إجراءات أمنية غير مسبوقة لحماية المتظاهرين العراقيين

28 اغسطس 2015
مخاوف من استغلال المليشيات للتظاهرات (فرانس برس)
+ الخط -
أثارت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباعَه إلى الخروج بتظاهرة مليونية مع المتظاهرين الشعبيين في بغداد، مخاوف الحكومة من محاولة استغلال التظاهرات من قبل المليشيات، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة التي وقعت في بعض المحافظات من خلال اشتباكات القوات الأمنيّة مع المتظاهرين، مما أسفر عن تسجيل بعض الإصابات.

ودفع ذلك الحكومة إلى توسيع دائرة الإجراءات الأمنيّة بشكل مكثّف خشية من أنّ تستغل المليشيات المدفوعة من قبل جهات سياسيّة داخليّة وخارجية التظاهرات، لتنفيذ أجنداتهم الخاصة، والتنافس بين فصائل المليشيات من خلال إثارة أعمال الشغب خلال التظاهرات، لإخراجها عن طبيعتها السلمية.

ونشرت قيادة عمليات بغداد قواتها في جميع الطرق المؤديّة إلى ساحة التحرير وسط بغداد، في إجراء غير مسبوق.

وقال الملازم أول عبد السلام محمد، وهو آمر لدوريّة متنقلة تقف في شارع النضال المؤدي إلى ساحة التحرير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الوزراء حيدر العبادي وجّه قيادة العمليات باتخاذ الاستعدادات اللازمة لتأمين التظاهرات في ساحة التحرير"، موضحاً أنّ "قيادة العمليات بدورها وضعت خطة استباقية لتأمين المنطقة بشكل كامل".

وأشار إلى أن "الخطة ركّزت على توسيع دائرة القطوعات في الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير، ونشر قوات كبيرة في كافة تلك الطرق والفروع المؤدّية لها"، لافتاً إلى أنه "مع ساعات الصباح بدأت القوات العراقية بتطبيق الخطة، ونشرت قواتها ووزّعتها بحيث يصعب اختراقها، فيما يجري تفتيش الداخلين والخارجين إلى الساحة بعدة حواجز موزعة على الطرق، ليتسنى تأمينها بشكل كامل".

وأضاف محمد أنّ "خلايا الاستطلاع وكشف المتفجرات تعمل منذ الصباح على تمشيط المنطقة، خوفاً من وجود أيّ متفجرات أو عبوات ناسفة".

وأكّد أنّ "من بين التوجيهات التي تلقيناها، التعامل بحزم مع أي خرق لسلمية التظاهرات من قبل العناصر المندسّة، وعدم السماح لهم بإثارة الشغب داخل التظاهرات، فيما تم نشر عناصر كبيرة من قوات العمليات داخل ساحة التظاهر ليتصدّوا بسرعة لأيّ خرق قد يقع"، مبيناً أنّ "ارتباطنا وأوامرنا ستكون من قبل الجهات العليا في قيادة العمليات حصراً".

وأشار إلى أنّه "سيستمر عملنا حتى نهاية التظاهرات، وأنّ القوات لن تنسحب حتى انسحاب آخر المتظاهرين حسب التوجيهات التي تسلّمناها من قيادة العمليات".

من جهته، قال أحد منظمي التظاهرات من التيار المدني، والذي يدعى، عامر سلمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التيار المدني استعدّ بشكل كامل للخروج بالتظاهرات، وأنّنا سنلتزم بالزي الأبيض كلون خاص يميزنا من الآخرين".

وأوضح أنّ "شعارنا في هذه الجمعة سيكون المطالبة بإصلاح القضاء، ولا إصلاحات قبل إصلاح القضاء"، لافتاً إلى أنّنا "أصحاب رسالة وهدف نسعى لتحقيقه، وهو القضاء على الفساد والمفسدين، وفقاً للإصلاحات التي أطلقها العبادي".

وأبدى سلمان خشيته من أنّ "اختراق مليشيات الصدر للتظاهرات سيفتح الباب واسعاً أمام مجاميع مليشياوية متفرقة بالدخول أيضاً، مما سيجعل من التظاهرات ساحة لفصائل مختلفة من المليشيات تتجاذبها أطراف سياسية ودولية تتعارض وتتقاطع فيما بينها".

وأكّد أنّ "ذلك سيدفع باتجاه احتقان بين المليشيات"، مبينا أنّ "هناك معلومات وردت لنا بأنّ فصائل مناوئة لمليشيات الصدر ستدخل على أنّها ضمن مليشيات الصدر، وستعمل على إثارة العنف داخل التظاهرة تحت مسمى الصدر، كتصفية حساب فيما بينها"، مضيفاً أنّ "ذلك سيخلق مشاكل كبيرة في التظاهرات وأعمال عنف، كما سيؤثر سلباً على سير التظاهرات التي نسعى لاستمرارها وديمومتها".

وأثنى سلمان على "الجهد الكبير الذي تبذله القوات الأمنية في حماية المتظاهرين".

وبدت شوارع العاصمة بغداد، المؤدية إلى ساحة التحرير شبه خالية إلّا من القوات الأمنية المكثّفة، الأمر الذي طمأن من مخاوف المواطنين.

ورأى المواطن سليم عبد القادر، وهو من أهالي منطقة الكرادة القريبة من ساحة التظاهرات، أنّ "الأهالي كانوا يتخوفون من عدم توفير الحماية الكافية للمتظاهرين، ما يفتح الباب إلى استهدافهم وإثارة العنف خلال التظاهرات".

وقال إنّ "الإجراءات الأمنية غير المسبوقة طمأنت المواطنين، وستسهم بخروج عدد كبير من المتظاهرين الذين أبدوا خشيتهم من دخول المليشيات في التظاهرات".

ويستعد أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للخروج بتظاهرة مليونية في العاصمة بغداد تلبية لدعوة زعيمهم، فيما انتقد القائمون على التظاهرات من التيار المدني محاولة الصدر لاختراق صفوفهم وحرف مسار التظاهرات.

اقرأ أيضاً: تشديدات أمنية في بغداد وحزمة إصلاحات جديدة للعبادي