إصابات باعتداء الاحتلال الإسرائيلي على تظاهرات رافضة لـ"صفقة القرن"

إصابات باعتداء الاحتلال الإسرائيلي على تظاهرات رافضة لـ"صفقة القرن" في الضفة

القدس

العربي الجديد

العربي الجديد
رام الله

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
31 يناير 2020
+ الخط -
أصيب متظاهرون فلسطينيون، بعد ظهر الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات وتظاهرات سلمية انطلقت على الرغم من الأجواء الماطرة والباردة في عدة محافظات من الضفة الغربية، رفضاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، فيما وصفها خطيب المسجد الأقصى بـ"الفاشلة والخاسرة".

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 97 فلسطينياً خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، بينها 18 إصابة نقلت إلى المستشفيات والبقية عولجت ميدانياً.

وقمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية في قرية عاطوف في الأغوار الشمالية الفلسطينية، شرقي الضفة الغربية، خرجت ضد إعلان الاحتلال نيته ضم مناطق الأغوار، ما أوقع عدة إصابات بالاختناق الشديد والرضوض.

وأفاد مسعفون لـ"العربي الجديد" بأن الطواقم الطبية نقلت مصاباً إلى مستشفى مدينة طوباس القريبة، شمال شرق الضفة، جراء الاختناق الشديد الذي أصيب به وفقدانه الوعي بعد إطلاق جنود الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المسيرة السلمية، مضيفين أن عدداً كبيراً من المشاركين تعرضوا للاختناق أيضاً، وتمت معالجتهم ميدانياً. إضافة إلى ذلك، أصيب متظاهرون برضوض جسدية بعد اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب المبرح.

وأعلنت لجان المقاومة الشعبية في الأغوار عن تنظيمها فعاليات يومية منددة ورافضة لـ"صفقة القرن" وإعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها فرض سيطرتها الكاملة على الأغوار وضمها إلى دولة الاحتلال.

من جهة ثانية، احتجزت قوات الاحتلال على أحد الحواجز العسكرية الموصلة للأغوار، منذ ساعات الصباح، أربع حافلات تضم نحو 200 شاب من الملتقى الفلسطيني للاستكشاف والتصوير، كانوا في طريقهم لجولة سياحية في منطقة الساكوت بالأغوار.

وقال مسؤول الملتقى رشيد لفداوي إن جنود الاحتلال أوقفوا الحافلات القادمة من نابلس ورام الله، ودققوا في هويات الركاب ليتم منعهم من مواصلة الطريق.

وفي وسط الضفة الغربية، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية شارك فيها المئات من النشطاء والأهالي رفضاً لصفقة القرن في قرية بلعين، غرب رام الله، حيث انطلقت المسيرة من أمام مسجد بلعين الكبير باتجاه جدار الفصل العنصري.

وأشعل الشبان الإطارات المطاطية قرب الجدار، ورفعوا أعلام وخارطة فلسطين التاريخية، وكتبوا عليها "فلسطين ليست للبيع"، ورددوا هتافات رافضة لـ"صفقة القرن"، وبعد وصول المشاركين بالمسيرة إلى مكان قريب من الجدار قمعتها قوات الاحتلال وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى لاندلاع مواجهات.


وأكد الناشط في المقاومة الشعبية أحمد أبو رحمة لـ"العربي الجديد" قائلاً: "لن تمرّ صفقة القرن بكل الأحوال، هناك العديد من المؤامرات ضدّ الشعب الفلسطيني وأفشلها بجهده ونضاله وكفاحه، فنحن مستمرون بالنضال من أجل إفشال هذه المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وبوحدتنا سوف نستمر وننتصر".

