إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

08 مايو 2018
أدريانا روستوفسكي/ الأوروغواي
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفكرية والفلسفية والاقتصادية والجغرافية والمراسلات الأدبية.

■ ■ ■

صدر حديثاً عن "الدار المتوسطية" في تونس كتاب "ليبيا التي رأيت.. ليبيا التي أرى" للباحث التونسي المنصف ونّاس، الذي ينطلق من إشكالية محورية حول إمكانية القطع علمياً مع القراءة "الأزموية" لمرحلة ما بعد 2011 في ليبيا والانطلاق نحو مرحلة جديدة؟ وما هي الموارد التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقيمية التي يملكها المجتمع الليبي والتي تؤهله لإعادة البناء وتجاوز حالة الإخفاق؟ ينقسم الكتاب إلى فصلين، أولّهما "جذور الأزمة والإخفاق والعنف في المجتمع الليبي"، وثانيهما "المدنية الليبية الجديدة: شروطها ومتطلباتها وكيفية إعادة البناء".


"العراق الجغرافي: مطالعات وافية في الأدب الجغرافي العربي- الإسلامي" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار الفارابي" للباحث العراقي آوات اسعدي، الذي يعود فيه إلى أصول مفردة "العراق" ومعانيها وتطوّر هذه التسمية في العصور القديمة، وهي المسألة التي ظلّت حاضرة حتى العصر الحديث في التنظير السياسي والاجتماعي حول أرض السواد والجزيرة. يتتبّع المؤلّف الحدود الجغرافية لتلك التسمية في الأدب الجغرافي العربي الإسلامي منذ بداية الحضارة الإسلامية لغاية القرن الرابع عشر ميلادي، وتحليل نشأة المصطلح وسياقاته المعرفية والعلمية.


يعود الباحث علي عبد الحليم علي في دراسته "مفهوم الشر في مصر القديمة"، الصادرة حديثاً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" إلى نصوص عديدة توضّح كراهية المصريين القدماء للفوضى، حيث اعتبروها "انتكاسة في الخلق"، وعبّروا عنها بكلمة بليغة هي كلمة "إسفت" التي تعني "جميع الشرور والفساد"، كما عددت تلك النصوص وسائل التخلّص من هذه الفوضى، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي أو حتى المستوى الكوني. يقدّم الكتاب عرضاً تحليلياً لأفكار المصريين القدماء حول بنية الشر وتمظهراتها، وما يندرج تحتها من معان ودلالات.


في كتابه الجديد "الدولة والمجتمع.. هلاك القرى وازدهار المدن" الصادر عن "دار الساقي" في بيروت، يُكمل المفكر السوري محمد شحرور مشروعه الذي ابتدأه في إعادة المركزية للخطاب القرآني عبر تناول جملة من المفاهيم المؤسسة للدولة والمجتمع، في محاولة لاستقراء الواقع العربي بعد زمن طويل من الجمود والانغلاق الفكري، حيث يطرح مسائل مثل: الحرية بين المفهوم والتطبيق، وأزمة الديمقراطية قديماً وحديثاً، والاستبداد في مجتمع أحادي يحمل بذور هلاكه في ذاته، وكيف يعطي الأسباب للخارج للتدخّل، كما الحال بالنسبة إلى الاستعمار وغيره من أشكال التدخّل.


تحت عنوان "بيكاسو كوكتو: مراسلات 1915-1963" أصدرت دار "غاليمار" مؤخراً، مراسلات الشاعر والكاتب المسرحي مع أحد أهم فناني القرن العشرين، ضمن سلسلتها "فن وفنانون". تتضمّن الرسائل بين بابلو بيكاسو (1881-1973) وجان كوكتو (1889-1963) 450 وثيقة منها تخطيطات نادرة وتعليقات متبادلة بينهما حول المدارس الفنية ومشاريعهما الخاصة وحياتيهما، وتنتهي هذه الرسائل بعام رحيل كوكتو. تتضمن المراسلات الأولى قصة التعاون بين كوكتو وبيكاسو في عرض "موكب" (1917) الذي كتبه الأول وصمّم أزياءه الثاني. تعتبر المراسلات مدخلاً لفهم تلك الحقبة فنياً وثقافياً.


"متاعب في القبيلة"، كتاب لأستاذ العلوم السياسية دوف واكسمان، صدر حديثاً ضمن منشورات "برينستون" ويتناول التحول الذي يحدث داخل يهود أميركا تجاه "إسرائيل". يلفت الكاتب إلى أن أعداداً متزايدة من اليهود الأميركيين أصبحوا أقل رغبة في دعم "إسرائيل" وأكثر استعداداً لانتقادها علناً. ويرى أن الجدال داخل هذا المجتمع، خاصة فئة الشباب، أصبح مختلفاً أكثر من أي وقت مضى حول السياسات الإسرائيلية، وزاد التعبير عن القلق من "معاملة إسرائيل للفلسطينيين". يرى الكاتب أن حقبة جديدة من الصراع الأميركي اليهودي على إسرائيل تحل محل عصر التضامن القديم.


"جمهورية الحروف العربية: الإسلام والتنوير الأوروبي"، عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "هارفارد" من تأليف ألكسندر بافيلاك، المتخصّص في تاريخ الثقافة في أوروبا. يعود الكتاب إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، والكيفية التي وضعت بها جماعة من العلماء المسيحيين الأساس للفهم الغربي الحديث للحضارة الإسلامية. يتناول الكاتب كيف قدّم هؤلاء أول ترجمة دقيقة للقرآن، وكتبوا التاريخ الإسلامي باستخدام المصادر العربية، ويكشف تأثر المثقفين الكاثوليك والبروتستانت بالإسلام وانعكاس ذلك على التنوير الأوروبي خصوصاً في الترجمات من العربية.


"ما بعد الكولونيالية" كتاب المفكر البريطاني روبرت يونغ صدر عن "دار الحوار" بنسخة من ترجمة عدنان حسن. يلتفت الكتاب إلى التاريخ الثوري للعالم غير الغربي وكفاحه المستمر منذ قرون لإطاحة الهيمنة الغربية، منذ بداية القرن الثامن عشر وحتى النصف الأخير من القرن العشرين. ويقف عند "نظرية ما بعد الكولونيالية" وكيف أظهرت هذه أصواتاً ثقافية مؤثرة تتحدى الأساس الذي أقامت عليه مجتمعات أوروبا وأميركا الشمالية تمثيلاتها لنفسها وللآخر، والتاريخ وفقاً لوجهة نظرها. يعود الكتاب لأعمال المفكرين إدوارد سعيد والجامايكي ستيوارت هول وآخرين.

المساهمون