أُنس جابر تروي لـ"العربي الجديد" قصة بطلة دخلت التاريخ

أُنس جابر تروي لـ"العربي الجديد" قصة بطلة تنس تونسية دخلت التاريخ

حاورها عبد السلام ضيف الله

avata
حاورها عبد السلام ضيف الله
29 أكتوبر 2018
+ الخط -
قبل سبع سنوات وتحديداً يوم 5 يونيو/حزيران 2011، لم يكن يتجاوز عمرها سوى 16 عاما، وحينها كانت على موعد مع التاريخ، حيث فازت بلقب دورة رولان غاروس لفئة الشابات، في إنجاز غير مسبوق على الصعيدين العربي والأفريقي، كانت تلك بداية حكاية  نجمة وبطلة التنس التونسية أُنس جابر.

بين ذلك اليوم وهذه الأيام كتبت أُنس التاريخ من جديد، عندما بلغت نهائي دورة الكرملين المفتوحة في العاصمة الروسية "موسكو" ولم تحرمها سوى الإصابة من التتويج باللقب الذي كاد أن يدخلها تاريخ اللعبة من أوسع أبوابه.

أُنس جابر سردت قصة نجاحها وبدايتها مع الكرة الصفراء في حوار خصت به "العربي الجديد".

* كيف بدأت علاقتك برياضة التنس؟

بدأت علاقتي برياضة التنس بفضل عائلتي، فوالدي ووالدتي كانا يمارسان رياضة التنس، وكنت أحرص على مرافقتهما ثم باشرت التمارين كنوع من الرياضة لاستغلال طاقاتي، ولا أنكر أني كنت مشاكسة جدا في البداية ثم تطور الأمر إلى ولع وصولا إلى الاحتراف. 


* بماذا تعلق أنس جابر بعد الإنجاز الكبير في دورة الكرملين المفتوحة للتنس في العاصمة الروسية موسكو؟

الحمد لله كانت دورة مميزة للغاية، وسوف تبقى راسخة في ذهني لمدة طويلة. الحقيقة أنها لم تكن بطولة سهلة على الإطلاق، وتطلبت مني مجهودات بدنية كبيرة وعمال شاقا من أجل تحقيق مثل هذا الظهور وصولا للمباراة النهائية. 

* كنت قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب ما هي أسباب الإخفاق برأيك؟

فعلا كنت قريبة للغاية من التتوج بلقب بطولة الكرملين، هذا ما تأكدت منه حيث كانت لدي فرصة أكبر للتتوج بعد الفوز في المجموعة الأولى بواقع 6-1، والتقدم في المجموعة الثانية إلى فارق 4-1، لكن منافستي استطاعت العودة بقوة، واستغلت تراجعي البدني، وارتكابي بعض الأخطاء ثم إصابتي. ويجب أن أشير إلى أن منافستي كانت أكثر خبرة مني بمثل هذه الأدوار المتقدمة. ومع ذلك فقد كانت تجربة ثرية ومفيدة جدا. رياضة التنس تتطلب قوة ذهنية وجاهزية بدنية عالية، وحتى السلبيات أعتبرها إيجابيات لأنها ستفيدني حتما في المستقبل القريب.

* هل تقصدين أن لقب الكرملين أفلت من بين يديك؟

فعلا أضعت اللقب، فبعد البداية القوية كان يمكن للحظ أن يقف إلى جانبي لكن وكما ذكرت سابقا هناك منافسة قوية وهناك معطيات بدنية تأخذ في الحسبان بمثل تلك اللقاءات الحاسمة. أنا اعتبر بلوغي المباراة النهائية تتويجا في حد ذاته بعد ثماني مباريات ناجحة، لم يسبق لأي لاعبة تصنيفها فوق المائة أو خاضت التصفيات في أي دورة، أن بلغت المباراة النهائية وعليه أنا راضية تمام الرضا، ولكن حلم التتوج سيصبح حقيقة في المستقبل بعد كسر حاجز بلوغ المباراة النهائية. 

* ما هي أفضل مباراة لك في دور الكرملين؟

في الواقع هما مباراتان، واحدة في الدور الأول وأخرى في الدور الثاني تحديدا، أمام اللاعبة ستيفانز حيث فزت بسهولة ونجحت في المحافظة على لياقتي البدنية. وعموما أعتبر كل مبارياتي جيدة باستثناء مستواي في المجموعة الثالثة من المباراة النهائية، إذ تأثرت بالإصابة وتراجعت لياقتي البدنية فخسرت. 

* دورة الكرملين منحتك قفزة عملاقة في ترتيب أفضل لاعبات التنس، ببلوغك المركز 62 عالمياً هل هذا هو التتويج الحقيقي؟ 

هذا إنجاز كبير وحلم كنت أرنو إلى تحقيقه؛ فالوصول إلى ترتيب أفضل "100" لاعبة في العالم، ليس في متناول أي رياضية والاقتراب من ترتيب أفضل خمسين لاعبة إنجاز كبير سيساعدني على التقدم أكثر في البطولات القادمة، ولن أضطر إلى خوض عدد أكبر من المباريات في التصفيات في الدورات الكبيرة. لكني فخورة للغاية لأنه لم تسبقني من قبل أي لاعبة عربية إلى هذا المركز العالمي الأفضل على مر التاريخ. ومع هذا فإن طموحي لن يقف عند ذلك. 

