إبراهيم نصر... مسيرة كوميدية طويلة جوهرتها "زكية زكريا"

إبراهيم نصر... مسيرة كوميدية طويلة جوهرتها "زكية زكريا"

13 مايو 2020
إبراهيم نصر من رواد الكاميرا الخفية العربية (تويتر)
+ الخط -
رحل في هدوء مثلما كان يعيش، حيث كان الفنان المصري إبراهيم نصر الذي غادر دنيانا، أمس الثلاثاء، عن سبعين عاماً بعيداً عن أي أزمات. فقد كرس حياته للعيش مع أسرته، والوقوف أمام الكاميرا ممثلاً بخفة ظل وصلت إلى قلوب الجماهير في العالم العربي كله.

كان نصر أول فنان مصري أدخل فكرة المقالب إلى التلفزيون وقدم برنامجه من الشارع على مدار سنوات طويلة وعرف بشخصية "زكية زكريا"، وحقق نجاحاً مدوياً، كونه كان يحترم المشاهد وضيوفه من المواطنين في الشارع ولا يهينهم، على عكس ما يحدث الآن في الكثير من نوعية هذه البرامج.

وسبق أن تحدث نصر عن بداية فكرة المقالب، قائلاً: "كنت في طريقي للتلفزيون ووقفت عند بائع المجلات ورحت أقرأ العناوين، ووجدت بجواري محمد عبد المنعم غالي وقال لي تعالى القناة الثانية لأنني توليت رئاستها، وبالفعل ذهبت إليه، فقال لي: مش عاوز تعمل حاجة للقناة؟، فقلت له "الكاميرا الخفية".

ويشير نصر إلى أن برامج الكاميرا الخفية كانت متوافرة في ذلك الوقت، ولكنها بإنتاج أجنبي، "وكنت طوال عمري أقول لو أنني قمت بعمل الكاميرا الخفية فسأقوم بعملها بما يشبهنا نحن المصريين، وستتكون من ثلاثة أجزاء وهي البداية والعقدة والنهاية"، كما قال.

على النطاق السينمائي قدم الفنان ابن محافظة أسيوط، على مدار مشواره الفني حوالي عشرين فيلماً منها "إكس لارج" مع الفنان أحمد حلمي، وقدم مع عادل إمام فيلم "شمس الزناتي"، وشارك أحمد زكي في كل من أفلام "حسن اللول" و"مستر كاراتيه" و"الاحتياط واجب"، ومع الفنان نور الشريف شارك في فيلمين هما "أولى ثانوي" و"لهيب الانتقام"، وكانت آخر مشاركاته السينمائية من خلال فيلم "الكهف" الذي قدمه منذ عامين وجسّد فيه شخصية "تُربي".

في البطولات المطلقة اكتفى ابراهيم نصر بفيلم "زكية زكريا في البرلمان"، لكنه لم يحقق أي نجاح يذكر سواء أكان جماهيرياً أم نقدياً.

وبجوار الأفلام، شارك نصر في عدد كبير من المسلسلات منها "رأفت الهجان"، و"هيما غاوي سيما" و"على باب زويلة"، وكان آخر مسلسل له "فوق السحاب" مع الفنان هاني سلامة منذ عامين.

كما شارك في بعض المسرحيات مثل "أهلاً يا دكتور" للفنانين سمير غانم وجورج سيدهم، ومسرحيات أخرى مثل "عائلة عصرية جداً"، و"إحنا جدعان قوي".

زملاء نصر ينعونه
وأعربت الفنانة دنيا سمير غانم، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن حزنها العميق لوفاة "عم إبراهيم" كما كانت تناديه دائماً في كواليس فيلم "إكس لارج".

وقالت متذكرة الراحل "كان خفيف الظل، وحريصاً على الحضور حتى حين لم يكن لديه تصوير، لأنه كان يحب السينما، كما كان صديقاً وأباً للجميع، وكان يمنح الجميع جواً من الطمأنينة في الكواليس".

أما رائد لبيب الذي أخرج على مدار سنوات طويلة برنامج "الكاميرا الخفية" للفنان الراحل، فقال، لـ"العربي الجديد"، إنه "حتى وفاته كان دائم السؤال عن أحوالي، لأنه فنان محب لأصدقائه ويقدر العِشرة"، مضيفاً أن "ما كان يميز إبراهيم عدم لهاثه مثل الكثيرين وراء أكل العيش من دون البحث عن مضمون وكان يحترم الجمهور بشكل كبير للغاية".

وتذكر رائد موقفاً للراحل حين عرض أحد المنتجين عليه تقديم برنامج "الكاميرا الخفية" مجدداً، ورغم المبلغ المالي الضخم الذي قدمه، قال نصر إنه ليس لديه الجديد ليقدمه، وفضّل الاعتذار في النهاية.

وقال الناقد الفني طارق الشناوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الفنان الراحل كان موهوباً لدرجة كبيرة، ولكن لم يتم استثماره من قبل القائمين على الفن في مصر بشكل جيد على النطاق السينمائي، فهو برغم خفة ظله، إلا أنه فنان تراجيدي من الطراز الأول".

كما أشار الشناوي إلى أن "ما كان يميز نصر أنه فنان يمثّل بمزاج، فلم يقدم دوراً لم يكن راضياً عنه أو من أجل المادة فقط، فقد سبق أن رفض إبراهيم دوراً مهماً في فيلم (مواطن ومخبر وحرامي) لأنه رأى أن مخرج الفيلم داود عبد السيد كان حاداً معه، فاعتذر".

المساهمون