إسرائيل تحذّر من الاتفاق النووي الإيراني ـ الغربي

إسرائيل تحذّر من الاتفاق النووي الإيراني ـ الغربي

14 مايو 2014
نتنياهو: ايران تخطّط لتدمير إسرائيل (جاستين ساليفان/Getty)
+ الخط -
تقدّر إسرائيل أن يشهد منتصف يوليو/ تموز المقبل، التوقيع على الاتفاق النهائي بين القوى العظمى وإيران، بشأن برنامج طهران النووي.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، عن مصادر عسكرية إسرائيلية بارزة قولها إن "حرص القوى العظمى على إنجاز الاتفاق بسرعة، يرجع إلى تخوّفها من إمكانية أن تخسر "القيادة المعتدلة"، ممثلة بالرئيس حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، نفوذها إذا طالت مدة المفاوضات لصالح القوى "المتشددة"".
وأوضحت أن "دوائر صنع القرار في الغرب، تقدّر بأن نافذة الفرص التي فتحها صعود روحاني للحكم، يمكن أن تغلق بسرعة في حال لم يتم استغلال الفرصة والتوقيع على الاتفاق".
وحسب المصادر، فإن "الإيرانيين وافقوا حتى الآن الالتزام في الاتفاق النهائي بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، والتخلّص من كمية من اليورانيوم الذي سبق لطهران تخصيبه عند هذه النسبة، علاوة على فرض نظام رقابة مشدّد".
وبحسب المصادر، فإن "الأميركيين يأملون أن يتمكنوا من إقناع الإيرانيين، بإغلاق معمل إنتاج "البلوتونيوم" في أراك". وتسابق إسرائيل الزمن في محاولاتها التأثير على مضمون الاتفاق النهائي.
وتبيّن أن إسرائيل تعكف على تزويد القوى العظمى بمعلومات حول طابع الأنشطة في المنشآت النووية الإيرانية، بحسب ما كشف المعلق الإسرائيلي البارز، بن كاسبيت، في موقع "يسرائيل بولس"، أمس الثلاثاء، مشيراً الى أن "ممثلي القوى العظمى يعتمدون في المفاوضات مع إيران بشكل أساس، على المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الاستخبارات الإسرائيلية عن البرنامج النووي الإيراني، علاوة على أن خبراء إسرائيليين يقدمون استشارات بشأن شروط وظروف الرقابة المحكمة على منشآت هذا البرنامج".
وحسب كاسبيت، فإن "مسؤولين إسرائيليين يجرون اتصالات مكثّفة بشكل دائم مع ممثلي الدول العظمى بهذا الشأن". وأضاف أن "هناك تفاهم على أن تُجرى الاتصالات في ظل سرية تامة"، ملخّصاً الأمر كالتالي: "في حال شبّهنا المفاوضات الجارية بمحاكمة، فإن القوى العظمى تلعب دور النيابة، في حين تلعب إيران دور الدفاع، في الوقت الذي تلعب فيه إسرائيل دور الخبير الخارجي الذي تنتدبه النيابة لتأكيد اتهاماتها".
ونقل كاسبيت عن مصدر أمني كبير قوله، إن "الدول العظمى تقدّر المعرفة والخبرات والتخصص الإسرائيلي. إنهم يثقون بتقييماتنا وآرائنا وهم يبادرون للتواصل معنا من منطلق قناعة بحجم الفائدة التي نضيفها، وليس لأن أحداً فرَضَنا عليهم". لكن سماح الدول العظمى لإسرائيل بالتأثير على مسار المفاوضات من خلال ضخ المعلومات الاستخبارية، لا يحول دون مواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شنّ حملة دبلوماسية ودعائية للتحريض ضد توجهات الدول العظمى السماح لإيران بدرجة تخصيب منخفضة لليورانيوم.
ونقلت الإذاعة العبرية، الأحد الماضي، عن نتنياهو قوله في لقاء مع "أصدقاء الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة"، إن "إيران تخطط لتدمير دولة إسرائيل، وهي تحاول بناء قنابل ذرية من أجل هذا الهدف، ونحن نرى أنه يتوجب عدم السماح لإيران بامتلاك هذه القدرة".
وأشار إلى أن إيران "تملك الآلاف من أجهزة الطرد المركزي وآلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بقصد إنتاج قنابل ذرية"، مشدداً على إن "إسرائيل تفضّل عدم الوصول لاتفاق، على أن يتم التوصل لاتفاق سيئ يسمح لإيران بالاحتفاظ بهذه الإمكانيات".
ولا تكتفي إسرائيل بالمشاركة بالمفاوضات والجهد الدعائي، بل تحاول ممارسة ضغوط على الدول العظمى، من خلال الإفصاح عن قدرات عسكرية "جديدة"، تدّعي أنها تمكّنها من تصفية البرنامج النووي الإيراني.
وقد استغلت إسرائيل احتفالاتها بما يُعرف بـ"عيد الاستقلال"، لتعرض سرب طائرات وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه صاحب قدرات تدميرية "غير مسبوقة".
وأطلع الجيش الإسرائيلي، أخيراً، معلقي ومراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، على حجم التحوّل الذي طرأ على فاعلية سلاح الجو. ففي مقال بعنوان: "القوة التدميرية لسلاح الجو لم تكن في يوم من الأيام كما هي الآن"، عدّد المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، في تقرير نشره موقع الصحيفة بتاريخ 5/5/2014، التحولات التي طرأت على سلاح الجيش ودورها في تقصير أمد أية حرب قادمة.
وذكر أن "سلاح الجو أصبح بإمكانه مهاجمة آلاف الأهداف يومياً، علاوة على أنه أصبح بإمكان طائرة واحدة إلقاء عشر قنابل ذكية على مناطق مختلفة"، مشبّهاً سباق سلاح الجو مع الزمن كـ"سباق فورمولا للسيارات".