إسرائيل تقرأ عملية "ولاية سيناء": دورنا آتٍ

إسرائيل تقرأ عملية "ولاية سيناء": دورنا آتٍ

06 يوليو 2015
تؤمّن إسرائيل مصلحتها في حرب السيسي ضد الجهاديين(فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي أكّدت فيه إسرائيل تقديم مساعدات أمنية واستخبارية لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حرب سيناء، تنبّهت أوساط إسرائيلية متابعة إلى تطور الأداء القتالي لتنظيم "ولاية سيناء"، معتبرة أنّ هذا التطور يطرح تحدياً جدّياً للأمن القومي الإسرائيلي. وأوضح المعلق العسكري لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، أن أداء وسلوك عناصر "ولاية سيناء" خلال الهجمات الأخيرة التي شنّها التنظيم، شمال سيناء، يؤكد تعاظم المخاطر التي تهدد قدرة إسرائيل على حماية حدودها مع مصر وقطاع غزة.

وفي تحليله، أشار بن يشاي إلى تمكّن التنظيم من "غنم" دبابات مصفّحة، ما يمكّنه من توظيفها في اقتحام النقاط الحدودية والعمق الإسرائيلي وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في منطقة النقب. ونقل بن يشاي عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الفنون القتالية "المثيرة للانطباع" التي استخدمها عناصر التنظيم، تؤكد أنه بات من العبث التعامل معه على أنه مجرد "تجمع إرهابي". وأشار إلى أن التنظيم يجمع بين الفنون القتالية التي تستخدم في حرب العصابات والتكتيكات التي تستخدمها الجيوش النظامية، مشيراً إلى أن التنظيم لم يعد ينّفذ كمائن مسلحة، بل يشنّ حملات عسكرية منظّمة على مساحة واسعة من الأرض وضد أهداف كثيرة.

وأعاد بن يشاي للأذهان حقيقة أن التنظيم هاجم في العملية الأخيرة خمسة عشر موقعاً للجيش ومركزاً أمنياً مصرياً في شمال سيناء في آنٍ معاً، "ما يعني أن هذا التنظيم سيكون قادراً على إخراج هجوم مماثل ضد الحدود مع إسرائيل". وأوضح بن يشاي أن ما يقلق بشكل خاص حقيقة أن "ولاية سيناء" يدرك كيفية تحديد جملة من الأهداف الاستراتيجية ويجمع عنها معلومات استخبارية تمهيداً لضربها.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تترقّب وضع سيناء

من ناحيته، اعتبر المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، تؤكد أنّ عدد المنضوين تحت لواء "ولاية سيناء" بضع مئات من الأفراد، ومع ذلك، يعد أكثر أجنحة "تنظيم الدولة الإسلامية" فاعلية وأكثرها تصميماً. وفي تحليل حول العملية، نُشر يوم الجمعة، أشار هارئيل إلى أن "ولاية سيناء" حقّق نصراً واضحاً على الجيش المصري، مشدداً على أن صدى عمليات التنظيم سيتعاظم بشكل كبير بعد أن يقوم بعرض أشرطة فيديو توثّق هذه العمليات.

وفي هذا السياق، أكدت أوساط إسرائيليّة أنّ إسرائيل تعكف على تقديم مساعدات لنظام السيسي في حربه على الحركات الجهادية. وقال الباحث في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، إيهود عيلام، إن "إسرائيل تقدم الدعم لنظام السيسي في حربه على الجماعات الإسلامية، باعتبار أن استقرار هذا النظام يمثّل مصلحة استراتيجية لتل أبيب. وفي مقال نشره موقع "وللا" يوم الجمعة، أوضح عيلام أن إسرائيل ترى مصلحة كبيرة في الحرب التي يخوضها السيسي ضد الجهاديين في سيناء، باعتبار أن الجهد الحربي المصري يسهم في منع "ولاية سيناء" من التوجه لاختراق الحدود مع إسرائيل.

من ناحيتها، توّقعت صحيفة "هآرتس" أن يسمح السيسي للقوات الإسرائيلية بالعمل على أرض سيناء ضد الجهاديين من أجل مساعدته في الحرب ضدهم، مشيرة إلى أن المصريين لن يروا في هذه الخطوة مساً بسيادتهم. وفي كلمتها الافتتاحية، يوم الجمعة، أشارت الصحيفة إلى أن لكل من مصر وإسرائيل مصلحة في مواجهة الجماعات المتطرفة، مشيرة إلى أن هناك مخاوف لدى كل منهما، من أن يتمكن "ولاية سيناء" من السيطرة على العريش. وفي المقابل، اتهمت الصحيفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة توظيف هجمات شمال سيناء من أجل نزع الشرعية عن تقرير اللجنة الدولية التي حققت في أحداث حرب غزة الأخيرة واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وقادة الأمن الإسرائيلي سارعوا إلى اتهام حركة "حماس" بتقديم الدعم لـ"ولاية سيناء" من أجل إقناع العالم بالمساواة بين "داعش" و"حماس"، باعتبار أن نجاحهم في ذلك، كفيل بأن يقلّص اندفاع العالم للتعاطي بجدية مع تقرير اللجنة الدولية.  

وفي السياق، أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن إسرائيل تخشى أن تفضي العمليات الأخيرة التي نفذها "ولاية سيناء" في المس بالصورة التي رسمها الرئيس السيسي لنفسه في الوعي الجماعي للمصريين. وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس الماضي إلى أن توالي العمليات يعني أن السيسي سيخسر صورته كقائد قوي، مما يزيد من فرص اندلاع ثورة جديدة. وأكدت الصحيفة أن مخاطر كبيرة ستحدق بالأمن القومي الإسرائيلي في حال غاب نظام السيسي.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تستثمر اعتداءات "ولاية سيناء"

المساهمون