إبراهيموفيتش الجديد.. آخر هدايا إدارة دورتموند لتوماس توخيل

إبراهيموفيتش الجديد.. آخر هدايا إدارة دورتموند لتوماس توخيل

24 يناير 2017
ألكسندر الملقب بإبراهيموفيتش الجديد (Getty)
+ الخط -
إنها موهبة لم نشاهد مثلها من قبل في السويد، ألكسندر لاعب غير تقليدي، يأتي مرة كل سنوات عديدة، قوته في عقليته ومهارته الفذة. أرشحه بقوة لصناعة تاريخ مماثل لما حققه إبراهيموفيتش في الكرة الأوروبية"، يصف كريستوفر زفانيمار، أحد التقنيين الكبار في الكرة السويدية، قدرات وإمكانات النجم الصاعد بسرعة الصاروخ، ألكسندر إسحاق الذي انتقل مؤخرا إلى بروسيا دورتموند، بعد صراع ناري مع أكثر من ناد كبير، في مقدمتها ريال مدريد.

إبراهيموفيتش الأسمر

يلقبونه في الصحافة السويدية بإبراهيموفيتش الأسمر، بسبب قوته الجسمانية الكبيرة مقارنة بسنه الصغير، ومهارته الفائقة في هزيمة المدافعين، مع تسجيله الأهداف بغزارة مع فريق أيك سولنا. إسحاق الذي لم يصل بعد إلى سن العشرين، من مواليد عام 1999، ويلعب مع الفريق الأول لأيك منذ عام 2016 فقط، خطف الأضواء سريعا من أقرانه، وقدم نفسه كأهم لاعب صاعد في الدولة الإسكندنافية.

سريع، حاسم، منطلق، وخفيف الحركة رغم طوله الفارع، كلها مقومات جعلته يتألق في مركز المهاجم الصريح، أو الرقم 9 غير التقليدي، حيث إنه لا يكتفي بالتواجد داخل منطقة الجزاء، بل يعود باستمرار إلى الخلف لاستلام الكرات، مع تحوله المفاجئ إلى الأطراف، لبدء الهجمة والقطع السريع من الرواق إلى قلب العمق.

يستخدم الشاب قوته ومهارته بنفس المقدار، حيث إنه يتفوق على أي مدافع بالسرعة والقوة والمراوغة في آن واحد، ويجيد شغل كافة مراكز الهجوم، مما يجعل مراقبته خيارا في غاية الصعوبة، مثله مثل زلاتان إبراهيموفيتش في بداياته رفقة أياكس الهولندي، من الصعب تصنيفه كمهاجم فقط، هو لاعب هجومي شامل، يصنع ويسجل ويلعب بالرأس والقدمين، ويفعل كل شيء دون رهبة أو خوف.

الشمولية الخططية

تسير كرة القدم داخل الأندية الكبيرة ضد قوانين التخصص مؤخرا، لا يفكر المدرب الناجح في التعاقد مع مهاجم من أجل تسجيل الأهداف فقط، أو مدافع يقوم بالعرقلة ولعب الضربات الرأسية، بل أصبحت الأمور أعقد بمراحل، حيث يزيد سعر أي نجم يستطيع التمركز في أكثر من مكان، لأنه يحل أي معضلة مستقبلية لفريقه، ويستطيع تعويض غياب أي زميل إذا أجبرته الظروف على ذلك.

ألكسندر إسحاق أكثر لاعب يناسب أفكار وخطط دورتموند، حيث إن بروسيا مؤخرا يركز أكثر على الأسماء الشابة، حتى يقدر على جلبها بسعر مناسب، وينجح في تسويقها فيما بعد برقم فلكي. فعل هذه السياسة مع إيمري مور، عثمان ديمبلي، بوليسيتش، وغيريرو، مجموعة عمرها صغير، تجيد اللعب في مختلف المراكز، وتتمتع بموهبة قابلة للنمو والتطور، برفقة مدرب يستمتع بالعمل مع هذه المعدلات.

يقول توخيل عن سياسة العمل مع اللاعبين الصغار، "بكل تأكيد هي مهمة شاقة، لأنك في حاجة ملحة إلى إعادة التعليمات أكثر من مرة، لكنك تجني ثمار ما زرعت في نهاية المطاف، خصوصا إذا عرفت كيف تصل بالمعلومة إلى عقل لاعبك الشاب". ويعشق توماس بشدة من يتحرك باستمرار في وبين الخطوط، حتى يضعه في مركزي الجناح والمهاجم معا، كما يفعل مؤخرا مع ديمبلي، وكأنه ممثل الصيحة الجديدة في المركز 10، جناح ووسط ومهاجم في لعبة واحدة.

منفعة متبادلة

اختار إسحاق دورتموند قبل أي ناد آخر، لأنه يريد المشاركة باستمرار، ويفكر في حالة النضج التكتيكي التي تنتظره، لذلك لم يذهب إلى ريال مدريد ويواجه نفس مصير الموهوب الآخر أوديغارد، وقرر السير على خطى زميله الجديد ديمبلي، الفتى الذي رفض فرقا كبيرة كبرشلونة حتى يتطور ويصل إلى القمة بهدوء بعيدا عن العجلة.

ودفع النادي الألماني القيمة المالية كاملة للفريق السويدي، حتى يحافظ على الهيكل الأساسي لمشروعه، وسط أخبار متتالية عن قرب رحيل الدولي الغابوني أوباميانغ، المهاجم الذي يريده كل من مانشستر سيتي والريال. ويبدو أن إدارة بروسيا تريد تجنب المشاكل القديمة الناتجة عن رحيل الأسماء الثقيلة كماريو غوتزه وليفاندوفيسكي وهوميلز، عن طريق الاستعداد مبكرا لإبرام صفقات جديدة في نفس المراكز، حتى يجد توخيل بديلا جاهزا خلال عامين بالكثير.


جمهور الكرة أمام تجربة فريدة من نوعها، لأن بروسيا دورتموند يصرّ على البقاء داخل الدائرة، ربما لا يهزم الكبار، لكنه يزاحمهم داخل الملعب وخارجه، مع أسلوب لعب مميز وصفقات مدروسة بأسعار معقولة، نحن أمام نموذج ناجح لما يعرف بكرة المال، العقل مقابل القوة، فهل ينجح إسحاق في استكمال المسيرة؟

المساهمون