إصرار على الاحتفال بالعيد في مصر

إصرار على الاحتفال بالعيد في مصر

23 مايو 2020
كعك العيد في المنزل (زياد أحمد/ Getty)
+ الخط -

لن يكون عيد الفطر في مصر هذا العام كما كان يوماً، في ظلّ عدم القدرة على التواصل وتبادل الزيارات، أو أداء صلاة العيد وتقبيل الأطفال ورؤوس الآباء، على خلفية أزمة كورونا. ولن يتبادل المصريون من جيران وأقارب الكعك في ما بينهم في ظل جائحة كورونا التي فرضت إجراءات صارمة غيّرت عادات الناس وتقاليدهم. على الرغم من ذلك، تبحث عدد من العائلات المصرية عن أي فرصة للفرح في ظل التباعد الاجتماعي. 

لم تتخلّ منى محمد عن إعداد الكعك والبسكويت والحلوى خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، استعداداً لاستقبال العيد. تقول: "أعددت الكعك المنزلي حتى يكون حاضراً على مائدة الطعام مع الشاي، وحتى أرسله لأبنائي المتزوجين، ليحتفلوا مع أطفالهم ببهجة صباح يوم العيد الأول". وحرصت منى هذا العام على إعداد الكعك على الرغم المجهود الكبير الذي بذلته. تقول: "من الأفضل إعداده في المنزل بدلاً من شرائه من المحلات، خشية عدم حرص من يعدّه على النظافة، أوعدم تعقيم العلب والمغلّفات". كذلك، لم تنس منى نقع الترمس والحمص ليكونا جاهزين في صباح أول يوم عيد، التزاماً بالتقاليد المصرية الأصيلة. كما أعدت عجينة الطعمية المنزلية لوضعها على المائدة في اليوم نفسه، في ظل الشوق لها طوال شهر رمضان.

أما عبير مصطفى، وهي أم لطفلين، فتوضح أنها اشترت هدايا العيد في منتصف شهر رمضان. تقول: "اشتريت هدايا العيد مبكراً، ووضعتها في أكياس قديمة وتركتها على الشرفة تحت أشعة الشمس مدة يومين لتعقيمها، ثم خبأتها حتى لا يراها الأطفال. هكذا أضمن خلوها من الفيروس الذي يبقى على الأسطح لبعض الوقت". وتنوي تغليفها بشرائط وأوراق هدايا موجودة لديها منذ فترة طويلة".



على عكس عبير، خافت سارة علي من شراء الهدايا، علماً أنها اعتادت شراءها لأبناء شقيقاتها كل عيد. تقول: "من الصعب شراء الهدايا وتعقيمها وتغليفها وإبقائها معقمة، ولا أريد المخاطرة في ظل انتشار الفيروس في مختلف المحافظات المصرية". لذلك، قرّرت سارة هذا العام الاكتفاء بإعطاء أطفال العائلة عيديات (مال) بعد تعقيمها جيّداً، ثمّ إعداد أظرفة صغيرة يدوية لوضع النقود فيها وإعطائها للأطفال صبيحة يوم العيد. والعيدية عادة سنوية تكون عبارة عن نقود أو هدية أو حلوى أو غيرها، تعطى للأطفال في عيدي الفطر والأضحى، وتعود هذه العادة العربية الإسلامية إلى قرون قديمة.

في المقابل، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أفكار مختلفة، سعياً إلى الفرح في ظل هذا المناخ شديد التوتر والقلق. أفكار يمكن تنفيذها داخل الأسر ومع الأطفال. وكتبت نانسي مروان على "فيسبوك": "لن نترك العيد يمر كأي يوم عادي، وهذه مجموعة من الأفكار التي يمكن تنفيذها بسهولة: زينوا البيوت إحتفالاً بقدوم العيد، حضروا الكعك والبسكوت والبيتيفور والغريبة، كبّروا تكبيرات العيد بدءاً من مغرب آخر يوم رمضان... اسهروا مع بعض في البيت... لب سوداني (فستق) ومكسرات... ما تنسوش (لا تنسوا) حمام (الاستحمام) العيد. دوش متين كدا ونلبس لبس جديد (ارتداء ثياب جديدة). نصلي صلاة العيد جماعة في البيت ولو في البلكونة (على الشرفة) أحسن. نكلم كل قرايبنا (نهاتف أقرباءنا) نعيد عليهم (لمعايدتهم) بعد الصلاة. نكلم (نهاتف) أهلنا فيديو ونشوفهم (نراهم) ونفرح معاهم بالعيد. نجيب (نجلب) لعب جديدة للأطفال. الفرحة بالعيد ولبس (ثياب) جديد وصلاة العيد دول (هذه) شعائر وسنن بناخد عليها ثواب والمفروض نعملها للفرحة بالعيد".



من جهتها، كتبت روان عماد، هي الأخرى، مجموعة من الأفكار للاحتفال بالعيد، من خلال حسابها على "فيسبوك"، ودعت القراء لمشاركته وتداوله. ومن بينها، "انفخو البلالين (البالونات) بمنفاخ ووزعوهم على الجيران، العيلة (العائلة) كلها تعمل كعك العيد زي زمان (كما في الماضي) حتى لو كمية صغيرة على أغنية (مع الاستماع إلى أغنية) يا ليلة العيد، نلبس لبس جديد ونصلي العيد في البلكونة (الشرفة) ونطير بلالين (نطلق البالونات إلى السماء). ملايات (أغطية) للسراير (للأسرة) جديدة... نزين مدخل العمارة. نعمل فطار مختلف ومميز ونفطر مع بعض، نوزع شوكولاتة ملفوف فيها عيدية بشريطة ونوزعها على أولاد حراس العماير (العمارات) حوالينا بالعربية. نشتري ورد طبيعي وزرع (نباتات) ونحطه في زهريات في البيت وعلى البلكونة. نشوي على البلكونة كلنا مع بعض الولاد هيحبو (سيحبون) التجربة أوي (كثيراً)".