إطلاق نار إكراماً لأهل مضايا والزبداني

إطلاق نار إكراماً لأهل مضايا والزبداني

18 ابريل 2017
+ الخط -
أطلق المجاهدون الطيبون، الذين يسيطرون على مدينة إدلب، يوم الجمعة، منتصف أبريل/نيسان 2017، وابلاً من الرصاص ترحيباً بالمهجرين من بلدتي مضايا والزبداني.

وهنا، أعني إطلاق النار في هذه المناسبة، عمل شجاع، بل إنه عمل نادر لا بد للتاريخ أن يسجله في صفحاته المذهبة بحروف من نور، لأنه، مثل صواريخ دونالد ترامب، محمل بعدد كبير من الرسائل. أوَّلها، تقول للمهجرين إنَّ الهجرة عمل جيد، بل ومفرح، وما تركه الواحد منكم من منازل، وأراض، وشقاء العمر، وتحويشة العمر، كله لا شيء، اعتبروه فداء لأحذيتكم العتيقة، فالمهم أن يبقى رأس الإنسان سالماً، أو، كما يقول ابن عمتي أبو رشيد: "سلامات يا راس". 

والرسالة الثانية تقول، إن ما سمعتموه حينما كنتم تحت حصار المجرمين من آل الأسد والإيرانيين وحزب الله من مزاعم عن المدن "المحررة" بأن سكانها طفرانون، وغلبانون، ويعانون من قلة المال والغذاء غير صحيح، فنحن أغنياء بفضل الله تعالى، بدليل أن ثمن الرصاصة الواحدة تكفي لإطعام رجل وامرأة وثلاثة أولاد وجبة واحدة. ومع ذلك، فكل مجاهد منا يضرب مشطين من الرصاص، أو ثلاثة، في الهواء.


ومع ذلك، فإن الناس لا يجوعون، وهذا فضل من الله تعالى، ومن المنظمات الإنسانية الأوروبية التي أقل ما يقال فيها إنها كافرة، ومع ذلك فهي لا تُقَصر في تقديم المساعدات للناس. والرسالة الثالثة، موجهة لأطفالكم الذين عوَّدهم ابن حافظ الأسد وحلفاؤه على أصوات القذائف المدفعية والبراميل المتفجرة، وأما نحن فأحببنا أن نترغل لهم بالبارودة الروسية (لعنة الله على الروس طبعاً) لكي تعتاد آذانهم على الرشرشات الرصاصية الموسيقية العذبة، والرسالة الرابعة تقول لكم إننا معكم، ووراءكم طال الزمان أم قصر، وأنتم تعلمون، سادتي، أن إخوتكم المجاهدين، وإيانا نعني، هم الذين قايضوا عليكم، وهيؤوا لكم الظروف حتى وصلتم إلى هنا آمنين، مما يعني أن تطمئنوا وتضعوا أيديكم وأرجلكم في الماء البارد. فإذا تعرضتم لأي خطر هنا، نحن مستعدون أن نوقع لكم صفقة أخرى تنقلكم إلى مكان آخر. فإذا أعجبتكم هذه الآراء والرسائل والأفكار وأفرحتكم، خبرونا لكي نفرح معكم ونطلق لأجلكم وابلاً آخر من الرصاص. وأهلاً وسهلاً بكم.  
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...