إسماعيل هنّي: رحيل عن الموسيقى الأندلسية
في العام 1997، أسّس الموسيقى الجزائري إسماعيل هنّي "جمعية الانشراح" المتخصّصة في الموسيقى الأندلسية، بعد انفصاله عن "جمعية السندسية" التي أسّسها في الثمانينيات. ومنذ ذلك الحين، استمر في تدريس وتدريب شباب الفرقة حتى غادر عالمنا مساء أمس الخميس.
يُعدُّ الفنّان الراحل واحداً من الأسماء البارزة في الموسيقى الأندلسية بالجزائر، وهو إضافةً إلى ذلك كان أحد الفنّانين الذين كرّسوا حياتهم للحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية وتعليمها لأجيال من الموسيقيّين الجزائريّين.
وُلد هنّي (1946 - 2020) في حيّ القصبة العريق بالجزائر العاصمة، ونشأ في جوّ موسيقيّ؛ حيث كانت عمّته جِيدة مطربةً أمازيغية معروفة، وهو ما أسهم في شغفه بالموسيقى التي سيدرسها في معهد الموسيقى قبل أن يُدرّس فيه لاحقاً إلى جانب أساتذة بارزين في الموسيقى الأندلسية؛ مثل عبد الكريم دالي وعبد الرزاق فخارجي وبوجمعة فرقان.
في بداية السبعينيات، انضمّ الموسيقي الراحل إلى فرقة "العمل الثقافي للعمّال" التي نشطت في مجال المسرح الشعبي خلال الستّينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وكانت تضمُّ أسماء ثقافية بارزة على غرار علي زعموم وأحمد عسلة وكاتب ياسين؛ حيث شارك كموسيقي في عدّة أعمالٍ مسرحية قدّمتها الفرقة في تلك الفترة؛ مثل: "محمد خُذ حقيبتك"، و"فلسطين جرت خيانتها"، و"حرب الألف سنة"، وهي الأعمال التي عُرضت عدّة مرّات خلال جولات فنّية في الجزائر وفرنسا.
أسّس هنّي في بداية الثمانينيات "جميعة الفخارجية"، قبل أن يؤسّس عام 1968 "جمعية السندسية" التي سيغادرها نهاية الثمانينيات ليُطلق "جمعية الانشراح" التي ترأّسها منذ ذلك الوقت. ومن المعروف أنَّ الموسيقى الأندلسية التي تُؤدّى بشكلٍ جماعي تُمارَس ضمن فرق موسيقية تتّخذ من الناحية الإدارية شكل جمعية موسيقية.
وإذا كانت الموسيقى الأندلسية تتشكّل من 11 نوبةً (إضافةً إلى 13 نوبةً ضائعة)، فقد استطاع إسماعيل هنّي تأليف نوبة جديدة عام 1994 بالاشتراك مع الموسيقي الفرنسي ميشيل مونتانارو، قبل أن يؤلّف ما أسماه اوّل نوبة مغاربية في الموسيقى الأندلسية بعد سنة من ذلك.
