إغلاق قناتين عراقيتين... فتّش عن المقاعد النيابية

إغلاق قناتين عراقيتين... فتّش عن المقاعد النيابية

01 يونيو 2018
تسريح مئات الموظفين (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
تعددت المحطات الفضائية في العراق عقب الاحتلال الأميركي للبلاد في العام 2003، حتى بلغت نحو 70 محطة، كل واحدة منها تعمل لحساب الحزب السياسي الذي يشترك بحكم البلاد ويموّلها، فضلاً عن ظهور عشرات المحطات التي تخصصت بالتعبئة الدينية، لا سيما الفكر الإيراني، والقتالية، المملوكة لمليشيات الحشد الشعبي، بعد اقتحام عناصر تنظيم "داعش" لمناطق شمال وغرب البلاد. 

وبرزت خلال السنتين الماضيتين فضائية NRT عربية، حتى أصبحت الأولى في العراق، بحسب مختصين، إذ انطلقت مع بدء التظاهرات العراقية في بغداد ضد البرلمان والحكومة في منتصف العام 2016، فضلاً عن تغطيتها المباشرة التي غذّت محطات عربية شهيرة وعالمية، لا سيما خلال عمليات "فرض القانون" التي قادتها القوات العراقية لاسترجاع محافظة كركوك تحت سلطة الحكومة الاتحادية بعدما كانت منطقة لنفوذ حكومة كردستان. لكن المحطة لم تستمر، وأعلنت الأسبوع الماضي، إنهاء أعمالها ووقف البث بالمحطة العربية، مع بقاء الكردية، وتسريح مئات الموظفين.
وترجع قناة NRT عربية، إلى شركة "ناليا" التي تضم وحدات سكنية وحدائق ومنتجعات سياحية وشبكة قنوات إعلامية كردية تبث من مدينة السليمانية في إقليم كردستان، وتعود ملكيتها لرجل الأعمال الكردي شاسوار عبد الواحد. وتعد من أشد وسائل الإعلام المعارضة لسياسة رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني.

بعد يومين من إغلاق المحطة، احتج العاملون في قناة "NRT" عربية على قرار إغلاقها، معتبرين أنه جاء من دون رادع أخلاقي وقانوني، مطالبين بحقوقهم. وأفرز ذلك تداول إعلاميين وصحافيين وسم #متضامن_مع_موظفيNRT، في مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا السياق، قال مدير المحطة مشرق عباس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الإغلاق جاء بقرار من مؤسسة ناليا للإعلام، وليس من إدارة القناة"، وفيما رفض التعليق على الأسباب التي دفعت المؤسسة إلى إغلاق المحطة، قال: "ما أنا إلا موظف، حالي كحال باقي الموظفين في المحطة".



من جهته، قال أحد المسؤولين في NRT لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الإغلاق لم يكن مادياً كما يشاع، فلا علاقة للرواتب والمصروفات، إنما خلاصة القضية أن حزب (الحراك الجديد) الذي يتزعمه شاسوار عبد الواحد وهو مالك القناة، لم يحصل على نتائج جيدة تحقق طموحاته، فلم يحصل الحزب إلا على 4 مقاعد، مقعدان في السليمانية وآخران في أربيل. بسبب هذه النتيجة، شعر عبد الواحد بأن القناة العربية لم تستطع أن تجلب أصوات العراقيين لانتخاب مرشحيه، فأغلق المحطة".
وأضاف مشترطا عدم ذكر اسمه، أنّ "قرار الإغلاق صدر بعد إعلان مفوضية الانتخابات النتائج بيوم واحد، لكن التأجيل كان بسبب حقوق الموظفين. كنا نعتقد أن الإدارة ستراعي مصالح الموظفين والعاملين فيها، إلا أنها أهملت ذلك، ومارست دوراً استغلالياً بشعاً".
ولفت إلى أنّ "ما فعلته مؤسسة ناليا ليس أخلاقياً، فليس من المنطق إغلاق القناة دون سابق إنذار، ويتم تسريح موظفيها بشكل مذل وغير لائق، وهو منظر غير جديد على القنوات والمحطات الإعلامية العراقية، ويتكرر بشكل مستمر لعدم وجود رادع قانوني أو أخلاقي"، كاشفاً عن "وجود عشرات الموظفين الذين لم يتسلموا رواتبهم عن الأشهر الماضية".
يُشار إلى أن إدارة المحطة أعلنت أن توقف البث في المحطة سيمتد لشهرين كاملين، لإجراء أعمال صيانة وتأهيل، لكن المسؤول في المحطة ينفي الأمر، وقال "أغلقت نهائياً".


من جانب آخر، تحدث أحد الإعلاميين في محطة "آسيا" الفضائية، التي يملكها حزب "المؤتمر الوطني"، والذي يتزعمه آراس حبيب، عن أنها معرضة لخطر الإغلاق وتسريح العاملين فيها.
وقال لـ"العربي الجديد"، إن "مالك المحطة والأمين العام لحزب المؤتمر الوطني آراس حبيب، يفكر حالياً بإغلاق الفضائية التي انطلقت أخيراً، وهي آسيا الإخبارية"، مبيناً أن "آراس كان يتوقع فوز حزبه بأكثر من 15 مقعداً في البرلمان العراقي الجديد، إلا أنه حصل على مقعدين فقط، الأول له في بغداد، والثاني في البصرة (جنوب)، فاز به المحافظ أسعد العيداني".

بدوره، شدد رئيس المرصد العراقي للحريات الصحافية في بغداد، هادي جلو مرعي، على ضرورة الفصل بين مشاكل المؤسسات الإعلامية في العراق وحقوق العاملين فيها، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "إغلاق الفضائيات أو المؤسسات الصحافية لا بد أن يكون وفق القانون، وتحديداً ما يتعلق بحقوق الصحافيين التي هي في ذمة المؤسسات"، مشيراً إلى أن "مطالبة الصحافيين للمحطات التي تغلق أبوابها فجأة بمعرفة أسباب الإغلاق، وكذلك الحقوق، هو واجب على الصحافيين. ونحن بدورنا ندافع عن الحقوق ونسعى حتى يحصل عليها الصحافي بالكامل".

المساهمون