إرث بيكاسو: خبايا حياة الرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو

إرث بيكاسو: خبايا حياة الرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو

08 فبراير 2015
+ الخط -
ترك الفنّان الشهير بابلو بيكاسو، الذي أبدع خمسين ألف عمل فني، بعد وفاته عام 1973 أربعة أبناء وثمانية أحفاد وعدداً من الزوجات والعشيقات ليتعاركوا على ميراثه وتركته.
عاشت مارينا بيكاسو، حفيدة بيكاسو، طفولة شبه فقيرة، لا تزال تذكر منها توسّلها مع والدها باولو، على أبواب فيلّا جدّها للحصول على صدقة. بقيت مارينا على مسافة من بقيّة أعضاء العائلة مدّة طويلة. وقد ورثت في عامها العشرين، فيلّا تعود إلى القرن التاسع عشر ومجموعة واسعة من تحف جدّها بيكاسو. بيد أنّها عانت 15 عاماً من ذكريات عائلية مؤلمة، وخصوصاً لامبالاة جدّها وانتحار أخيها.

تبلغ مارينا اليوم 64 عاماً، وتسعى إلى بيع العديد من لوحات جدّها، بهدف تمويل أعمال خيرية، منها مساعدة مستشفى أطفال في فيتنام، ومشاريع في فرنسا وسويسرا للعجزة والمراهقين.

أثارت مارينا موجة من القلق لدى العملاء وفي أسواق المزادات، حين أفصحت أخيراً عن خطّة بيع جديدة لكنوز بيكاسو الفنيّة من دون مساعدة أي عميل. اللافت اعتمادها على الترويج للوحات جدّها من خلال الحديث عنها بين نخب اجتماعية مختارة. وقد اعتبر كثيرون أنّ بيع لوحات بيكاسو، من دون اللجوء إلى عملاء أو بيوت مزادات، ينطوي على مخاطر عديدة، منها سوء تقدير قيمتها.



بيكاسو - museum of modern art 


















والجدير بالذكر، أنّ مارينا تعاملت مع العميل السويسري، جان كروجيير، لسنوات، وأوكلت إليه
مهمّة البيع، بيد أنّه توفي في عام 2008. واعتمدت بعد رحيله استراتيجيات بيع مختلفة خيبت أملها، ومنها مزاد "سوثبي"، الذي باعت فيه لوحتين مهمّتين في عام 2013، منهما لوحة "Femme Assise En Robe Grise" (امرأة تجلس في ثوب رمادي)، حصلت مارينا منهما على مبلغ 6.8 ملايين دولار.

ورثت مارينا 300 لوحة فنية من أصل عشرة آلاف من جدّها بيكاسو، ولم تقرّر لغاية اللحظة عدد القطع التي ستبيعها ولا نيّة لديها لبيع الفيلا في السوق، لكنّها ستعرض للبيع أولاً لوحة: "العائلة"، "La Famille" التي تعود إلى عام 1935.

ترى مارينا أنّ المبيعات توسّع من مجال أعمالها الخيرية وتخلّصها من عبء إرث عائلتها التاريخي، الذي لم تحظ بلوحة واحدة منه إلا عقب حصولها على حصتها من الميراث، وأكّدت أنّها لا تمتلك صورة تجمعها بجدّها.
لا تزال مارينا، تعاني من تلك الذكريات الأليمة ومستوى العمل المتدني لأبيها مقارنة بمقام جدّها، إذ عمل والدها باولو، من زوجة بيكاسو الأولى، أولغا كوكلوفا، سائقاً لدى جدّها. انفصلت والدتها إيميليان عن والدها، وعانت من إدمان الكحول، ومن عوز مادي، وأعالت مارينا وأخيها من الصدقات التي حصلت عليها من والدهما.

ابتعدت مارينا عن جدّها ومحيطه، بعد طرد أخيها من مأتم جدّها عام 1973 من قبل زوجته الثانية، جاكلين روك. وقبل مضي بضعة أيّام على الحادثة، أقدم أخوها على الانتحار من خلال تناوله الكلور. لم يكن لديها مال كاف لدفن أخيها، لولا تبرّعات الأصدقاء.

توفي بيكاسو، من دون أن يكتب وصيّة عن عمر يناهز الـ90 عاماً، وحصلت مارينا من حيث لا تتوقّع على خمس الممتلكات، ومن ضمنها الفيلا.



بيكاسو - متحف مدريد 


















تعبّر مارينا عن امتنانها لما ورثته عن جدّها، لكنّها تصفه بميراث من دون حب. وتكمل أنّه من الصعب أن يحمل المرء اسماً شهيراً، وأن يعاني في الوقت ذاته من مشاكل مادية، لكنّ الظروف الصعبة التي مرّت بها زرعت في داخلها رغبة بمساعدة الآخرين.

في المقابل، يقول أوليفيه وايدمير بيكاسو، حفيد بيكاسو من عشيقته ماري-تيريز والتر، إنّه يتفهّم غضب مارينا، لكنّه في غير محلّه، ويضيف أنّ جدّه لم يكن وحده المسؤول عن معاناة مارينا، لكنّه تخوّف من أن تصرف والدتها المال على أمور أخرى، لذلك تفادى إعطاءها المال مباشرة، بيد أنّه تكفّل بمصاريف تعليمها وأخيها في المدارس.

من جهتها، تقول مارينا، إنّها تعيش الحاضر الآن، ويبقى الماضي في الماضي، لكنّها لن تنسى أبداً ما مرّت به، وتعبّر عن احترامها لمكانة جدّها الفنّان. وتنهي بالقول، إنّها حفيدته ووريثته ولكنّها لم تكن يوماً قريبة من قلبه.

المساهمون