابة بالنسبة للكاتب زى الميه والهوا.. لا يمكن أن يستغنى عنها لكن أحيانا الإنسان يحتاج إلى فترة تأمل وتحدث كثيرا لقراءة المجتمع بالشكل الصحيح، نقعد نتفرج شوية لازم نريح عقلنا ونملا البير، ليس شرطا أن تتواجد طوال الوقت أعتقد أفضل تعبير هو إعادة شحن النفس". 


ولذلك سأستغل هذه الفترة التي يعيشها الأستاذ وحيد، لا لكي أذكره بتعهده بالاعتذار لو ثبت أن مسلسل (أهل اسكندرية) قد تعرض للمنع الحكومي، فقد تجاوز الواقع ذلك الموقف الذي أثق أن الأستاذ وحيد اتخذه بحماس وحسن نية، وليس لكي ينصر أحداً على أحد، بل لأطلب من الأستاذ وحيد أن يتأمل ما حدث في السنوات الأخيرة للسينما والدراما الذين تعلمت حبهما من أعماله، ويفكر في مدى ارتباط أوضاعهما المزرية بفكرة "القائد المنقذ المخلّص" الذي يتم منحه تفويضا بأن يفعل ما يريد لحماية الوطن والشعب، وهل كان يمكن أن ينتهي الأمر إلى أوضاع أفضل، لو تم الوقوف منذ البداية ضد فكرة التفويض، والتمسك بمطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه يوم 11 فبراير، وهو حل لم يكن مثالياً، لكنه كان أفضل بكثير من الإقرار بفكرة السلطة ذات الصلاحيات المطلقة التي لا ينازعها أحد، لأن فكرة الحرية تتعارض من حيث المبدأ مع فكرة التفويض مطلق الصلاحيات. 

بالطبع لست أتوقع من الأستاذ وحيد أن يعلن نتائج تأمله في هذه القضية التي لا زلت أتأملها، والتي أتصور أن الواقع سيعيدنا جميعاً إلى تأملها، ليس من باب التأريخ لما جرى، بل لمحاولة وقف تدهور ما يجري وما سيجري، وأظن أن ذلك سيحدث يوماً ما وإن تأخر بفعل القوة القهرية أو بفعل الواقع المتداعي، لكنه سيحدث، وحتى يحدث، ستبقى أعمال الأستاذ وحيد في القلوب بما قدمته من فن جميل ومبهج ومتقن الصنع ومنحاز للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وستبقى محبتي له وتقديري لأستاذيته قبل ذلك وبعده.

والله أعلم.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.