Skip to main content
إقبال للطلاب الجامعيين على معرض كتاب جمعية الثقافة العربية بحيفا
ناهد درباس ــ حيفا

لاقى معرض كتاب جمعيّة الثقافة العربيّة السنوي في حيفا، والذي يقام للسنة الثانية، إقبالاً واهتماماً من الجمهور العام، خاصة من جيل الشباب والطلاب الجامعيين.

وقدّم المعرض للطلاب العرب من فلسطينيي الداخل عدداً من الكتب والأبحاث والدراسات الفلسطينية والعربية غير متوفرة في المكتبات، وهي غائبة عن المناهج الإسرائيلية الأكاديمية في الجامعات التي يدرس فيها الطلاب من فلسطينيي الداخل.

وشمل المعرض آلاف الكتب العربيّة الصادرة في فلسطين والعالم العربي، جزء منها يصل للمرة الأولى للداخل الفلسطيني، وتتنوع في مواضيعها، إذ يضم المعرض مئات العناوين المتخصصة في مجالات عدّة: العلوم السياسيّة، علم الاجتماع، التاريخ، الفلسفة والفكر، الإعلام والدراسات الثقافيّة، العلاقات الدوليّة، القضية الفلسطينيّة، دراسات حول إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي، المذكرات، مجلات فكريّة وعلميّة محكّمة، وغيرها.

كما يضم مئات الكتب الأدبيّة من روايات ودواوين شعر ومجموعات قصصيّة عربيّة وأجنبيّة مُترجمة لأبرز الكتّاب، كما يُخصص المعرض زاوية لأدب الأطفال وأدب اليافعين.

وفي السياق، قالت الطالبة الجامعية ريحان أبو أحمد، "تجولت في المعرض، وهو يحتوي على كتب أغلبها سياسية، تتناول قضايا مجتمعنا العربي، ويحوي المعرض كتبا غير متوفرة في المكتبات هنا، وهناك كتب عن قيادات وثوار أيضاً غير متوفرة هنا. بالنسبة للكتب الأدبية، فنحن دراستنا أغلبها باللغة الإنكليزية ومن يدرس في الجامعات بإسرائيل يدرسون باللغة العبرية، الأمر الجميل أن الكتب باللغة العربية تقوي لغتنا وتثريها ونتعرف أكثر من خلالها على لغتنا والترابط مع المجتمع الفلسطيني وعاداته وثقافته".

من جهتها، قالت الطالبة رزان أبو أسعد، "لفت نظري في المعرض أن غالبية الكتب تتناول القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب العربي، وكيف أننا كمواطنين عرب لا نعرف معلومات عن قضيتنا الفلسطينية كما يجب، وحتى لو توجهنا إلى أي مكتبة فلن نجد هذه الكتب. لا أستطيع أن أعرف عن معاناة شعبي كمواطنة وكطالبة فلسطينية، من حقنا أن نجد هذه الكتب حتى نطلع ونتثقف ونعرف عن شعبنا ومعاناتنا أكثر".

من جهته، قال ربيع عيد، منسق المعرض في جمعية الثقافة العربية: "جمعية الثقافة العربية تنظم معرض الكتاب للسنة الثانية في حيفا، ويشهد إقبالاً كبيراً هذه السنة، وكان هناك تخوف أن لا يكون ناجحا بسبب كورونا، ولكن على ما يبدو أن غياب الفعاليات الثقافية جعل الناس تشارك.. هناك تعطّش للكتاب". 

ما يميّز المعرض أنه يجمع عدة دور نشر وإصدارات لمراكز أبحاث عربية وفلسطينية من عواصم عربية مختلفة، وأيضاً إصدارات فلسطينية لكتاب فلسطينيين وعرب وترجمات لكتاب عالميين. المعرض أقيم قبل أسبوع وغداً سينتهي، مع احتمال تحديد موعد آخر بعد العيد. المواضيع التي يتناولها المعرض موجودة بين الفكر والأدب وأيضاً أدب الأطفال. وما يهمنا أن نجلب مواضيع تخص قضايانا كفلسطينيين وفي فضائنا العربي الأوسع، وأيضاً أن نوفره لجمهور واسع في أراضي 48، لأنه من الصعوبة الحصول على هذه الكتب، وهناك عناوين تتواجد لأول مرة في الداخل الفلسطيني".

وأكدت رلى خوري، مديرة جمعية الثقافة العربية،: "أن أهمية هذا المعرض، الذي نقيمه للمرة الثانية، أنه جمع كتبا من عدة دور نشر في العالم العربي، ومهم جداً أننا نوثق كتب للمركز العربي والمؤسسة الفلسطينية ومؤسسة تامر. مع كل دور النشر هذه ارتاد المعرض جمهور من كل الأجيال بإقبال كبير ومن كل المناطق في فلسطين، وهذا يظهر أن هناك عطشاً لهذا النوع من الفعاليات، لا سيما أنه لا يوجد في الداخل الفلسطيني معارض من مستوى عال للكتب في مجال السياسة والأدب،  كما أقمنا ندوات لتشجيع الكتاب الناشئين".