* كيف تقبلت هذا الاهتمام العربي الكبير بمشاركتك في البطولة؟ 

في الحقيقة تفاجأت بالاهتمام العربي ذلك، وكان شرفا كبيرا لي أن أحظى به، واعتبره تتويجا في حد ذاته، فما حققته كان إنجازا تاريخيا لم يضف لمسيرتي فحسب، بل للتنس العربي بشكل عام، أتمنى أن أكون قد ساهمت في فتح طريق لظهور جيل من اللاعبات العربيات في المستقبل يحققن أفضل مما حققت. 

* ما الذي يدفعك لمواصلة النجاح؟

أنا أمارس لعبة التنس بدافع عشقي لها منذ الصغر، وهذا أكبر عامل يدفعني باستمرار من أجل النجاح، اليوم أنا لاعبة محترفة وهذا دافع مهني كبير يحفزني دوما، أسعى لشق طريق النجاح بثبات من أجل تحقيق أحلامي وأهدافي. 


* ما هي برامجك المستقبلية؟

سأخضع للراحة في الفترة الحالية على أن أدخل في مرحلة التحضيرات التي ستمتد لستة أسابيع ثم سأستعد للمشاركة في دورة دولية في الصين وهي التي تسبق المشاركة في البطولة الكبيرة والمتمثلة بدورة أستراليا المفتوحة ومن بعدها بقية الدورات. 

* هل تقدمين وعوداً بالتتوج بلقب كبير في الفترة القادمة؟

لم لا، فأحلامي بدأت تكبر اليوم وبدأت أنضج، وأعتقد أن طريق النجاح والتتوج لم يعد أمرا مستحيلا وسوف أكافح من أجل تحقيق حلمي بالتتوج. التوشح بألقاب في التنس ليس أمرا هينا، نظرا لقوة المنافسة لكن طموحي كبير وعزيمتي أقوى من أجل منافسة البطلات وانتزاع الألقاب. 

* هل تعتقدين أن مسيرتك كانت ناجحة في مرحلة الشباب؟

نعم بكل تأكيد، وتحديداً فإن تتويجي بلقب دورة رولان غاروس للشباب عام 2011 وأنا أبلغ من العمر 16 عاما كان محطة مهمة في مسيرتي، منحتني دفعة قوية ومكنتني من دخول عالم الاحتراف، مازلت أذكر تتويجي بكل فخر، لأنه كان إنجازاً تاريخياً تحقق للاعبة تنس عربية على مستوى دورة رولان غاروس. 


* زوجك كريم كمون هو المعد البدني الخاص بك، كيف كان لتواجده تأثير على تطور نتائجك؟

حقيقة أن كريم زوجي كان له دور كبير في تطور لياقتي البدنية وأدائي، مثلا في دورة الكرملين الأخيرة خضت ثماني مباريات في مستوى بدني عالٍ، وهو يعمل باستمرار على تطوير لياقتي البدنية كما أنه سند معنوي وعاطفي كبير لي. 


* لماذا يعاني التنس في العالم العربي من غياب التطور مثل ما هو موجود في أوروبا؟

لا نملك تقاليد كبيرة في هذه الرياضة، ولكن في بعض البلدان مثل تونس تحديداً الممارسة وحب اللعبة والاهتمام بصدد التطور بشكل أكبر، فهناك ارتفاع ملحوظ في عدد اللاعبات الجديدات .لكن الأرقام ما تزال ضعيفة.

من هو قدوتك في عالم التنس؟

الأميركي آندي روديك الذي اعتزل مؤخراً...أطمح للقائه والاستفادة من تجربته.

كيف تتعاملين مع النجومية في تونس؟

شيء جميل أن تكون محبوباً من الناس وتلقى تشجيعاً من أبناء وطنك، شعور لا يمكن وصفه في الحقيقة.


لو لم تكن أنس جابر لاعبة تنس ماذا ستكون؟

لا يمكن أن أكون إلا لاعبة تنس، فهذا اختياري منذ طفولتي وسيظل كذلك إلى النهاية.


دلالات

ذات صلة

الصورة
Getty-TENNIS-GBR-WIMBLEDON

رياضة

لم تتمكن النجمة التونسية أنس جابر من تحقيق لقب بطولة ويمبلدون المفتوحة للتنس، بعد هزيمتها، السبت، في الدور النهائي، ضد اللاعبة الكازاخية يلينا ريباكينا المصنفة 23 عالمياً، بنتيجة مجموعتين مقابل واحدة، بواقع (6-3 و2-6 و2-6). 

الصورة
كلايتون:سانتوس لم يتكرر..وهذا اللاعب يستحق المنتخب

رياضة

اعتبر نجم منتخب تونس السابق جوزيه كلايتون أن تتويجه بلقب بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم عام 2004 مع "نسور قرطاج" يبقى الذكرى الأروع له في مسيرته الكروية، معبراً عن عشقه الكبير لتونس وشعبها.

الصورة
بطل أردني بلا وظيفة...يتحدى الإعاقة ويكتب التاريخ

رياضة

يولد الإبداع من رحم المعاناة، مقولة معروفة يحرص على تطبيقها العديد من الرياضيين في العالم، لكن توجد فئة هامة من بين الرياضيين هؤلاء نجحت في كسر كل حدود الصعوبات، ما ينطبق كثيراً على الرياضيين من فئة الألعاب البارالمبية الذين تجاوزوا حدود الإعاقات.

الصورة
أحزاب جزائرية تدعو السلطة إلى احترام الحريات وفتح المجال الإعلامي (العربي الجديد)

سياسة

تجددت الدعوات السياسية في الجزائر لإطلاق حوار وطني شامل يسبق الانتخابات النيابية التي يعتزم الرئيس عبد المجيد تبون الدعوة إليها في غضون الأسابيع المقبلة

المساهمون