إعدام الصحافيين: مشانق الحوثيين لا تزال معلقة

إعدام الصحافيين: مشانق الحوثيين لا تزال معلقة

21 ابريل 2020
مطالبات للأمم المتحدة بالتحرّك لحماية حياتهم (فيسبوك)
+ الخط -
تترقب أسر الصحافيين المختطفين في العاصمة اليمنية، صنعاء، بخوف وقلق بالغين، الإجراءات الحوثية بحق ذويهم بعد أكثر من أسبوع من إصدار أحكام بالإعدام والسجن. وأصدرت محكمة أمن الدولة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، حكماً بإعدام أربعة من الصحافيين، وسجن ستة آخرين ووضعهم تحت رقابة الشرطة لمدة ثلاثة أعوام.

وقضى حكم المحكمة بإعدام الصحافيين، عبد الخالق عمران وتوفيق المنصوري وحارث حميد وأكرم الوليدي. فيما قضت بمعاقبة ستة، هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم راوح الشهاب، وعصام بلغيث، وحسن عناب، وصلاح القاعدي، بالسجن، مكتفية بالمدة التي قضوها.

واختطف الحوثيون الصحافيين من أحد فنادق العاصمة اليمنية قبل خمسة أعوام، كما تعرّضوا خلال فترة السجن للتعذيب الجسدي والنفسي. وبحسب آخر إحصائية لنقابة الصحافيين اليمنيين، لا يزال الحوثيون يختطفون ستة عشر صحافياً، فيما تعتقل الحكومة ثلاثة صحافيين موزعين على محافظتي تعز ومأرب. كما أن مصير الصحافي محمد المقري مجهول منذ اختطافه من قبل تنظيم "القاعدة" في محافظة حضرموت أواخر عام 2015. يقول عبد الكريم عمران، شقيق الصحافي عبدالخالق، إن خبر إصدار حكم الإعدام نزل على أسرته كالصاعقة، بعد سنوات من التغييب القسري والتعذيب الجسدي والنفسي.

ويعاني الصحافيون المختطفون من تدهور في الحالة الصحية إثر منع الحوثيين عرضهم على أطباء فضلاً عن معاناتهم من أمراض السكر والكبد والروماتيزم وسوء التغذية. ويضيف عمران في حديث لـ"العربي الجديد": "شقيقي صحافي واختطف من قبل عصابة خارجة عن الدولة والقانون على خلفية ممارسته لمهنة الصحافة وغُيب وعُذب ولم نكن نتوقع أبداً أن تتجرأ على إصدار أوامر القتل بعد خمسة أعوام من الاختطاف والتعذيب والحرمان من الحقوق".
ويتهم عمران قاضي المحكمة بـ"تأجير" ضميره للحوثيين بعد أن قرّر قتل صحافيين بأمر من المليشيا، واصفاً القرار بغير الشرعي. ويتابع "نحن أصحاب قضية عادلة وسنستمر في الدفاع عن المختطفين بكل الوسائل، ولن ندخر جهداً في سبيل نيلهم الحرية، وما قام به الحوثيون في حق عبدالخالق ورفاقه هو جريمة ضد الإنسانية، متسلسلة منذ بداية الملاحقات حتى الاختطاف والتغييب والتعذيب وانتهاءً بقرار القتل المليشياوي".

ولاقى الحكم تنديداً واسعاً من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، معتبرة إياه، حكماً جائراً واستمراراً لمسلسل التنكيل والجرائم التي ارتكبت بحق الصحافيين. وبعث الاتحاد الدولي للصحافيين ونقابة الصحافيين اليمنيين رسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لحثه على دعم التحركات لحماية حياة الصحافيين والمطالبة بالإفراج عنهم.
ودعت الرسالة الأمم المتحدة لإعلاء الصوت والوقوف مع الصحافيين، وإخبار الحوثيين أن تعذیبهم وإعدامهم جريمة حرب، وأن المنظمة الدولية لا، ولن تعمل أو تتعاون مع مجرمي الحرب.

من جانبها، طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود"، بإلغاء الحكم في أقرب وقت ممكن باعتباره حكماً غير مقبول ويعيد إلى الأذهان ممارسات عصور غابرة. وقالت مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، صابرين النوي، إن أحكام الإعدام تُظهر الطبيعة القمعية المنهجية للمتمردين الحوثيين ضد الصحافيين بقدر ما تميط اللثام عن تصميمهم على استغلال مثل هذه المحاكمات السريعة لتصفية حساباتهم مع جميع وسائل الإعلام الناقدة".

وكتب عبدالله، شقيق الصحافي المختطف توفيق المنصوري، رسالة وجهها للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، دعاه فيها إلى الكف عن الصمت إزاء ما يتعرض له الصحافيون المختطفون لدى الحوثيين. وقال في رسالته، إن المليشيا الحوثية تلعب بمشاعر أسر الصحافيين وتعذيب نفسياتهم، بعد أن أصدرت أوامر الإعدام عقب أيام من اتصاله بشقيقه الذي تحدث عن قرب إطلاق سراحه.
وانتقد عبدالله، تجاهل المبعوث الأممي خلال إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن لقضية الصحافيين المختطفين، فـ"بينما كل العالم يتداعى من أجل إنقاذهم، وبينما يمارس فيروس كورونا القاتل والشرس دوراً إنسانيا في سبيل إطلاق سراح السجناء، يصمت غريفيث عن قول الحقيقة المحايدة التي يمكن لها أن تقدم للعالم دليلاً على أن الإنسان أفضل من الفيروس". وتابع "غريفيث.. صمتك يقتلنا ويقتل زملاءنا المختطفين. كن إنساناً ولو لساعة واحدة، تلك التي تدلي فيها بإحاطاتك الرومانسية وفنتازيا تهويماتك المكرورة إلى مجلس الأمن".

المساهمون