من جهته، أفاد الناشط في المقاومة الشعبية منذر عميرة لـ"العربي الجديد" بأنه "حتى لو كانت صفقة القرن أمراً واقعاً، فإن الشعب الفلسطيني رفع صوته عالياً ضد هذه الصفقة التي تحاول بشكل جدي مصادرة حق الشعب الفلسطيني، لكن حق شعبنا لن يأتي من خلال المجتمع الدولي ولا من خلال هذا القرار الظالم، بل حقه سيأتي من خلال تعزيز المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية التي يجب أن تتجسد بوحدة الدم الفلسطيني".

وأضاف عميرة: "سنستمر بنضالنا ومقاومتنا من أجل الحرية والتحرير، ويجب أن تكون التحركات بوحدة الشعب الفلسطيني وتطوير المقاومة الشعبية"، مشدداً على أن كل جهد يبذل في تحركات الشعب الفلسطيني هو جزء من الرفض لهذه الصفقة المشؤومة.

إصابات في مسيرة جدار الفصل العنصري

من جانب آخر، أصيب العشرات من الفلسطينيين، بينهم خمسة بجروح بالرصاص المطاطي، والباقون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت من أمام مسجد قرية بدرس، غرب رام الله، باتجاه منطقة جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالقرية، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بهتافات رافضة للصفقة وداعية لإسقاطها.

وأكد منسق هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية نعيم مرار، لـ"العربي الجديد"، أن "مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة ضد صفقة القرن، بمشاركة أهالي بدرس والقرى المجاورة، وتوجهت إلى منطقة الجدار، لكن قوات الاحتلال قمعت المشاركين فيها وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، ما أوقع 5 إصابات بجروح بالرصاص المطاطي، والعشرات بحالات اختناق"، موضحاً أن جميع الإصابات عولجت ميدانياً، فيما لا تزال المواجهات مستمرة هناك.

إلى ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 48 فلسطينياً في مواجهات متفرقة في عدة مدن وقرى فلسطينية بالضفة الغربية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينها إصابات بالاختناق بالغاز وبجروح بالرصاص المطاطي، جرى نقل بعضها للمستشفيات، ووصفت الإصابات بالمتوسطة والطفيفة.

وأصيب شاب فلسطيني من قرية مادما، جنوب نابلس، شمال الضفة، بعيار ناري بالقدم إثر مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في القرية، حيث أكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت القرية، لحماية مجموعة من المستوطنين الذين هاجموا منازل الفلسطينيين.

من جهة أخرى، دارت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل بلدة بيتا، جنوب نابلس، حيث قال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن "جيش الاحتلال موجود في المنطقة منذ ساعات الصباح الباكر، ويوقف السيارات ويستفز المواطنين"، موضحين أن عدداً كبيراً من الشبان رشقوا الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء.

وفي قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة، أصيب عدد من المتظاهرين الفلسطينيين بالاختناق الشديد جراء استنشاق الغاز السام الذي أطلقه جنود الاحتلال باتجاه المشاركين في المسيرة الأسبوعية التي خرجت في القرية للمطالبة بفتح الشارع الرئيسي فيها، والمغلق منذ سنوات طويلة. وأوضح منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي في حديث لـ"العربي الجديد" أن مسيرة اليوم تحمل شعار "لا لصفقة العار"، في دلالة على رفض الفلسطينيين لخطة ترامب.

وتابع اشتيوي أن "مسيرة هذا الأسبوع تأتي انسجاماً مع الفعاليات المختلفة على مستوى الوطن، والتي تدعو إلى التصدي لكافة المشاريع والمؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية".

وفي قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، اندلعت مواجهات بين أهالي القرية وقوات الاحتلال، ما أدى إلى إصابة شاب بجروح في الكتف، فيما اندلعت مواجهات أخرى بين الشبان وجنود الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينتي البيرة ورام الله دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وإلى الجنوب من الضفة الغربية، أصيب الناشط الإعلامي محمد عوض برصاصة مطاطية في القدم خلال تغطيته مواجهات مع الاحتلال عقب صلاة الجمعة، في بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، حيث أصيب شبان بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

كذلك أصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق وخمسة آخرون بجروح بالرصاص المطاطي، تمت معالجتهم ميدانياً، إضافة إلى اعتقال 3 شبان خلال مواجهات اندلعت عقب مسيرة في مخيم العروب، شمال الخليل، وفق رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العروب أحمد أبو الخيران، في حديث لـ"العربي الجديد".

