إسرائيل: لتحضير خطة بديلة للتعاطي مع الملف النووي الإيراني

إسرائيل: لتحضير خطة بديلة للتعاطي مع الملف النووي الإيراني

06 ديسمبر 2014
طالبت إسرائيل بإنهاء المفاوضات مع إيران (رونالد زاك/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من اعتبار إسرائيل الرسمية أن تمديد المفاوضات بين إيران والدول العظمى، وعدم التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، يمثّل انجازاً لها، إلا أن الدعوات تتعاظم فيها للانكباب خلال الفترة المقبلة على إعداد بدائل عمل للتعاطي مع الملف النووي الإيراني، سواء أسفرت المفاوضات في النهاية عن اتفاق، أو انهارت.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن وزير بارز في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن "إسرائيل قامت بجهود هائلة على كل الصعد، من أجل الحيلولة دون التوقيع على اتفاق نهائي، على اعتبار أن صيغة الاتفاق التي كانت مطروحة، سيئة بالنسبة لها".

ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن الوزير قوله إن "التوقيع على صيغة الاتفاق التي كانت مطروحة، كان يعني بكاء إسرائيل لأجيال. فقد كان هذا خطأً تاريخياً، ولم يكن لنا التسليم به. بالتالي، فإن هذا ما يجعلنا نشعر بالارتياح لعدم التوصل للاتفاق".

من ناحيته، يرى مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، الجنرال عاموس يادلين، أن "تمديد المفاوضات لمدة سبعة أشهر، يصبّ في صالح إسرائيل، لأنه يمنح حكومتها سبعة أشهر من أجل إعداد بدائل للتعاطي مع البرنامج النووي الإيراني، وفق النتائج التي ستنتهي إليها المفاوضات".

ففي ورقة بحثية نشرها المركز على موقعه على شبكة الإنترنت في 27 نوفمبر الماضي، أفاد يادلين، الذي شغل في الماضي منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، بأنه "يتوجب على إسرائيل اتخاذ قرارات صعبة في حال تم التوصل لاتفاق سيئ مع إيران أو في حال انهارت المفاوضات".

وأوضح أن "إسرائيل مطالبة ببلورة استراتيجية واضحة وجلية بشأن التعامل مع البرنامج النووي، تبعاً لنتائج المفاوضات". وأشار إلى "وجوب استغلال الأشهر السبعة المقبلة من أجل إعداد تلك الخيارات". وحذّر يادلين من أنه "في حال قبِل العالم أن يكون الاتفاق النهائي مع إيران مشابهاً للاتفاق المؤقت الذي تم إنجازه، فإن هذا يعني قبولاً عالمياً بمكانة إيران كدولة على حافة قدرات نووية، وقادرة على تطوير أسلحة نووية في غضون بضعة أشهر".
وفي السياق، يطالب الجنرال يعكوف عامي درور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحكومة الإسرائيلية بـ"تكثيف المطالبة بفرض عقوبات إضافية أكثر قسوة على إيران، إلى جانب التأكيد أن توجّهها للخيار العسكري، في حال فشلت المفاوضات أو أفضت إلى اتفاق سيئ، هو توجّه صحيح".

ففي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوم الاثنين، توقع درور، الذي شغل في الماضي منصب قائد لواء الأبحاث في "أمان"، أن "تقدم القوى العظمى المزيد من التنازلات لإيران في الاتفاق النهائي، وتوافق على تخفيف العقوبات عن إيران". وشدد درور على ضرورة أن "تستثمر إسرائيل جهوداً أكبر من أجل إقناع الكونغرس بالعمل ضد أي اتفاق مع إيران، يُمكن أن يوافق عليه الرئيس باراك أوباما".

ودعا إلى استمالة "نواب من الحزب الديموقراطي لتأييد موقف إسرائيل، على اعتبار أن تأييد الديمقراطيين مهم لنزع الشرعية عن مثل هذا الاتفاق". لكن معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، يسخر من النتائج "المتواضعة" التي حققتها جهود إسرائيل الهادفة لإحباط البرنامج النووي الإيراني.

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، يوم الاثنين، نوّه ميلمان أن "الجهود التي بذلتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومليارات الدولارات التي خُصّصت من أجل إجهاض المشروع النووي الإيراني، فشلت فشلاً ذريعاً".

وأوضح ميلمان أن "كل المؤشرات تدل على أن القيادة الإيرانية لم تخطط من أجل إنتاج أسلحة نووية، بل حرصت على تأمين الإمكانيات العلمية واللوجستية التي تُمكّنها من أن تكون دولة على حافة قدرات نووية، فتتمكن بالتالي من إنتاج السلاح النووي في حال قررت القيادة السياسية الإيرانية ذلك".

ويستنتج ميلمان أن "إيران، لا إسرائيل، هي مَن نجحت في تحقيق أهدافها". وكشف أنه "على الرغم من العمليات السرية المكثفة التي قام بها الموساد من أجل إفشال البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه تبيّن أن هذه العمليات فقدت عنصر التأثير التراكمي، ولم تؤثر في النهاية على نجاح إيران في تحقيق أهدافها".

ولفت إلى أن "قدرة إسرائيل على التأثير على مسار المفاوضات بين ايران والدول العظمى محدودة، على الرغم من ضجيج نتنياهو". وأشار إلى أنه "بخلاف رغبة إسرائيل، فإن القوى العظمى أقرّت بحق إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. وطالبت إسرائيل عملياً بتصفية البرنامج النووي الإيراني، لكن القوى العظمى تعتبر هذا الطلب غير واقعي، لذلك وافقت على مواصلة إيران الاحتفاظ بالآلاف من أجهزة الطرد المركزي".

دلالات

المساهمون