إسلام سليماني..في حضرة صيحة تكتيكية جديدة للرقم 9

إسلام سليماني..في حضرة صيحة تكتيكية جديدة للرقم 9

04 يناير 2016
+ الخط -

"عدنا من جديد إلى الصدارة، صحيح أننا فقدناها لفترة، لكننا نملك فريقا رائعا يستحق المنافسة، وجمهور متعاون إلى أقصى درجة"، هكذا كانت أولى تصريحات جورجي جيسوس، المدير الفني لسبورتينغ لشبونة، بعد الفوز على بورتو في قمة هذا الأسبوع من الدوري البرتغالي، ليتقدم فريقه إلى المركز الأول برصيد 38 نقطة، بفارق نقطتين عن بورتو صاحب المركز الثاني، وأربع نقاط عن بنفيكا، بعد مرور 15 جولة.

فخر الجزائر
يعتبر هذا الفوز مهما للغاية على صعيد الكرة البرتغالية، فالمدرب جورجي بات الرجل الأشهر محلياً في الدوري، بعد نجاحاته العريضة مع بنفيكا، رحل بكامل إرادته إلى الغريم الأبدي في العاصمة، ليقود سبورتينغ إلى صدارة النسخة الحالية، مع تألق لافت للجزائري إسلام سليماني، المهاجم الذي سجل هدفي الفوز أمام تنين الدراجاو في القمة الأخيرة.

يقدم سليماني مستوى مبهرا مع لشبونة، ورغم أرقامه المميزة هجوميا ودفاعيا، إلا أنه لا يحصل على حقه الطبيعي إعلاميا وجماهيريا، مقارنة بأسماء أخرى جزائرية وعربية في أوروبا، لذلك جاءت مباراة بورتو الأخيرة لتؤكد المجهود المثالي لصاحب القميص رقم 9 في كتيبة القائد جيسوس.

سجل سليماني هذا الموسم 10 أهداف في الدوري البرتغالي، مع هدف واحد في الدوري الأوروبي، بالإضافة إلى ثلاثة أهداف في باقي المنافسات، ليصل إلى الرقم 15 بعد مرور نصف الموسم تقريبا، مما يعني أنه على موعد مع رقم قوي في النهايات، إذا سارت الأمور على نفس الوتيرة.

طريقة اللعب
سليماني نموذج لرأس الحربة القديم، الذي ينجح في الشد والجذب، وبارع في الاحتكاكات مع قدرة على اللعب خلف الدفاعات وداخل القنوات بين الظهيرين وقلوب الدفاع. إنه نسخة حقيقية للمهاجم التقليدي رقم 9 على مر تاريخ اللعبة، والرهان على إسلام كان موّفقا بشدة، سواء مع الخضر أو لشبونة، لأنه قادر باستمرار على اللعب بمفرده في الأمام، أو بالتعاون مع لاعب آخر بجواره أو خلفه، لأنه متحرك غير ثابت، وناجح في الواجبات الدفاعية.

4-1-4-1 هي الخطة الأمثل لتألق سليماني، يلعب بها جيسوس في معظم المباريات، كذلك استخدمها طيب الذكر حاليلوزيتش من قبل في مونديال 2014 مع محاربي الصحراء، يحصل سليماني على تمريرات العمق، نتيجة وجود ثنائي من صناع اللعب أمام لاعب الارتكاز، كذلك يستقبل الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، مع تواجد ثنائي على الطرف في كل جانب.

المهاجم الجزائري لا يجيد المراوغات أو التفوق في موقف 1 ضد 1، لكنه يستغنى عن ذلك في سبيل العودة المستمرة إلى المنتصف، من اجل سد الفراغات أمام زملائه، بالإضافة إلى ضغطه على حامل الكرة من ارتكاز المنافسين، وبالطبع تبادله المراكز مع القادمين من الخلف، يعود إسلام بعض الشيء، في سبيل تقدم زميله مونتيرو إلى منطقة الجزاء، على خطى ياسين براهيمي في المنتخب.

أهداف متنوعة
أمام بورتو في لشبونة، سجل سليماني الهدف الأول من كرة رأسية، بعد استقبال الضربة الحرة المباشرة داخل منطقة الجزاء، من خلال تمركزه المثالي أمام المرمى، مع الارتقاء المثالي لأعلى، ووضع الكرة بكل مهارة وقوة في أقصى الزاوية، معلنا هدف التقدم لسبورتينغ، وكأنه مهاجم كلاسيكي من حقبة التسعينيات.

بينما في الهدف الثاني، تقمص سليماني شخصية المهاجم الحديث، من خلال سرعته من دون الكرة، وتحركه الذكي خلف المدافعين، ضاربا مصيدة التسلل في مقتل، ليستقبل تمريرة زميله صانع اللعب، ويتحول بشكل لافت من طرف المنطقة إلى العمق منفردا بحارس بورتو، قبل أن يضعها بكل أريحية داخل الشباك، من الكلاسيكية القديمة إلى المرونة اللا مركزية.

تكمن قيمة إسلام سليماني في تعدد مواهبه، إنه لاعب غير صانع جيد للفرص والأهداف، لكنه مناسب لأي صانع لعب أو خطة فنية، لأنه قادر على التمركز أمام المرمى، مع تحركه المستمر في كافة أرجاء الثلث الهجومي الأخير، ليثبت أنه مهاجم صريح في بعض الأحيان، وآخر حر في مباريات أخرى، هو باختصار مهاجم "كل الملاعب".