لم يتوقع اللاجئ الفلسطيني، أمين سكر، أن ينتهي به الحال في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية، بيروت، ملفوفاً بالضمادات الطبية بعد إحراق نفسه وسيارته أمام حاجز قوى الأمن الداخلي. بعد الحادث، انتشرت صور اللاجئ الفلسطيني رفقة سيارة أجرته المشتعلة، والتي تداولها اللبنانيون على نطاق واسع.
وربطت روايات المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، بين ما أقدم عليه أمين سكر، وسلوك قوى الأمن. هذا الأخير وحسب ما نشر، تم تغريمه بمبلغ مالي كبير، بسبب مخالفة سير، وقدر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قيمته بـ"آلاف الدولارات الأميركية"، ما دفع سكر إلى رفض تأدية قيمة الغرامة.
وأوردت الروايات ذاتها، أن شرطة المرور، طبقت بحق اللاجئ، أمين سكر، قانوناً "يمنع عمل اللاجئين الفلسطينيين كسائقي سيارة أجرة"، فيما ذهب بعضهم الآخر إلى ربط تحرير المخالفة بـ"منع السيارات التي لم تنجح في تجاوز امتحان السلامة الميكانيكية، وهي الحالة التي كانت عليها سيارة أجرة سكر".
إحراق الشاب الفلسطيني اللاجئ، تأتي في وقت تطالب فيه مختلف الجمعيات الفلسطينية بإعادة النظر في قائمة من الأعمال التي يمنع على الفلسطينيين اللاجئين ممارستها، وفتح المجال أمام منحهم جميع حقوقهم الإنسانية والاجتماعية.
اقرأ أيضاً: اللاجئون الفلسطينيون... تعدّدت الأماكن والمأساة واحدة
ووجب الإشارة إلى أن أمين سكر، ليس أول ضحية للغرامات المُرتفعة التي ينص عليها قانون السير اللبناني الجديد، فقد توفي المواطن اللبناني سالم زغيب، في سبتمبر/أيلول الماضي، نتيجة أزمة قلبية، بعد تلقيه محضر ضبط لأنه لم يكن يضع حزام الأمان.
الحرق "وسيلة للاحتجاج"
تكاد ظاهرة إحراق النفس، أن تتحول إلى مشهد يومي في شوارع بيروت لأسباب مُتعددة. من بينها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون اللبنانيون واللاجئون السوريون والفلسطينيون على حد السواء، وصولاً إلى رفض التعاطي الأمني للدولة مع مظاهرات الحراك الشعبي في لبنان.
ودفعت الأوضاع في لبنان الناشط اللبناني، محمد حرز، لإشعال النار في جسده أمام مقر المحكمة العسكرية الدائمة، في بيروت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجاً على توقيف ناشطين ضمن حملات الحراك المدني بتهمة "إقلاق الراحة العامة"، على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي عرفتها لبنان بسبب أزمة النفايات.
وقبلها بأشهر، أحرق مُسن لبناني مُقعد نفسه أسفل جسر البسطة، حيث يقيم، منذ سنوات، بسبب افتقاره للمأوى، بعد تناوله مادة البنزين وسكبها على جسده، ومقعده المُتحرك. مسن سئم غياب التغطية الاجتماعية والصحية وغياب مورد لعيشه، فاختار وضع حد لحياته بحرق نفسه.