Skip to main content
إدانة تشودري تطرح علاقة "المهاجرون" بالمخابرات البريطانية
نواف التميمي ــ لندن

أعادت إدانة القضاء البريطاني، أمس الثلاثاء، للداعية المتطرف أنجم تشودري، بتهمة دعم تنظيم "داعش"، واحتمال سجنه لمدة قد تصل إلى 10 أعوام، فتح ملف تشودري، ودوره في نشر ثقافة التطرف بين الشباب المسلم في بريطانيا، وعلاقته بجماعة "المهاجرون" وتنظيم "القاعدة". والأهم من ذلك، علاقته السرية بأجهزة المخابرات البريطانية.

يُؤمن أنجم تشودري (مواليد 1967)، الباكستاني الأصل، بـ"الخلافة الإسلامية"، وبأن "الشريعة يمكن أن تطبق على قطاع واسع من البشرية".

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قوله إن "راية الإسلام سترفرف فوق البيت الأبيض"، وإنّ "بريطانيا ستصبح دولة مسلمة تخضع للشريعة الإسلامية في 2050" بحسب قوله.

كما أشاد أنجم تشودري، بهجوم 11 سبتمبر 2001، الذي استهدف برجي التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، محمّلاً الحكومة البريطانية المسؤولية عن تفجيرات لندن في 7 يوليو/تموز 2005.



كما أشاد أيضاً بالهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وجاهر، في أكثر من مناسبة، بتأييد تنظيم "داعش"، مُدافعاً عن عمليات الذبح التي يقوم بها التنظيم، مُعلناً اعترافه بأبي بكر البغدادي "خليفة لكل المسلمين وأمير المؤمنين". 

وفي مفارقةٍ تثير الكثير من الأسئلة حول حقيقة الرجل، الذي ترأس جماعة "المهاجرون"، التي أسسها السوري المتشدد عمر بكري محمد فستق في 2005، ثم عمل متحدثًا باسم الجماعة الإسلامية "إسلام فور يو كي- الإسلام لبريطانيا" التي حُظرت في عام 2010، كشف تقرير مُوسع نشره "العربي الجديد"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن علاقة غامضة بين تشودري وأجهزة المخابرات البريطانية.

وجاء في التقرير، أنّ "أجهزة المخابرات البريطانية توصلت، منذ تسعينيات القرن الماضي، إلى مقاربة تقوم على أساس السماح لقادة النشاط الإسلامي في بريطانيا، وأبرزهم أبو قتادة الفلسطيني، وأبو حمزة المصري، وعمر بكري السوري، وأنجم تشودري، وآخرين، بالعمل "الدعوي" في الساحة البريطانية مقابل الالتزام بـ"ميثاق أمني" يقضي بعدم المسّ بأمن بريطانيا وسلامة مواطنيها".

وكشفت مذكرة صادرة عن مجلس العموم البريطاني، في سبتمبر/أيلول 2009، أن "دور المخابرات البريطانية والأميركية في تسهيل أنشطة الشبكات الإسلامية المتطرفة، بشكل مباشر وغير مباشر، أصبح واضحاً".

كما نقلت المذكرة عن مسؤولين في الحكومة والاستخبارات البريطانية، اعترافهم بالإشراف على تأسيس جماعة "المهاجرون" في عام 1996، وتوجيهها عن طريق جهاز المخابرات البريطانية الخارجية "MI6" لإرسال مجاهدين مسلمين بريطانيين إلى كوسوفو بالتزامن مع المساعدات العسكرية الأميركية والبريطانية التي كانت تُرسل إلى ألبان كوسوفو".

ونقل تقرير "العربي الجديد" عن الدكتور المتخصص في دراسات الأمن الدولي، نافيز أحمد، أن بكري وأنجم تشودري، أسسا جماعة "المهاجرون" بتمويل ودعم من المخابرات البريطانية، بهدف تجنيد وتدريب مسلمين بريطانيين للقتال في الخارج.

ويُرجّح نافيز أحمد، أن تكون العلاقة بين بكري وتشودري مع المخابرات البريطانية عائدة إلى عام 1990، وأن الرجلين اجتمعا مع المخابرات البريطانية الداخلية "MI5" أكثر من 20 مرة منذ عام 1993 وحتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وأن الكثير من القيادات الإسلامية في بريطانيا تعلم بهذه الاجتماعات.

ويؤكد ذلك الدكتور نعمان حنيف، المحاضر في جامعة لندن، قائلاً "أخبرني أحد المحامين الكبار في لندن، وهو مختص في شؤون الإرهاب، وتوكّل عن العديد من العملاء في عدة قضايا رفيعة المستوى متعلقة بالإرهاب، أن كلاً من بكري وتشودري، كانا يحضران اجتماعات منتظمة مع ضباط مكتب الاستخبارات البريطاني الخامس "MI5" في التسعينيات".