إحالة إعلامية سعودية إلى التحقيق بسبب ملابسها

إحالة إعلامية سعودية إلى التحقيق بسبب ملابسها

27 يونيو 2018
تسببت ملابسها بموجة غضب في مواقع التواصل (فيسبوك)
+ الخط -


أثارت الإعلامية السعودية شيرين الرفاعي جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهورها في مقطع فيديو، يوم الإثنين، بعباءة بيضاء مفتوحة تكشف عن ملابس ضيقة، وشال لا يغطي إلا جزءًا من شعرها، أثناء توثيقها لليوم الثاني من تنفيذ قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة في السعودية.

ونشرت صحف محلية خبر مغادرة الرفاعي للسعودية بعد فترة قصيرة من إصدار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، يوم الثلاثاء، قرارًا يقضي بإحالتها للتحقيق بتهمة ظهورها بملابس غير محتشمة في تقريرها المرئي، الذي سبب موجة غضب بمواقع التواصل، وإطلاق مجموعة من المغردين السعوديين لوسم #عاريه_تقود_بالرياض انتقدوا من خلاله خروجها عن تقاليد المجتمع السعودي المحافظ، وطالبوا بمحاسبتها.

 

وكتبت الهيئة في التغريدة التي شاركتها على صفحتها الرسمية على "تويتر": "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع تحيل مذيعة تلفزيونية للتحقيق، بعد انتشار مقطع فيديو في مواقع التواصل، تظهر خلاله وهي تقدّم تقريراً عن قيادة المرأة، وكانت ترتدي ملابس غير محتشمة، في مخالفة للأنظمة والتعليمات".

واكتفت الرفاعي بإعادة نشر بعض التغريدات التي عبر أصحابها عن دعمهم لها فيها، ووعدوها بالوقوف بجانبها ومنع أي شخص من التطاول عليها، مؤكدة أنها ستقاضي كل من أساء إليها قائلة: "سأبدأ بمقاضاة كل مسيء، والكل يعرف أن لي الحق بذلك والقانون معي".

 

وتفاعل العديد من الناشطين على "تويتر" مع قضية شيرين الرفاعي التي تعمل في "تلفزيون الآن"، حيث اتهمها البعض بأنها تتحدر من أصول غير سعودية، في حين طالب آخرون بمحاسبتها وسحب الجنسية السعودية منها.

وغرد الباحث فهد الشمري: "أتقدم ببلاغ ضد امرأة ظهرت بشكل غير لائق في الرياض بمقطع خالفت فيه الدين والأخلاق وخدشت حياء المجتمع السعودي المحافظ وتدعى شيرين الرفاعي، أرجو منكم القبض عليها وجعلها عبرة لكل من تفكر بالاقتداء بها. نطالب بتطبيق شرع الله بها وبأمثالها"، في حين طالبت "بنت ذاك الأمير" بوضع قانون لمحاسبة الفتيات المتبرجات: "مثلما وضعتم قانونًا للتحرش، نريد قانونًا صارمًا ضد البنات المتبرجات والمفلتات للنظر بملابسهن وضد رفع صوت المسجل داخل السيارة، والله سنندم إنْ لم نعالج الموضوع في بدايته".

وأكد آخرون أن منع المرأة من قيادة السيارة لم يكن عشوائيًا وأن القيادة ليست المشكلة الأساسية، بل ما يتبعها من "انحلال أخلاقي"، وفقًا لوصفهم، حيث كتب سعيد آل مشاري: "قيادة المرأة للسيارة ليست حراما بحد ذاتها ولم يفت أحد بهذا، ولكن المفاسد الشرعية من تبرج وسفور وانعدام للحياء بين الجنسين، هي التي جعلت أهل الغيرة يخافون من تبعات هذا القرار على مستقبل بلاد الحرمين".

 

ونصح البعض الرفاعي بعدم التشبه بالغرب، لأن هذا لن يمنحها ميزة إضافية، حيث كتبت Sophisticated‏: "ليس كل ما يفعله الغربيون لطيفًا يا فتاة، أنت ترتدين الثياب بأسلوبهم وتتحدثين بطريقتهم وتريدين أن تقلديهم في كل شيء، إلا أنك لن تكوني أكثر من مجرد نسخة عنهم وهذا ليس شيئًا جيدًا بل يزيد الطين بلة".

واعتبر آخرون قرارات السعودية الجديدة المتعلقة بالإصلاح الاجتماعي محاولة رديئة لإرضاء أميركا، حيث كتب عبد الله: "يبغون ترضى عنهم أميركا والبيت الأبيض لتغيير قِيم المرأة السعودية على الطريقة الأميركية كما جاء في هذا الاجتماع في الكونغرس الأميركي بحضور وزير الخارجية تيلرسون".

 

ودعم بعض مستخدمي "تويتر" الإعلامية شيرين الرفاعي، التي قدمت نفسها كأول سعودية تقود بعد تجولها بسيارتها في شوارع الرياض في الساعة 12 فجر الأحد، أول يوم ينفذ فيه قرار السماح للمرأة بالقيادة في السعودية، وكتبت أماني الأحمدي: "فقط أولئك المضطهدون أو المهووسون بالجنس سيرون لباس شيرين تعريًا"، في حين غردت nan brave: "هناك فرق كبير بين فتاة عارية وفتاة ترتدي ملابسها بالكامل كشيرين التي ترتدي عباءة بيضاء، يمكنكم البكاء قدرما تشاؤون إلا أننا نحصل على حقوقنا لنتمكن من العيش بشكل طبيعي فيما تستطيعون أنتم دفع ثمن تفكيركم المريض".

المساهمون