إسماعيل بناصر... سرقة مشروعة

11 يوليو 2020
+ الخط -

عرف تاريخ كرة القدم العالمية العديد من المحطات في سوق الانتقالات، يمكن أن تسمى بالسرقة المشروعة، حين تنجح بعض الأندية في انتداب مواهب خارقة، لكن من دون الاضطرار إلى دفع مبالغ ضخمة، فمتوسط ريال مدريد الإسباني القوي، المكون من البرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش، والذي يعتبر عماد الفريق الذي حقق دوري الأبطال الأوروبية لعدّة مواسم على التوالي، يمكن أن يصنف ضمن خانات السرقات المشروعة من حيث القيمة الفنية مقارنة بالصفقات الأخرى.

المتتبع لمشوار الدولي الجزائري إسماعيل بناصر يجد أن كلّ محطاته كانت عبارة عن سرقات مشروعة، البداية كانت في نادي إمبولي الذي تمكن من سرقة جوهرة الوسط من أرسنال، بعد أن قررت إدارة الفريق اللندني تسريح الموهبة الشابة، مقابل الاحتفاظ بالمصري محمد النني، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق المستوى والعمر وهامش التطور بين اللاعبين، ليقود بناصر الفريق الإيطالي لتحقيق الصعود والالتحاق بكوكبة عمالقة "الكالتشيو".

السرقة المشروعة الثانية كانت لصالح نادي ميلان الإيطالي، الذي تمكّن من خطف بناصر قبل بداية كأس أمم أفريقيا، ونجح في الحصول على خدمات "بيرلو الجديد"، كما يصفه عشاق "الروسونيري"، فالأيام التي تلت هذا الإمضاء عرفت تألقاً منقطع النظير للاعب الشاب خلال كأس أمم أفريقيا 2019، حيث قاد الجزائر لتحقيق اللقب، وأي تأخر كان سيجعل الصفقة في خانة المستحيلات، بحكم العروض التي كانت ستتهاطل على اللاعب الذي قدم نفسه في مصر على أنه من طينة الكبار.

وأكبر سرقة مشروعة في تاريخ لاعب ميلان، كانت حصول المنتخب الجزائري على خدماته، كون اللاعب من أصول مغربية بحكم والده المغربي، وفرنسية بحكم مكان ميلاده، وجزائرية بحكم والدته، حيث كان قرار الاتحاد الجزائري بدعوته للمنتخب الأول، وهو لا يزال لاعباً في رديف نادي أرسنال، ضربة قوية منحت المنتخب الجزائري لاعباً شاباً يمتلك كلّ مقومات النجومية، وتجسد ذلك في كأس أمم أفريقيا 2019، حيث كان من أهم عناصر كتيبة المدرب جمال بلماضي، بل اختير كأحسن لاعب في الدورة، بشهادة الفنيين والنقاد عبر مختلف الشاشات خلال الدورة.

اليوم بناصر، صاحب الـ23 ربيعاً، يعتبر لاعباً في واحد من أعرق الأندية الأوروبية؛ الكبير ميلان، ونجم فوق العادة للمنتخب الجزائري، ومع ذلك لا يزال يمتلك هامش تطور كبير، وإمكانيات بدنية وفنية وحتى ذهنية، تمكّنه من اللعب في أكبر الأندية العالمية، فأي سرقة مشروعة سترفع الصغير بناصر إلى مصاف عمالقة  وسط الميدان في تاريخ كرة القدم؟

المساهمون