Skip to main content
إسرائيل تدمر منشآت اقتصادية بغزة والخسائر 4 مليارات دولار
علاء الحلو ــ غزة
العدوان الإسرائيلي دمر المنشآت الاقتصادية(جاك غوز/ getty)

تعرض الإقتصاد في قطاع غزة إلى خسائر هائلة جراء العدوان الصهيوني المستمر لأكثر من 25 يوماً. إذ تعرضت المنشآت الصناعية والزراعية للدمار الكبير، مما أدى إلى شلّ الحركة الاقتصادية بشكل كامل.

وقال أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب "إن توقف الحركة الاقتصادية بشكل كامل، وتدمير عدد من المنشآت الاقتصادية والزراعية أدى إلى خسارة تقدر بما بين 3 و 4 مليارات دولار، حسب التقديرات الأولية للمختصين."

ويشير رجب لـ"العربي الجديد" إلى أن تدمير المنشآت الاقتصادية أدى إلى توقفها وتوقف خدماتها، وحرمان المواطنين من إنتاجها، ما يؤدي إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية ومعدلات النمو الاقتصادي، إضافة إلى انضمام العاملين فيها إلى صفوف البطالة.

ويقول "أي مؤسسة اقتصادية أو تجارية أو زراعية يتم استهدافها وتدميرها يؤثر سلباً على الحركة الاقتصادية"، ويلفت إلى أن البطالة كانت عالية في غزة قبل الحرب، وتقدر بنسبة تزيد على 40 في المئة، فيما سيزداد العدد بشكل كبير بعد الحرب، نتيجة تدمير أماكن العمل."

معاناة أهل غزة

ابتلع شبح البطالة في قطاع غزة عشرات الآلاف من العمال والموظفين في مختلف المهن والحرف، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ ثمانية سنوات، وعدم سماح قوات الاحتلال بدخول مواد البناء والمستلزمات التي تعينهم على الاستمرار في العمل. وساهم العدوان الإسرائيلي الأخير في تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث فقدَ الفلسطيني أحمد سرور من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة عمله، وانضم إلى طابور البطالة الطويل في القطاع المحاصر، بعد أن دمر الطيران الحربي الإسرائيلي مصنعاً للبلاستيك كان يعمل فيه في المنطقة الصناعية، الواقعة شرقي مدينة بيت حانون.

ومصنع البلاستيك الذي يعمل فيه العشرات بين فنيين وإداريين ومسوقين، لم يكن المصنع الوحيد الذي تم تدميره وحرقه خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الرابع والعشرين على التوالي، بل إن القصف طال كثيراً من المنشآت الصناعية والتجارية والاقتصادية والزراعية في مختلف مناطق القطاع.

ويقول أحمد سرور وهو أب لأربعة أطفال "خسرت عملي الذي أعيل به عائلتي في هذا الوقت الحساس"، ويضيف "ما ذنب أطفالي الصغار الذين فقدوا الآن لقمة عيشهم، فكيف سأوفر لهم متطلباتهم في هذه الظروف القاسية؟".

ويوضح سرور لمراسل "العربي الجديد"، أنه "عانى كثيراً من البطالة في السابق، إلى أن وجد عملاً في مصنع البلاستيك، والآن يعود إليها مجددا،ً مرغماً في ظروف أصعب بعد أن دمر الاحتلال مصدر رزقه"، ويشير إلى أن كارثة ستلحق بالعمال نتيجة الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف المواطنين ومصالحهم بشكل مباشر. 

العدوان يدمر الاقتصاد

جاء العدوان الإسرائيلي ليزيد من معاناة الشباب الغزاوي، فبعد أن دمر عشرات المنشآت والمصانع والأراضي الزراعية التي تضم آلاف العاملين الذين يعيلون عائلاتهم، فقد هؤلاء مصادر رزقهم، في ظل ظروف هي الأصعب على الإطلاق.

وانضم عمار بشير الذي يعمل محاسباً في أحد مكاتب الصرافة وسط مدينة غزة، هو الآخر إلى طابور البطالة الطويل جداً في غزة، بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المكتب الذي يعمل به بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدمير المكان بشكل كامل.

ويقول عمار لمراسل "العربي الجديد"، "أنه كان يعتمد على جزء كبير من راتبه لتسديد الدين المترتب عليه بعد الزواج، لكنه الآن خسر عمله الذي اعتاد عليه منذ عدة سنوات، مستغرباً من استهداف الاحتلال المنشآت المدنية التي لا علاقة لها بأي من الأحداث الجارية". 

القطاع الزراعي

ولم يسلم القطاع الزراعي في غزة من نيران التدمير، فالمزارع أبو محمد شملخ، تم استهداف أرضه الزراعية شرق حي الزيتون في غزة، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المنطقة، ما أفقده عشرات الأشجار المثمرة، والتي كان يعتمد عليها في توفير لقمة عيش عائلته.

ويقول شملخ لمراسل "العربي الجديد"، "لا دخل لنا بكل ما يجري، نحن مزارعون مسالمون نذهب فقط لزراعة أرضنا وحصد ثمارها، وقام الاحتلال الإسرائيلي بقتل وتدمير كل الأشجار المثمرة في الأرض، والتي تعود إلى سنين طويلة، وأصبحنا اليوم بلا دخل."

ويبيّن أن كثيراً من الأراضي الزراعية التي تعود إلى أقربائه وجيرانه تم تدميرها كليّاً، وتحويلها جراء القصف العنيف إلى حُفر عميقة، لافتاً إلى أن الحروب السابقة أثرت على أراضيهم، ولكن ليس بالشكل التدميري الحالي الذي لم يبقي فيها أي شجرة أو حتى شتلة صغيرة.