تدخلُ إسبانيا مباراتها مع المنتخب التشيلي وليس هناك هامش بسيط لارتكاب أيّ خطأ لأن المنتخب الإسباني تعرض لخسارة قاسية في افتتاح موندياله، وذلك أمام هولندا (5 – 1)، الأمر الذي سيضع بطل العالم تحت الضغط الكبير من أجل الظفر بالثلاث نقاط أمام منتخب قوي لا يرحم اسمه تشيلي.
وستواجه إسبانيا في هذه المباراة تشيلي على أرض الملعب، لكنها ستواجه التاريخ خارج حدود البساط الأخضر، إذ إن المنتخب الإسباني يواجه نفس المصير الذي تعرض له في العام 1978 عندما غادر من الدور الأوّل، في سيناريو مشابه عندما خسر من منتخب أوروبي في أوّل مباراة وفشل في تحقيق الفوز على منتخب من أميركا الجنوبية في المباراة الثانية.
في المقابل فإن المنتخب الإسباني واجه أيضاً موقفاً مشابهاً في العام 1950، خصوصاً في مواجهة المنتخب التشيلي في المباراة الثانية، والمفارقة أنه لعبها في ملعب "ماراكانا" الذي سيلعب عليه مجدداً وأمام نفس المنتخب من القارة الأميركية الجنوبية.
بدايةً فإن المنتخب التشيلي لا يملك أيّ فوز على إسبانيا تاريخياً يعطيه أمل للفوز في مباراة اليوم إذ خسر في ثماني مواجهات وتعادل في ثلاث، لكنه منتخب متطور يستطيع تسجيل مفاجأة مدوية في المونديال بإخراجه بطل العالم، والفوز عليه لأوّل مرّة في تاريخه.
لكن هذا يبقى كلام على الورق لأن تاريخياً وفي البرازيل تحديداً وعلى نفس الملعب "ماراكانا" فشلت تشيلي بالفوز على إسبانيا في المباراة الثانية أيضاً في المجموعة، لذلك فإن الأمر يبدو مشابهاً للعام 1950، حيث حققت إسبانيا فوزاً على تشيلي (2 – 1)، في "ماراكانا"، الذي سيستضيف المباراة الثانية في المونديال البرازيلي ضمن المجموعة الثانية.
لكن هذا الأمر يتعلق بأقدام لاعبي المنتخبين الذين سيكونوا تحت الضغط الكبير خصوصاً أن تشيلي تملك ثلاث نقاط، وإسبانيا بدون نقاط وإن لم تفز فهي خارج المونديال، بينما المنتخب التشيلي يريد الفوز من أجل ضمان التأهل واستغلال الصدمة التي تعتري الإسبان، بدون العودة إلى مباراة هولندا الأخيرة الصعبة.
في المقابل الآخر إسبانيا ستخوض حرب أعصاب أمام تشيلي، إذ إن المنتخب الإسباني يواجه سيناريو مشابه لما حصل معه في نسخة كأس العالم 1978، عندما خسر "الماتادور" من منتخب أوروبي هو النمسا (2 – 1)، وفشل في تحقيق الفوز على منتخب من أميركا الجنوبية كان وقتها المنتخب البرازيلي، حيثُ تعادل المنتخبين بنتيجة سلبية.
الأمر الذي يفتح المجال للشك بقدرة المنتخب الإسباني على تحقيق الفوز وإنقاذ الكرة الإسبانية قبل أن يتكرر مشهد الخروج المُبكر، كما حصل في العام 1978، والقصة اليوم مختلفة فهناك لم تكن إسبانيا بطلة العالم، أما اليوم فهي ملكة كرة القدم وبطلة العالم في العام 2010، لذلك فإن إسبانيا ستعيش مباراة على حافة "الجنة والنار"، فالجنة متمثلة بالثلاث نقاط والجحيم هو توضيب الحقائب باكراً لمنتخب مرشح، وما أصعبها أن تشهد إسبانيا هذه الليلة السوداء.