إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

03 يوليو 2018
هيدي كايل/ ألمانيا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة والتاريخ والترجمة والدراسات الفكرية والسياسية والشعر والمذكرات والنقد وتاريخ الأدب.

■ ■ ■

ضمن مشروع "آشوربانيبال للثقافة 9"، صدر حديثاً كتاب "هرقل.. المؤثرات الرافدينية في صورة البطل" للباحث العراقي محمد حسين النجم الذي يقارب التصوير الشعري في الأسطورة بكونه ليس مجرّد سرد لقصة رمزية، وأن ثمة تداخلاً بين الشعر والحقيقة وبين الأسطورة والواقع. يقف الكتاب عند تشكّل صورة البطل في بلاد الرافدين التي استندت إليها أساطير حضارات لاحقة، وأهمها البطل الإغريقي هرقل الذي يقترب في تكوينه من جلجامش، فكلاهما له أصل إلهي واتخذ صديقاً مقرّباً منه، كما يشير إلى وجود الكثير من تفاصيل المتشابهة في حياتهما المفترضة.


"حكاية داخل حكاية" عنوان كتاب الروائي التركي أحمد أوميت (1960) الذي صدرت ترجمته حديثاً عن "الدار العربية للعلوم ناشرون"، ونقله إلى العربية عبد الرحمن النجار. يعود المؤلّف إلى التراث القصصي الشعبي في بلاده، لكنه اختار في هذا العمل تقديم مجموعة من الحكايات التي تتحدث عن أبطال يواجهون كثيراً من المصاعب وهم يبحثون عن لغز الحياة ومعناها النهائي، في أسلوب تعليمي، حيث يشير في مقدمته إلى أنه قرّر الرجوع إلى تلك الروايات التي كانت تقصّها أمه عليه، والتي سمعتها بدروها عن رواة آخرين في مدينة غازي عينتاب في الجنوب التركي.


عن "دار الآفاق العربية"، صدر كتاب "اتجاهات النقد الأدبي عند أبي حيان التوحيدي: الاتجاه اللغوي والجمالي والموضوعاتي" للباحث علي عبد الجليل علي، الذي يتناول نشأة النقد في القرن الرابع الهجري وصلة التوحيدي به وباللغة عامة كما طرحها في مؤلفاته، بدءاً من المستوى الصوتي والمستوى المعجمي وانتهاءً بالمستوى النحوي التركيبي. يقارب الكتاب أيضاً الفكر الجمالي عند التوحيدي، وكيف ظهر الجانب التنظيري لديه المتأثر بالفلسفة، والمزاوجة بين التنوّع والتخصّص، كما يقدّم دراسة تطبيقية لمفاهيم الموضوعاتية كما وردت عند صاحب "الإمتاع والمؤانسة".


"عالم جديد خطير: نهاية العولمة، عودة التاريخ" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "منشورات جامعة ييل" الأميركية، للباحث ستيفن د. كينغ، الذي يطرح تصوراته حول مصير العالم الجديد الذي بدأ منذ بداية الثمانينيات مع حقبة النيوليبرالية، التي يعتقد أنها شارفت على الأفول. يرى كينغ أن مبادئ التجارة الحرة واقتصاد السوق المفتوح أفضى إلى معدلات مخيبّة في النمو في جميع أنحاء العالم الغربي، وأنه لم يكن الطريق الأفضل للازدهار والرفاه، وأن دولاً عديدة لم تعد مستعدة اليوم للتضحية بمصالحهم الوطنية أملاً بتحقيق نمو كانت قد وعدت به مواطنيها سابقاً.


صدر حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" كتاب "استعادة الخلافة: تفكيك الاستعمار والنظام العالمي" لأستاذ علم الاجتماع سلمان سيد، بترجمة محمد السيد بشرى. يتعرّض الكاتب لتفاعلات الإسلام والسياسي في سياق عالم ما بعد الاستعمار، حيث يقارب كيفية مناقشة مطالب الاستقلال الإسلامي المرتبطة بمصطلحات الديمقراطية والنسبية الثقافية والعلمانية والليبرالية، ويأتي بعد إصداره السابق "الخوف الأصولي- المركزية الأوروبية وبروز الإسلام" الذي قدّم فيه قراءة الهويات السياسية الإسلامية المعاصرة كعلامة هبوط للمركزية الأوروبية.


يستعيد الكاتب فهمي عبد السلام في كتابه "مذكرات الغرفة 8" الصادر حديثاً عن "دار المحروسة"، تلك الغرفة في الطابق السابع في "المعهد القومي للأورام" التي قضى فيها الشاعر المصري الراحل أمل دنقل (1940 – 1983) آخر عام من حياته وكتب فيها قصائده الأخيرة. إلى جانب استعادة المؤلّف للعلاقة التي جمعته مع صاحب "العهد الآتي"، يقدّم شهادة على قاهرة السبعينيات التي كانت لا تزال عالقة في هزيمة حزيران/ يونيو 1967، وما أصاب الواقع الثقافي المصري من اضطرابات عدة مهّدت لمرحلة جديدة من تراجع دور المثقف ومكانته في المجتمع المصري.


عن "دار نوفل – هاشيت أنطوان"، صدرت حديثاً رواية "أرض المؤامرات السعيدة" للكاتب اليمني وجدي الأهدل، التي يتتبّع فيه صحافياً شاباً موالياً للسلطة يكلّف بتغطية قضية اغتصاب شيخ لطفلة صغيرة، فيجد نفسه مضطراً لتشويه الحقائق والتلاعب بالرأي العام لمصلحة الجاني، حيث يمنحه الأخير هبة وأعطيات بعد أن تتمّ تبرئته. ثم تدور الأحداث فتُسند إلى الصحافي إدارة جريدة معارضة بعد اختطاف طاقم تحريرها، ضمن خطة تنفّذها أجهزة النظام لضرب المعارضين السياسيين عبر أدواتها، وفي لحظة معينة تتخلّى عنه وتدمّر سمعته، فيخسر عائلته وعمله وحياته.


صدر حديثاً عن دار "بيبرباك" كتاب بعنوان "إميلي برونتي.. إعادة تقييم" للناقدة الإيرلندية كلير أوكالاهان، التي تحاول أن تقارب سيرة الكاتب البريطانية (1818 – 1848) بصورة جديدة تخالف تلك الراسخة حولها لدى مؤرخي الأدب وتغلب عليها السلبية، خاصة في ما يتعلّق بتقليديتها وعنادها وأنها كانت تفضل أن تبقى وحيدة بعيدة عن الناس. ترى الكاتبة أن المرحلة التي عاشت بها برونتي طبعتها كامرأة غريبة الأطوار، بينما تبدو هي أقرب إلى الخجل والتحفظ وعدم إطلاق الأحكام على غيرها، وكذلك الحرج من الانفتاح على المجتمع الذي لم يكن يتقبلها آنذاك بهذه الصفات.

دلالات

المساهمون