إغلاق صناديق الاقتراع في إقليم كردستان العراق... وانقسام داخل الاتحاد الوطني
أكثم سيف الدين ــ بغداد
عقب إغلاق مفوضية انتخابات كردستان صناديق الاقتراع في عموم محافظات كردستان العراق، معلنة انتهاء عملية التصويت العام لانتخاب برلمان الإقليم، وبدء مرحلة نقل الصناديق، ومن ثم عملية العد والفرز، أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني رفضه نتائج الانتخابات، مؤكدا حدوث عمليات تزوير، وذلك بالتزامن مع تأكيد تسريبات أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني أحرز تقدما في عموم محافظات الإقليم.

وقالت المفوضية في مؤتمر صحافي: "لا يوجد أي تمديد لعملية التصويت، وأنّ عملية الاقتراع انتهت عند السادسة من مساء اليوم في عموم محافظات الإقليم".

وفي السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، سعيدي بيرة، رفضه نتائج الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق، مؤكدا حدوث عمليات تزوير وخروقات فيها.

وقال بيرة لوسائل إعلام تابعة للحزب إنّ "الاتحاد الوطني يرفض نتائج الانتخابات البرلمانية، بسبب الخروقات والتزوير، الذي رافق العملية الانتخابية".

ودعا ممثلي الاتحاد الوطني إلى "عدم التوقيع على نتائج التصويت".

انقسام داخل الاتحاد الوطني الكردستاني

في المقابل، وفي مؤشر على انقسام الحزب، عارض القيادي في الاتحاد الوطني ورئيس قائمته، قوباذ طالباني، ذلك، معتبرا أنّ "الوقت مازال مبكرا لأي ردة فعل تجاه النتائج".

وقال الطالباني، في تصريح لإعلام حزبه، إنّ "منتسبي المفوضية ومراقبي الكيانات السياسية يعملون الآن على عد وفرز الأصوات في مراكز الاقتراع، وأتمنى أن يتمكنوا من أداء مهامهم بشكل شفاف ونزيه، ومنع أي عملية تزوير"، داعيا مفوضية الانتخابات إلى أن "تكون مستقلة وبمستوى المسؤولية".

وأكد أنّه "مازال الوقت مبكرا لأي رد فعل تجاه النتائج، وهناك العديد من الشكاوى والخروقات، ولكن لندع العملية تسير"، مبينا أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني سيعلن موقفه بعد إعلان نتائج الانتخابات".

من جهته، دعا مستشار أمن إقليم كردستان، مسرور البارزاني، الأحزاب السياسية كافة إلى "القبول بنتائج الانتخابات".

وقال البارزاني، في مؤتمر صحافي، إنّه "من الطبيعي أن تحرز قوائم انتخابية أصواتا أكثر من غيرها في الانتخابات"، مستدركا: "لكن يتعين أن لا يكون هذا الأمر سببا لإثارة القلاقل".

ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه عملية العد والفرز للأصوات. وتحدثت مصادر في مفوضية انتخابات كردستان عن أنّ "عملية العد والفرز تجري بحضور مراقبي الكيانات السياسية والمنظمات المدنية".

وخلال عملية انتخابية امتدت لعشر ساعات، رصد مراقبون بعض الخروقات في عدد من مراكز الاقتراع، وقالوا، خلال أحاديث مع "العربي الجديد"، إنّ "خروقات سجلت في بعض مراكز الاقتراع، ناجمة عن سوء التنظيم الإداري، وأعطال فنية في الأجهزة"، مبينين أنّ "نسبة المشاركة بشكل عام بلغت نحو 40 في المائة في عموم الإقليم".

وأكد المراقبون أنّ "هناك تقدما واضحا للحزب الديمقراطي الكردستاني، ويأتي بعده الاتحاد الوطني الكردستاني بفارق واضح، ومن ثم تتابع الأحزاب الأخرى".

من جهتها، اتهمت أربعة أحزاب كردية الاتحاد الوطني بتنفيذ عمليات تزوير في عدد من مراكز الاقتراع.

وأكد ممثلو أحزاب الديمقراطي الكردستاني، وحركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي، في مؤتمر صحافي، وجود "خروقات وحالات تزوير في منطقة كوية وأطرافها"، مشيرين إلى أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني يقف وراءها". 


وأضاف المتحدثون أنّ "مسلحي الاتحاد الوطني صوتوا بعدد من المراكز، كما قاموا بتهديد عدد من المقترعين في حال عدم تصويتهم للاتحاد الوطني الكردستاني"، وأشاروا إلى "وجود عدد من حالات التزوير في بعض المراكز الانتخابية"، مشيرين إلى أنهم "أبلغوا المفوضية بهذه الخروقات في العملية الانتخابية".

 وبدأت في تمام الثامنة من صباح اليوم عملية الاقتراع العام في انتخابات برلمان كردستان العراق، واستمرت حتى السادسة من مساء اليوم.

وكان يحق لأكثر من 3 ملايين كردي في محافظات الإقليم المشاركة في الانتخابات التي تنافس فيها 28 كيانا سياسيا يمثلها 773 مرشحا، تابعون للأحزاب الكردية، وعلى رأسهم الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، حيث يتشكل البرلمان من 111 مقعدا، من بينها 11 مقعدا مخصصا للأقليات الدينية والقومية وفقا للكوتا.