بينما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.

من جانب آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وشابان آخران بجروح بالرصاص المطاطي، وتم اعتقال أحد الشبان، وذلك خلال مواجهات اندلعت على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، وذلك عقب أداء صلاة الجمعة على أراضٍ بالقرب من مستوطنة "بيريد يريحا" المقامة على أراضي الفلسطينيين في جنوب أريحا.

وانطلق المصلون بمسيرة رافضة لصفقة ترامب باتجاه المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، وفق ما أكده الصحافي عادل أبو نعمة، من أريحا، في حديث لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال حاولت منع الصحافيين من التغطية، بينما ذكرت مصادر صحافية أن مواجهات اندلعت في مخيم عقبة جبر في أريحا بعدما لاحقت قوات الاحتلال الفلسطينيين هناك.

رسائل مفتي فلسطين

على صعيد آخر، دان مفتي فلسطين، الشيخ محمد حسين، عدوان الاحتلال الجديد على الأقصى والمصلين فيه، فجر اليوم، محذراً من تبعات العدوان المستمر على الأقصى وتدنيس مصلياته، فيما حيا أبناء القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 لدفاعهم عن الأقصى وتمسكهم به وبحمايته. وشدد على أن "صفقة القرن" صفقة خاسرة وفاشلة سيتجاوزها التاريخ وسيسقطها الشعب الفلسطيني بوحدته ومقاومته وقوة أبنائه.

وأعرب المفتي عن تنديده بالمتاجرين بالقضية الفلسطينية من الأنظمة العربية، مؤكداً رفض الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية لصفقة العار التي كانوا شركاء فيها، ووجه بهذا الشأن عدة رسائل، أولاها دعوة الشعب الفلسطيني إلى توحيد كلمته وصفه لتحدي هذه الصفقات وإحباطها.


أما الرسالة الثانية فوجهها مفتي فلسطين إلى الأمة العربية والمجتمعين في القاهرة، غدا السبت، ودعا فيها إلى إدراك حجم المؤامرة على فلسطين وشعبها والاتعاظ مما جرى في العراق وسورية، بينما دعا منظمة المؤتمر الإسلامي إلى القيام بواجباتها في الدفاع عن القدس والأقصى.

وأدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة الجمعة، اليوم، في المسجد الأقصى وسط إجراءات وتدابير احتلالية مشددة. وبعد صلاة فجر، أطلق عليها ناشطون تسمية "فجر الصادقين"، شارك فيها الآلاف، هاجمتها قوات الاحتلال بالرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة 10 شبان بالرصاص، واعتدت بالضرب على عشرات الأشخاص واعتقلت 3 شبان آخرين.

(شارك في التغطية: سامر خويرة، محمد محسن، فاطمة مشعلة، جهاد بركات، محمود السعدي)

ذات صلة

الصورة
الصحافية هند خضري (علي جاد الله/ الأناضول)

منوعات

في اليوم الدولي للمرأة، تتحدث صحافيات ميدانيات في غزة عما يعشنه كنساء وكعاملات في هذه المهنة قررن ألا يتوقفن عن توثيق حرب الإبادة الإسرائيلية على شعبهن.
الصورة

سياسة

رفع مدافعون عن حقوق الإنسان وعن الفلسطينيين في كندا، يوم الثلاثاء، دعوى قضائية ضد الحكومة الاتحادية لمنعها من إصدار تصاريح للشركات لتصدير السلاح لإسرائيل.
الصورة

سياسة

الاحتلال الإسرائيلي كان يعلم بخط تحرك قافلة المساعدات التي دخلت شمال غزة فجر يوم الخميس الماضي، والتي انتهت بمجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال في غزة
الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.

المساهمون